الخميس، 18 يوليو 2019

فخري الزبيدي : ضحك على الممثلين فأصبح منهم / القصة الكاملة




لم يتسنى لاغلب الاجيال الحالية مشاهدة برنامج صندوق السعادة او مقدمه الذي
رحل عنا ، حيث تختلط المسابقات بالضحك والتعليقات المثيرة ؟ متحدث لبق يأكل
محدثيه  بلسانه النكتة حاضرة في فمه كذلك الحكمه ، بغدادي ،  ومن من جيلنا 
لايعرف فخري الزبيدي ؟ (42) عاماً من العمل الاداري في امانة بغداد  ومن العمل 
الفني ... والقاسم المشترك بينهما هي بغداد التي احبها ... ولماذا بغداد 
يقول فخري الزبيدي :- قد تستغربون لو قلت أني لست بغدادياً فأبي من الحلة ,امي 
من شمال العراق ، ولدت في بغداد عام (1925 ) وعشت فيها عمري وكأن الله 
سبحانه وتعالى زرع في قلبي حب بغداد مع ولادتي ولم اجد سببا ً لحد الان عن مدى
هذا الحب ولماذا ؟   عملت في امانة العاصمة عام (1959) ملاحظ أرشاد ، اي مدير 
أعلام .وكنت مكلفاص بتهيئة معلومات الصحافة  عندها فكرت  وسألت نفسي : ماذا 
أعرف عن بغداد وعن الامانة ؟؟ لاشيء ! لذلك بدأت أبحث عن كل صغيرة وكبيرة 
منذ عام 1923 ونزولا  الى عهد مدحت باشا .. ثم بدأت اتعرف على التأريخ كله 
فكان أن جمعت أثني عشر ملفاً عن بغداد وأمانتها 

س:-   كـــيف  أستمر  المشوار بعد ذلك ؟ 
ساهمت في الكثير من أعمال الامانـــة ، وكنت أول من اسس المتحف البغدادي  في
مرحلته الاولى عام 1968  والثانية عام 1979 ، وهذا جاء نتيجة تطور محبتي للناحية
العلمية من بغداد ، كما ساهمت في أنشاء متنزه الزوراء

س: -  هنالك مراحل أنتقالية في حياتك العملية . من الامانة  الى الفن الى الاداء  المنوع
كتقديم البرامج  وغيرها ، كيف مررت بتلك المراحل ، وكيف أنتقلت أليها ؟
عام 1941 فتحت دورة صيفية للتمثيل فدخلنا فيها انا ومجموعة من أصدقائي ، ولكنني
لم أشترك في الحفلات لعدم  قناعتي بأداء الاخرين ، وكنت خبيراً في التعليق ( والتصنيف ) على
من يمثل ، فكانت النتيجة أن أشتكى أحد الطلاب عند المعلمين ، ولكن الطريف أن أولئك 
الطلاب أستهوتهم تعليقاتي وبدأوأ يضحكون لها .. . .لكن الشكوى  وصلت في النهاية  
الى ( عبد الغني جرجفجي ) مدير معارف منطقة بغداد والذي أرسل بطلبي  وأستقبلني 
بحفاوة كبيرة  لانه حضر  يوماً خفية وأعجب بتلك التعليقات  فقال لي : لماذا  لاتمثل معهم ؟
قلت له  :لايعرفون التمثيل ! فقال  : أجعل منهم ممثلين !؟ وفعلا  كونت فرقة وأشتهرت 
بشكل واسع . هذا كله  كان  دون أن أعلم والدي  الذي كان يرفض التمثيل فقد كان ضابطاً
في الجيش ومتعصباً 

س  :-  وكيف كان رد فعله  حين علم بالامر ؟
عندما علم  ، تسلل خفية الى أحد العروض  وشاهدها ... ليقول لي وعند الانتهاء فيما بعد 
معك الحق في عدم أخباري ... لأانني كنت أسمع الشتائم باذني من الناس !!  وفعلا كان 
الحاضرون يشتمونني  لفرط أعجابهم بي !!! ( شتم الاعجاب العراقي ) 

س : - ودخولك  الــى الشاشة الفضية ( التلفزيون ) كيف كانــت ؟

لم أدع كفنان  ، ولكن بمحض الصدفة ، أذ  دعت وزارة الصحة  تقديم برنامج عن أسبوع
النظافة  وأجراء نـــدوات  يومية  للتـــوعية الصـحية فأتصلوا بالامانة  لارسال أحدد مندوبيها
فرشحت بكتاب رسمي ، وأثناء البـــث  والــحــوار عــن  النــظافــة   دخلـــــت ذبـــابة  في
الاستوديو لتـحط علـى رأسي  فلم أحتمل وقلت  (( خوش أسبوع نظافة ..! ) ... ولفت  هذا 
البرنامج والحوار نظر  المخرج  فالح الصوفي  فدعاني لتقديم برنامج كان قد اعده وهو 
البرنامج  الذي تميزت من خلاله ( صندوق السعادة ) عام  1959 - 1960  وأستمر  البرنامج
حتى عام 1972 ، وكان بعده  برنامج ( شايف خير ) ولكن عند دخول  مقص  الرقيب  شعرت
ان الاخرين يحاولون عرقلة عملي  وقطع كل مايصدر عني  بعفوية  فتركت 
التلفزيون الى  غير  رجعة 

س  :-  ودور المسرح في حياتك كيف كان  ؟
كنت أحد وأهم أعضاء فرقة الزبانية  مع المرحوم والصديق ناظم الغزالي  وحميد المحل 
ومحمود قطان ، وحامد الاطرقجي ن وكنا أول مجموعة تجيد أداء وتجسيد القضايا الشعبية
العامة وذلك عام 1948 ، وكان الصحفي خالد الدرة هو من اطلق هذه التسمية  والــتي 
تعني (( حراس الجحيم )) لاننا كنا أبطال ( ووكحين ) وكان هذا بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة

س  : -  أين انت  الان  يا أبا علي    ؟
اكتب وأقرء بأستمرار لتجديد فكري ، وقد كتبت ثلاث مسرحيات واحدة اخرجت ومثلت  
وهي ( صايرة ودايرة ) ، وظرفاء بغداد  وبغداد عام 1932 واعددت كتابين عن هارون 
وبغداد الجامع والمفيد والطريف  1900- 1934 وقد انجزء الجزء الاول من الكتاب  وانا
في طريقي لانجاز الجزء الثاني منه ، وكذلك انا في مرحلة اعداد برنامج صديقي المرحوم
ناظم الغزالي . والذي كانت تجمعني  معه طرائف كثيرة ، حيث كنت له ( الدفاع ) لانه يرحمه
الله كان خجولاً ويبتعد عن المشاكل ، ولكنه في نفس الوقت يحب النكتة والطرفة  وأذكر 
مرة انه يوم زواجي من ( أم علي ) والتي تصغرني بــ015 ) عاماً  جلب لي صندوقاً كبيراً
ووضعه أمامي وهرب  وعندما فتحت الصندوق ( الهدية )  وجدت فيه  "  حجلة "  لطفل 
حيث ..... قصد من هذه الطرفة أني تزوجت  بفتاة عمرها ( 11) عاما 

 هذا اللقاء كان في الثمانينات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق