مقابر الخلفاء العباسيين اين أختفت ومن أخفاها




مقابر الخلفاء العباسيين اين أختفت ومن أخفاها



من المؤكد ان بعض الخلفاء لدولة بن العباس لم يدفنوا في بغداد عاصمة دولتهم
فالبعض دفن في سامراء وقسم اخر دفن في نواحي قصية بعيدة لاسباب تختلف
ظروفها فبعضهم قتل او مات اثناء وجوده في مكان بعيد عن مركز خلافتهم أثناء القتال
أو المرض وأُضطر 
لدفنهم هناك  لكن الغالبية العظمى من الخلفاء قد دفنوا  حصرا في مقبرة الرصافة
أو ماكانت تسمى ( ترب الرصافة )والتي تقع بالجانب الشرقي لبغداد وبالمكان
المسمى حاليا بالاعظمية والتي بناها المهدي ابن الخليفة ابي جعفر المنصور بعد
انجاز بناء بغداد المدورة والتي كانت تسمى حينها ( مدينة  السلام ) أو 
دار السلام وتقع في الجانب الغربي لهذا سميت حينها اي الرصافة بعسكر المهدي
نسبة اليه حيث كان لها ثلاث ابواب وخندق وبستان ويجري بداخلها نهر للري وللشرب
ومدينة العسكر هذه كانت ملاصقة لمحلة الامام ابي حنيفة النعمان التي فيها قبره



هذا يعني انها خارج مقبرة الخيزران القديمه التي كانت موجودة قديما والتي فيها قبر 
الامام النعمان وهذه المقبرة تقع قرب شاطىء دجله ومع مرور الوقت والتطور أمتدت هذه 
 المحلة وازدهرت  واصبحت اسواقها عامره وتوسعت لتصل منطقة صليخ او (الشماسيه)
شمالا ومن الجنوب تصل الى منطقة النصة عند  التقاء شارع 20 بشارع الامام الاعظم
وكان لها سور يحدها اما من الغرب فكانت تتصل بشاطىء دجلة لغاية جسر الرصافة
حيث كان مسار نهر دجلة سابقا يختلف عما عليه الان هذا يعني ان شاطىء محلة الرصافة
لايتجاوز الارض الممتدة بين ثانوية البنات ومركز الشرطة للاعظمية




في لقاء اطلعت عليه وقرأته يقول الدكتور عماد عبد السلام ان الدفن في الرصافه
بدء اواخرالقرن الثالث للهجرة وان اول من اشير الى دفنها في المقبرة  كانت
قطر الندى زوجة الخليفة المعتضد سنة 287 للهجرة ويذكر الطبري انها دفنت 
داخل قصر الرصافة واصبحت فيما بعد بؤرة تتجمع حولها القبور والتي عرفت
بقبور الرصافة حيث تشير نصوص عديدة الى دفن الخلفاء وزوجاتهم وافراد اسرهم
قرب الشاطيء وبالتحديد الارض التي شغلها مسرح دار السلام سابقا وسينما الاعظمية
والحديقة القريبة منها المسماة حديقة النعمان ولربما تكون شغلت جزء من 
المقبرة الملكية حيث دفن ثلاثة عشر خليفة من خلفاء العباسيين وهم

الخليفه الراضي بالله والمستكفي والمطيع والطائع والقادر والقائم والمقتدى والمستظهر
والمقتضي والمستنجد والناصر لدين الله والظاهر والمستنصر بالله  الذي بنى المستنصرية
وكان يقيم على هذه المقابر فراشون ومهتمون بها كي لاتتعرض للخراب

السؤال  اين تلك المقابر الان  وكيف اندثرت ؟

عند سقوط بغداد عام 656  هجرية وعلى ايادي المغول هدموا
 بنائها وقاموا بنبش تلك المقابر
ونهبها واحراقها بعد تخريبها اما البقية الباقية من الخلفاء العباسيين
فلم يحتفظ التاريخ لنا بأي معلم بارز لهم رغم طول فترة حكمهم
والجدير بالذكر هنا ان عدد لخلفاء العباسيين كان 37 خليفة
أولهم أبي العباس السفاح وختموا بالمستعصم بالله حيث
دفن 22 خليفة في بغداد في جانبيها الشرقي والغربي ودفن
  خارج بغداد 8 منهم وتحديدا في مدينة سامراء 
وواحد في منطقة هاشمية الانبار
ودفن 6 خارج العراق
ولم يتبقى من الاثار تلك الا بعض شواهد بسيطة 
تتوزع هنا وهناك

دمتم بخير
 





  
 
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق