الخميس، 23 يناير 2020

المعادلة السليمة في التمثيل السينمائي


قرأت أكثر من مرة تعليقات  حول التمثيل في افلامنا السينمائية  ، وجنوح 
الكثير من ممثلاتنا وممثلينا  الى  الصيغة المسرحية  بدل استيعاب  الصيغة
السينمائية  التي تعتمد  التعبير  الموجز  والعمق  في  الاداء   المرهف  في
أشد  حالات  الموقف  عنفاً 
وللحق أقول  ان مانراه  في  افلامنا  يقع  وزره  اولاً  وأخيراً  على   المخرج 
نفسه  . وحين أقول   المخرج  لا أجنّب  الممثل المسؤولية  الأساس   فهو 
المعني  بالأمر  وعليه  النتيجة سلباًً  أو  أيجاباًً  ، لكن مخرجينا  السينمائيين
يتباينون  من  حيث  الثقافة  والقدرة  الفنية  والتصور  وامكانية  توجيه الممثل
هناك  من يختار  الممثل  الجاهز  الذي يعتمد عليه  اولاً وأخيراً  في تجسيد 
الشخصية  المطلوبة  ،لأن ذلك الممثل في تقديره جدير بتصورها واستيعابها 
ثم  أدائها  الاداء  المطلوب 
وهناك المخرج الذي يلح في البحث  مع  الممثل  في   تصوّر  الشخصية  وطريقة 
ادائها  الى  الحد  الذي  يصل  مع  الممثل  الى  ادق  التفاصيل  ويتدخل  في  
جزئيات الأشياء  الممثلة 
لا أريد  أن  أشير  الى  حالات  اخرى  مثل  عدم  القدرة  على  التوصيل ..واعني
أن  بعض  مخرجينا  لايعرفون  كيف  يخاطبون  الممثل ليكشفوا  له  وفيه
الصورة  المطلوبة  للشخصية  المطلوبة 
المخرج السينمائي  يرسم  الشخصية  في  ذهنه  وربما  على  الورق  وحين 
يختار  ممثلها  يعيش  معه  حياة  تلك  الشخصية  ويكتشف  اسرارها  وعاملها
ثم  يأتي  لكي  يضع  ممثله  في  كل  ظروفها  ومن  ثم مواقفها  في  الفلم  
مرة  مثّلت  شخصية  رجل  متقاعد ... ٌ قرأت السيناريو  وحينما  اوشكت 
على  تصّور  المشاهد  التي  انا  فيها .. سألت من  انا ؟  قيل لي أنت موظف ، 
متقاعد  ! كررت  السؤال . فلم  يدركوا  قصدي  .. أوضحت أكثر  فقلت .. ما
هي  وظيفتي  قبل  التقاعد ؟
قالوا  لماذا  ؟ قلت لكي  اعرف كيف  أمثل ذاك  الموظف  الذي  تقاعد  . كيف
يتصرف  ؟  كيف يتكلم  ؟ ماهي  تصرفاته  من حصيلة  موقعه  الوظيفي  الذي
كان  فيه  .. وبصراحة  أقول  أن  المخرج  سُر  سروراً  كبيراً لذلك  واتفقنا
على  الوظيفة  لتكون  أمامي  وأنا  أعمل على  تجسيد  الشخصية  متعاوناً مع  المخرج
التمثيل  في  السينما  عملية  مزدوجة  بين المخرج  والممثل  وتلك  هي المعادلة  السليمة

المقولة  :   للفنان  الراحل  يوسف  العاني
1989