الأربعاء، 17 يوليو 2019

خواطر.. في صيف حنّان


في هذا الحرّ ... (وبخاصة ، حين تنقطع الكهرباء ) يستطيع من هم  مثلي
اللجوء الى الذاكرة . مستحضرين انموذج  صيف غابر ، للتخفيف من 
وطــأة صيف حديث  
يومها ، لــم يــكن لنـــا ، مانحتال به على درجات الحرارة ، غير خيال غني
في زمــــن فقــيـر .. وغـير الصبر الجميــل  على كل أنــواع الحــر ..أبتداء
من حــرارة ألشــوق ... حـــتى حرارة  الصيـــف ... ماكــان لـــنا  مانـستعين
بـــه مـــن أجـــهزة هـــذا اليـــوم ... حتى الـــمروحة  الكهربــائية  لــم  تــكن 
شــائعــة  فكيـــف بجـــهاز  للتــبــريـــد ... أو بـــأخــر للتكـــييف ، اللهـم  الا
على سبيــل الاســراف  فـي خــيال ندربـه على العمل في درجة خمسين مئوية
ولأن ذلك النوع من (الحر) صار ذاكرة .. فسادعي ،لمجرد الحنين ، أن الصيف
ذاك الزمان  ، كان ( أحنى ) ، حتى لقد وصفوه  بــ ( الصيف الحناّن) وحين 
سالتهم  : حنّان على من ؟  أجابوا على الفقير ، الاترى . يكفيه لغذائه  او عشائه . 
خبز وبطيخ ، أو خبز ورقي ... او خبز  وخيار .. او اي خضار  متوفر من
 خضار  هذا الصيف الكريم .. وهو رخيص رخيص ,,فأذا أراد أن يتزيّد ... أضاف
اليه الجبن المكبوس ... وشبع والحمد لله 
صيف قديم.. وتلك المروحة  اليــدوية ، نتقاسمها  أو نوزعها  على الضيوف 
ونتباهى ...ولم  لا  ؟ فهي مصنوعة  باتقان من ( الخوص ) .. ملونة حينا  وغير 
ملونة ... كبيرة وصغيرة ... حتى نحن الاطفال كان لنا اذاك مراوحنا (مهفات ) على
  قــدنا  .. نـنــقعها بالــماء .. فيــصيبنا رذاذها  ، وتفـوح نكهتـها .. حتـى تتعب 
من( الترويح ) اكفنا الصغيرة . كانت المروحة زينة ... وكانت طقساً .. وكانت  أذا 
أستسلمت لكف فاتنة  ذات دلال ، أتخذت شكل الطائر  يرفرف ، بحيث  ، يمكن 
لصاحبتها  الاعتماد عليها ، ليس لمقاومة  الحــر حسب ، بل لاستصدار  انسام
عبقة من ذاك اللطف والدلال الانثوي ..بحيث تهبط الحرارة وتصعد ، تبعا لحركة
يدها الـــمزيــنة بالاســاور 
لم يكن صيف تلك الايام أحنّى .. بل كان أضافة لذلك أجمل .. وسأبادر .. فأعترف
ان شهادتي هذه ، أنما تصدر  عن وطأة من حرارة صيف تبلغ خمسين في الظل 
ومعذور ... وسألوذ بالسطح ... سأطفو .اليه ، كما كانت العائلة ، فأذا  التخوت 
زوارق  تتهادى موزعة .بحذق على حاشية المغيب ، نــظيــفة ،  و مـــلونـــة 
سطوح  ...بحيرات .. تتأخى ، وتتجاوز ... وتتحاور ... بل أنها  لتتنافس  على 
ترسيخ  تقاليدنا، من أجـــل  ان يكون الصيف  أخف وطأة  والصدر أكثــر 
انـــشــراحــاً ، والخلق أكثر  رهافة ... بحيث تظل كرامة الصيف  . والسطح 
الذي يحـــتله ،موفورة  ، تسكن تحت سماء  يتوحد تحت خيمتها الجميع  .. ويتقاسمون
الحــر ،  والانـــسام ،  واناشيد ( الفخاتي ) الجديدة ... وياله من سمر ، يتسرب 
الى الروح من خلال جفنين نصف مغمضين .. ويالها همسات مكظومة ، وضحكات 
مكتومة ..وبكاء أطفال .. وسعال مدخن .. ونباح كلاب ..بل يالها  تلك المدائح 
ترفعها الامهات  ، الى القمر الاعور .. يناشدنه أن يمدّ  يده ، وياخذ ( المدلل) الى
ابيه الغائب -  أعاده الله بالسلامة -  ويتلقى حلاوة يده ... وياله من فضول  لاتمكن 
مقاومته  ، الا  بقلة الحياء ... أو قلة الادب  ...اذا أغرى الفجر المبكر ، واناشيد
القبراّت .. ولداً وكيحاً . بأن يتلصص على بحيرات  الجيران  وزوارقهم  المستسلمة
لهناءة النسيم ... وذاك السمك الذهبي  المتمرد على موجة زرقاء  أو  وردية .. سمك
خارج  توأً من الماء ... تتعب العين ... ويتعب  الفضول والخيال ... فثمة أبداً على 
الحواجز ، تنتصب تلك الديك الفخارية ، لتمارس  حراسة وهمية  على أسرارالسطح
كاظمة في بطونها  ماء الليل ( المبيت ) . وكأنها هاربة من أحدى قصص الف ليلة 
وليلة .... وبيت سطح واخر ... تنتصب مثل حقيقة لانكران  لها .. تلك الخيام  البيض
التي تسمى (الكلل) .. رافعة أشرعتها  وشعاراتها ، كاتمة أسرار العروس ... وصوت 
حجلها الذهبي ،  وهــو يوسوس بأناشــيد  الحب .... قبل طلوع الفجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق