واشي يقع في مصيدتي - قصة من يومياتي

السلام علــــيكم ورحمة الله وبركاته
مثل اي روح ننبت في الارض ، نتواجد نعيش نكبر نتغذى من المحيط الذي يلامسنا
تحركنا جينات  الوراثة عن اهلنا او نتطبع بطباع ما يدور من حولنا ، منا من يتمسك باخلاقه
و يتمسك بأعراف وتقاليد ورثها من تربية اهله ، و منا من ينجرف مع تيار الحياة الجارف
يتعلم من هذا وذاك ويفقد الفطرة الصحيحة التي ورثها وينسى التقاليد والقيم التي نعيشها
وبسيء اليك ويضع نفسه بموضع الخادم الحريص على الاخرين وهو يسيء اليهم من دون وعي
و بلا رقابة من ضمير .... و ما اكثر المنافقين والمرأئين الذين يعيشون تحت الاقنعه المتغيرة كل حين
هنا قصتي ... من حقيقة مر بي بتفاصيلها مررت بها من سنوات كادت تفقدني
عملي وعقلي واعصابي ... اكتبها اليك بكل شخوصها وبلا تزويق مع اني لست بكاتب بل أدونُ تجربة
مرت بي لعلك تستفيد منها ... والله من وراء القصد
القصة ... جرت بأحداث حقيقية واقعية .. الشخوص باسمائهم والحال
كمــــا حصل دون زيادة او نقصان ... تجربة مرت بي قد تنفعك
تجربة مما عشت ... حقيقة مررت بها
في بداية توظيفي ... تم تنسيبي الى احد فروع الشركة مع ثلاثة أعتبرهم اخوة لي
كنا زملاء دراسة ... استلم كل منا مسؤولية مختلفة ولكنها تلتقي ببعض تفاصيلها
كنت مسؤولا لأعمال الصيانة الميكانيكية يومها ، والاخر كان مسؤولا عن تشغيل
المكائن والمعدات ... في حين تولى الثالث منا .. مسؤولية الاشراف على الانتاج
والسيطرة النوعية
كانت والدتي وقتها ... تضع لي مايتوفر تحت يديها من طعام في علب المنيوم
خاصة تسمى ( السفر طاس عراقيا ) كي
اتناولها في اوقات استراحتي ... متصورة ان لا مطعم هناك .. وانا كنت احمل
تلك الاطعمة ... مقتنعا ان اكل الام والبيت ليس هنالك مايضاهيه في الطعم والنظافة ابدا
كنت قبل الاكل اكلف احد العاملين معي بتسخين الطعام واخر بتهيئة الشاي الذي
يعقبه في حين ابعث عامل اخر يجمع لي اخوة دراستي الثلاثة الاخرين
_ احمد _ وناجي _ وهاشم ...كنا نتناول الطعام معا ونجتر حديثا مطولا كل يوم
حول شؤون العمل والسلبيات والايجابيات والمشاكل وحلولها ... كان مدير الشركة
التي يقودنا .. متعصبا دكتاتوري القرار ... حزبيا .. سريع الغضب و ردة فعله
اقل ماتكون عقوبة الانذار او التوبيخ ...كنت اكره وجودي في ذلك المكان.. رغم ان
المدير يكن لي بعض الحب ومنحني ميزة على بقية العاملين
ونجاحي بأدارة اعمالي ) للتفاني في عملي وحبي للعمل ) .
كان كل مايعكر صفوة ايامي وقتها !! وهنا عبرة قصتي ... ان اي حرف اتكلمه نقدا او ملاحظة
اوسلبية كانت تصل مسامع مديري .. وكان لايصارحني بها الا بعد مرور الوقت عليها
كي لا اعرف من كان الواشي بي ... شككت وقتها بكل من حولي ... عمالي ... والفنيين
وكل من يدخل اماكن عملي وتواجدي ... ولكنني بقيت على حالتي لا اصمت ولا اجامل
فهذا طبعي ... ولكنني احترت في امري وفي كشف من يعمل جاسوسا ورقيبا عليّ
فكرت مرة ... هل استجوب الجميع ؟؟... هل اضع قرأن وادعَ الكل يحلف عليه بانه
لم يكن هو ذلك الواشي بي ؟؟... هل اطلب نقلي ؟؟؟.... هل اصمت ابديا ...؟؟
هل اكون واشيا مثلهم كي اكتشف شبكة الوشاة في شركتي ؟؟؟
عصبت مرة وتهورت ... وشتمت كل الوشاة وعلى مسمع من الجميع ... كنت متقصدا ذلك أأمل
من احدهم ان يرد علي حتى اضعه في دائرة شكي ... ولكن ينطق الحجر وهم لاينطقون
مرت شهور ثلاث على عذابات روحي ...وكل فترة يبعث لي مديري ويوبخني على صراحتي
 ونقدي لتصرفاته واخطاء عملنا  الذي يصله عن طريق وشاة لا اعلمهم ..
كانت صراعات الاحتمال والشكوك تنتابني  وكنت اركز بكل كلمة اقولها
واتمعن بوجوه الناظرين لي قد اكتشف مايريحني حتى جاءت
لحظة لم تخطر لي ببال ابدا ... ولكنها خطرت كالبرق بخاطري !!!!!
جلست انا .... واحمد _ وناجي _ وهاشم... كعادتنا... تناولوا طعامي معي
داعين لوالدتي بطول العمر ... على مذاق طعامها الطيب ...
وبدأنا نتناول همومنا .... ومشاكل عملنا .... ومن ضمنها مايحصل لي
بسبب أناس لاضمير لديهم  واصدقائي كان رأيهم معي ... شتموا الوشاة
ولعنوا كل واش ... وبعد برهة صمت انتابتنا ... قال احمد
احمد :: اتعلمون بان اليوم سنتاخر في عودتنا لاهلنا _ فلقد تكلف فرعنا
بتوفير بعض متطلبات الاسناد لمشروع جديد ستقوم بتنفيذه شركتنا
قلت له ... لا اعتقد ان هنالك مشروع انت واهم  رد علي والابتسامة تعلو شفتيه
اي صحيح ليس مشروع ولكنه بناء بيت جديد لمديرنا العام .
وعليك يا ( يقصدني ) ارسال حفارة وشفل لموقع العمل بعد الدوام الرسمي لحفر الاساسات
وتكون ثابتة هناك حتى انتهاء العمل ... ومن المهم ان تقوم بتمويه,,, بان العمل الذي ينجز
هو للصالح العام وليس _ لمصلحة خاصة بالمدير العام
رجف قلبي لحظتها ودمائي تغلي وبعض الخوف تملكني
ولكن الله انزل علي سكينة وهدوء وصمت عجيبين فلم يلاحظوا ما بداخلي
واكمل احمد كلامه مخاطبا ناجي
اسمعني ناجي...بالنسبة لك انت ستوفر الاسطول الخاص بنقل الخرسانة الجاهزه وكل
مايتطلبه العمل ... من وقود وزيوت ومشغلين فهيء نفسك وعمالك من الان...
ثم قال لهاشم ... اخوي ابو علاوي
انت ستكون مع الجهات الاشرافية للبناء ... وهنالك كوادر وتعزيزات من مهندسين
واليات ... وحتى متعهدي طعام ومقاولين للقطاع الخاص معكم ...
كل ما دار في الموضوع لم يهمني ... لقد ركزت على احمد ....
قلت في قلبي ... يا لعيّن انت من تشي بي دوما ... وها هو ارتباطك قد تبين لي وانت
تروج لافكار مديرك .... ولكني صمت ... ولم اناقش شيء كما فعل زميلاي بل
وجهت كلمة واحدة الى احمد .... الظاهر علاقتك بالمدير عال العال واحنه ما ندري !!!
اجابني احمد : لا والله ولكن المدير بعثني اليكم وانا لا اعلم بهذا كما هي حالكم
وعم الهدوء بيننا وتناولنا الشاي بين نكته و ضحكه ... عن النفاق والمنافقين
وعمن يتكلمون بوجهين .... وطلب الاذن احمد لكي يغادر
واصطحبته الى الباب قائلا وبعصبيه.... احمد بلغ المدير نيابة ... ان الحفارات قسم في الواجب
واخرى عاطله .... وليس بالامكان التنفيذ هذا اليوم بل احتاج لوقت ...
ثم ودعته وغادرني
وحين حان وقت مغادرة ناجي ... استاذت هاشم الذي بقي جالسا
وخرجت مع ناجي .... وقلت له
اسمعني ناجي .... انا لاعلاقة لي بكم ستنفذون الامر او لا ولكن اسمعني
انا سأسطحب مصور خاص للفيديو ... واصور موقع العمل وكل ماتفعلونه
وحين اخرج من هنا مباشرة بعد أنتهاء الدوام سأرسل الفيديو
 بطرقي الخاصة للجهات الامنيه ... وسوف افعل هذا اليوم .. لقد بلغتك
ابعد عنهم ياناجي ... لاتروح بيها ...انا موناقص مشاكل والدولة ماترحم أحد
احمر وجه ناجي قليلا وغادرني والابتسامة على وجهه ...
عدت الى هاشم الذي الذي ظل وحيدا في مكتبي ... وبدأنا الكلام
وناقشته بما مطلوب منا ... وقلت له
اسمع اخي هاشم : (( صح كل لشه تتعلكَـ من كراعها )) ولكن احذرك من هذا العمل
وصدقني ما احد يرحمنا لو عرفت الدولة و تقارير كثيرة ستكتب علينا وانت تعرف
تره نهايتنا تكون بالامن العامه
واكملت له ... انا سأغيب عن الدوام ايام التنفيذ ...
اعتقد هذه افضل طريقه نبعد بها عن شرهم...
والا سنقع بين طائلة القانون او غضب المدير العام
وبعد هذا الحديث غادرني هاشم .... كنت اعلم بان العيون تترصدني
وجاءت الساعة الثالثة ... لتعلن نهاية الدوام الرسمي ... حملت المراسلات المهمة
في حقيبتي ... واتجهت لسيارة الشركه التي توصلني لبيتي ,,,, لحظتها
اعلمني السائق ... المدير يطلبك لامــــــــــر مهم ويقول لابد من حضورك
ذهبت الى المدير... والقيت عليه التحيه تصاحبها ابتسامة مني
بدأ كلامه بنبرة الاخوة والانسانية والتعاون .... ثم قال ...
( اخي .... صحيح اليوم تاخذ مصور وتصور مكان العمل وتوصل المعلومات للجهات الخاصه؟)
صحيح تقبل تسيء لمديرك؟ ...انا مأمور مثلك وما اقوم به عمل شرعي ضمن
مذكرات وتوجيهات ومابيه اي تلاعب شنو داعي تصور المكان 
قلت استاذ مخاطبا له : هذا كلام وصلك من احدهم .... وماذا غير هذا وصلك؟
اجابني بدهشه .... هل هناك كلام غير هذا ..
لم اقل له نعم ، بل قلت لا ...يا أستاذ انا اتسائل ليكون في كلام اكثر من هذا أتهم به
أجابني ... لا لم يصلني كلام غير هذا ابدا ... فلا احد يكذب علي ... قلت له تمام
وانا فعلا نطقت هذا الكلام الذي وصل مسامعك... ثم اكملت :
ولكن انا الان اخبرك أليس الواشي بي .... هو ناجي اللي اعتبره مثل أخي ) )
قلت الاسم وانا اضحك في حين بهت هو ... وقال كيف عرفت ان ناجي هو عيني عليك
قلت له لانني ظللت الكل .... بمعلومات كاذبه مختلفه ... كي اكتشف من ارقني
لشهور ... وحول حياتي لجحيم  ولكنني لم اكن اعلم بان الملح والزاد يخان بهذه السهولة عند البعض
اجابني المدير .... أنت وكيل مخابرات؟ ... فخطتك مخابراتيه !!!
اجبته .... لا والله .... انها خطة الله التي هداني اليها لكي يريح لي قلبي
من هم واش لايخاف الله ارقني لشهور طوال... من يومها ماعاد لي صديق ابدأ
هذا ماحصل لي .... وما كان
استودعكم الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق