أحلام وهبي صوت الاغنية البغدادية الخفيفة ، لاني لا اعرف
الطريق الى بيت الفنانة احلام وهبي ، فقد قررت هي ان تكون
بانتظارنا في اول الشارع المؤدي الى بيتها وهكذا كان
أحــلام بفستانها الاخضر الجميل وكلبها الاسباني الابيض ،وثمة
اكثر من سيارة توقفت لتحية الفتانة أو لأبداء الاعجاب الفضولي
بها ، أنها مازالت أكثر حيوية وشباباً مما نشاهده لها على شاشة
التلفزيو ن، شقة صغيرة ومتواضعة جداً تضم بعض الاجهزة
والاثاث لم يرتب بعناية ، ومجموعة من الصور التذكارية لولدها
وابنتها علقت على جدران الغرفة ، ولم يكن بأنتظارنا داخل الشقة
التي انتقلت اليها منذ لافترة قصيرة سوى اشقاء الكلب الابيض الذي
كان في استقبالنا على ناصية الشارع
منذ ربع قرن (من تاريخ اللقاء ) كان صوت احلام وهبي يملأ اجواء
الطرب البغدادي من خلال حفلاتها اليومية على المسرح واغنياتها
الاذاعية والتلفزيونية ، ولدت في أحضان الفن ، وهي وان لا تتذكر
بعض ملامح طفولتها ، لكنها تتذكر جيداً انها تركت امها وهي في
سن الثامنة لتعيش في بيت فنانة العراق الاولى - منيرة الهوزوز-تبنتها
منيرة وأشرفت على نشأتها ألفنية ،... تتذكر أيضاً أن بيت منيرة كان
مضيــفاً للفنانين والشعراء وما زالت تحفظ قصائد الرصافي التي
أهداها لمنيرة ... ويوم طلبت منها أن تغني أغنيتها المعروفة - أن
شكوت الهوى فما أنت منا - :انت أحلام في الثانية عشرة من عمرها
ولكي ترد لهذه الفنانة الكــبيرة الجميل الذي أسبغته عليها ، فقد وقفت
أحلام الى جانبها وقت المحنة وتعهدت بمصاريفها وديونها حتى ماتت
منيرة وهي معدمــة
أحلام وهبــي هو الاسم الفني ، وأسمـــها الحقيقي سهام حافظ جــميل
أذن فهي ... أبنة الشاعر العــراقي الكبير المرحوم حافظ جميل ،ولكنها
لا تتحدث كثيــراً عن نسبتها لوالدها .. وهي واحدة من ثلاث مطربات
برزن في وقت واحد - هيفاء حسين ومائدة نزهت وهي .. الاولى تزوجت
,اعتزلت الفن نمنذ فترة طويلة ، والثانية حجـت ,أعتزلت أيضــأً أما احلام
فما زالت بكل حيويتها تبحث عن نصوص مجازة وملحنين غير جشعين
وحين تعجز عن ذلك ، تعود الى أغانيها التي أشتهرت في السيتينات
ومازالت مطلوبة جماهــيريــاً
ســألنا أحلام مالذي يجعلك مختلفة عن زميلاتك ،مائدة وهيفاء وعفيفة أسكندر
من حيث الاداء ؟ اجابت : عفيفة سكندر لها دور الريادة ، وقد سبقتنا في
المشــوار الفني ، أمــا هيفاء فقد بدأت بداية جيدة لكنها لم تــستمر طويــلاً
وتبقى مائدة لــها خصوصيــة في الاداء ولون متميز حتى في غناء المقامات
العراقية .... طريقتي مختلفة ..الاغنية عندي مثل قطعة الشيكولاته تترك طعماً
حلواً في الحلق ..تثير الفرح ولا تنبش الحزن .. أذن هــي أغنية مليئة بالحركة
والايقاع وحـــتى الرقــص
هل كنت تختارين النصوص والالحان بنفسك ؟
فــي البـــداية ، نعم ، ولكن بعد ان استقر اسلوبي في الغناء بدأ المؤلفون يضعون
اغانيهم فتأتي متطابقة تــماماً مع طريقتـي في الاداء ، أذكر منهم عبد الكريم العلاف
وجبوري النجاروجودت التميمي تأليفاً ، وأحمد الخليل وناظم نعيم وخزعل مهدي تلحيناً
هل تتذكـــرين أول أغــنية , وفي أيــة سنــة ؟
أول أغنية سجلتها - عشاگ العيون - عام 1957 وكانت للملحن خليل محتار ، ولكني
غنيت العديد من الالحان قبلها على المسرح
سؤال : أعتــقد ان بـــعض أغانــيك قدمت ضمن أفلام أستعراضية ؟
شاركت بفلم - بأمر الحب - للمخرج محمد سلمان في بيروت بمجموعة من الاغاني
الاستعراضية ، ومثلت وغنيت في فلم - بصرة ساعه 11- وفلم ليالي العذاب ، كانت
محاولات فرضها سوق الافلام التجارية السائد أنذاك
سؤال : في حفلاتك على المسرح ، هل هنالك تقاليد معينة للاداء ..؟
مثلاً الرقص مع الاغنية ؟
مايميز أسلوبي هو التفاعل مع الاغنية لدرجة الرقص ، الحركة على المسرح تقليد
قديم ، وكثيراً ماكنت احرج المشرفين على اجهزة الصوت لسرعة انتقالي من مكان
لآخر ، مما دعا المشرفين الى وضع دائرة بالطباشير كي لا اتجاوزها
أغــان في مــصــر
قلت انك شاركت بحفلات أضواء المدينة في القاهرة ، هل قدمت الحاناً مصرية ؟
شاركت مع ابرز فناني مصر في حفلات اضواء المدينة طيلة خمس سنوات
امضيتها هناك مع زوجي - وهو عربي من مصر - وكنت اجد الجمهور المصري
يتفاعل مع اي لحن عراقي .. وللذكرى قدمت بعض الاغاني باللهجة المصرية
سؤال :- هل غنيت لملحنين عرب ؟
نعم أذكر منهم سيد متتكاوي وبليغ حمدي ومحمد الموجي ومنير مراد ويوسف
شوقي ومن الكويت المرحوم عوض دوخي ومحمود عبد الرزاق وجميــعها
مسجلة في القاهــرة والكــويـت
سؤال :- قلت ان الاغنية عندك هي التي تهب الفرح .. لكن لديك بعض الاغاني حزينة؟
قدمت اغاني متنوعة ، غنيت للأم والولد والاخ واعتقد ان بعض هذه الاغاني - العائلية
تحمل - سمة الحزن - يوحيد يايمه ، لايگلبي . يتيمه لاتحرميني ،ما اعتب عليك ..الخ
سؤال :- هل تستمعين لمطربي الاغنية الحديثه ؟
أذا - كان المقصود - الاصوات الجديدة - فهي جميعاً متشابهه لا لون ، لا خصوصية
هات لي اغنية عاطفية حديثة تستمر عشر سنوات ، غناؤنا مازال مرغوباً منذ
ربع قرن . أغاني عفيفة اسكندر مطلوبة كل يوم ، وحين أعتزلت مائدة لايمكن أن
يبرز صوت بديل لصوتها ... أذن ,, الاصالة في الغناء القديم
سؤال :- لو أتيح لك تقديم نصوص جديدة ، هل تعتقدين أمكانية عودة -مجدك الفني
شهرتك أيام زمان ؟
يمكن أن تكون النصوص أمتداداً لتلك الشهرة لأننا لايمكن أن نلغي دور أغنية الخمسينات
اغلب الالحان الحديثة تجارية تتوخى الربح السهل والانتشار السريع
لماذا لاتتعاونين مع نفس الملحنين الين بدأت معهم ..؟
لأن عطائهم نفذ ، وسوف لن يقدموا لي نفس العطاء الذي قدموه قبل ربع قرن
سؤال أخير :- بعيداً عــن الــفن كــيف تعــيش أحــلام وهــبي وحدتــها ؟
تقول ... أنــها تقدم بين فترة واخرى مشاركات خاصة في حفلاتها ، وتشاهد
بعض برامج التلفزيون وتأنس في وحدتها لصوت ولدها الذي يدرس بالخارج
حيث يتصل بها أسبوعياً .. كل عام تسافر الى باريس لزيارة ابنتها ابتسام التي
تعيش مع زوجها الطيار اللبناني هناك
حزيران -25- 1986
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق