الجمعة، 27 نوفمبر 2020

النركيلة .. سموم بعطر التفاح والليمون والهيل





لــــم تــعد المخاطر الصحية  للتدخين خأفية  على أحد  منا
بقدر ماأصبحت  آفة  التدخين  مشكلة عالمية  تحصد سنويا 
حياة الآلآف  من المدخنين نتيجة الامراض  القاتلة التي تسببها
هذه الحقائق  توضحت  بشكل كامل  للجهات الصحية  والبيئية
في العالم  وراحت  تبحث عن الحلول الجذرية  التي من شأنها 
أنـــقاذ البشــرية من مخاطر التـــدخين 
وفي خضم تلك الجهود ... نجد بالمقابل  لدينا أنتشار  ظاهرة 
تدخين  النركيلة  من قبل الشباب والشابات احيانا في  المقاهي
قديما وحديثاً  وهي أشبه بـــ   ( الكافتريات ) التي امتدت 
وانتشرت كالطحالب  في الاحياء السكنية والشعبية والشوارع
المهمة وراحت تقدم لزبائنها  النركيلة  واغلبهم من 
الشباب 
 جنبا  الى جنب مع القهوة والشاي  والاكلات 
السريعة كواحدة من خدماتها  التي تميزها  عن بقية المقاهي
التي اعتاد افراد من المجتمع على ارتيادها .
نـــعــم  أنها  النركيلة  التي ما كنا  نراها الا نادرا  في يد رجل
مسن في المقاهي الشعبية  التي كانت  تزخر بها  شوارعنا
أما اليوم فاالامر قد أنقلب رأساً على عقب  حيث أصبحت  هذه
النركيلة تدور  بين ايدي الشباب  في المقاهي والكافتريات وهي
جزء من صرعة ( المودة ) راح  يقلدها شبابنا بعد ان استوردها
الظالمون  والمتاجرون بصحة اجيالنا ... استوردوها من دول  
كجزء  من مظاهر التمدن والتحضر  وكأنها  مواكبة مبتورة 
للتقدم العلمي  الذي يشهده العالم  في مجال الحاسوب  والطب 
والتكنلوجيا  وبقية العلوم الاخرى  , وللاجل اعطاء الصورة  الاكثر
وضوحاً ومن دون عناء في البحث - دخلت احدى تلك المقاهي التي
غصت بالشباب المدخنين للنريكلة  وقد امتلأ جوها  بعطور التبوغ 
المعسلة  بروائح التفاح  والفراولة  والليمون  والهيل  والقداح  وغيرها
وهي تحمل بين ذراتها سموما قاتلة  لامحالة  وكان  صاحب المقهى 
فخورا  بما يقدمه  من خدمات وتسهيلات لزبائنه الشباب . فالتبوغ 
جميعها مستوردة وأسعارها متفاوته حسب المنشأ  ففيها الغالي  وفيها 
 الرخيص والشباب لاهون  في تدخينها  غير مبالين  بما تخلفه من 
مخاطر صحية تهدد الحياة  ومما يؤلم في الصورة هذه  ان هنالك 
بعض ( صغير العمر ) ويدخن ليثبت أنه أصبح رجلا بهذه الطريقة 
التي لاتمت للرجلولة بشيء يذكر ) تتألم وأنت ترى شبابنا يتناقلون 
النركيلة  القاتلة فيما بينهم ، والسموم القاتلة تنهش  صدورهم  الغضه 
ومن خلال  تقليد أعــــمى  لظاهرة دخيلة  على مجتمعنا  لاتمت له بصلة
لا من قريب   ولا  من  بعيد  وقد روج لها اصحاب المقاهي  من اجل
الكسب الحرام على حساب  صحة وحياة  ابنائنا  ممن تنقصهم الثقافة 
الصحية . هذه الصورة تتكرر في مختلف الفنادق  باختلاف  نجومها  
ورغم دعوات وزارة الصحة وملصقاتها التي سبق لها  وان حذرت 
من مخاطر التدخين وخاصة النركيلة  وذلك لما تسببه  من اصابات 
بمختلف اشكال  السرطانات  في الرئة والحنجرة والمثانة  واللثة 
واصابات  الاوعية الدموية  الموجودة في المخ  والشرايين  القلبية 
لذلك ندعو مخلصين  ان يميز شبابنا مخاطر هذه السموم  وان يلجأ 
كل منا  لنصح الاخر للتخلص من هذا الداء واقتلاعه من الجذور
 لننعم بحياة صحية سليمة  دائمة