جرذان الاستوديو
عندما كانت فرقة الاذاعة الموسيقية تقدم معزوفاتها الموسيقية
في أشهر الصيف الحارة في الاربعينات ، كان اعضاء الفرقة
كما(يقول الفنان منير بشير ) يلجأون الى خلع ملابسهم والعزف
وهم بملابسهم الداخلية ، بعد أن يفتحوا شبابيك الاستوديو بحثاً
عـن نـسمة هـواء ، فـي غيـاب الـمكيـفـات واجــهزة التــبـريــد
وفـــي حفل منقول حياً على الهواء ، غنى فيه أحد مطربي المقام
المعروفين ، وأنست فيه الطيور والجرذان والديكة التي تعيش
فـي حـدائق البـيوت المجـاورة للاذاعـة لصوت هـذا المطرب
فكانت تشاركه الغـناء بطريـقتها الخاصة ، وبـصوت واضـح
يـدخل من الشبابيك المفتوحة بلا أستئذان ، فـكان المـستمع فـي
حيـرة مـن أمــره ، مـرة يسمع صوت مطرب المقام ومـرة
يسمع صـوت الديـك ، وأخـرى صوت ( الفـخاتي ) ,احيـاناً
يـسمع كـل هـذه الاصـوات مجتمعة ... والمصـيبة أن أحــداً
لايمكنه تدارك الامــر ، لان البث حـي وعـلى الهواء ، فـلا
الموسيقي يستطيع تـرك آلتــه الموسيقية ، ولا المــطرب بامكانـه
قـطع وصلـته الغنـائية كـي يغلق الشبابيـك او يـتدبر الامـر
ويـؤكد الـفنان منير بشير ان الجـرذان كـانت تـسرح وتـمرح
فـي الاستـوديو دائـما ودون ان يتـمكن احـد من ايـقافها عند حـدها
لاسيـما وانـها تـختار الوقـت المـناسب للـمشاكسـة وهـو وقت البث
الحـي عـلى الهواء ، وكــأنها تـعلم مـسبقاً ان أحـداً لايـستـطيـع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق