الجمعة، 12 يوليو 2019

الحكم الفصل لو اختلفنا

........الحكم الفصل لو اختلفنا........


ثمة أمور كثيرة نختلف حولها .نختلف مثلا في

 أمور العمل . فيرى البعض أنه يؤدي على أكمل
 وجه بهذه الطريقة . ولا يرى سواهم طريقة  افضل
لادائه الا كما يؤدونه هم وقد نختلف ‘فى أمور أكبر 
 من ذلك بكثير . كأن يكون هنالك خلاف في وجهات 
  النظر حول تعبيرات الانتماء للوطن والولاء له. فيرى  
بعضهم أنها لاتكون مكتملة  ما  لم تمارس بصوت 
 عــال فيما  لا يرى البعض ، وسيــلة أفــضل من 
ممارستها   بصمت وهدوء وربما يكون الخلاف 
 على امور أصغر من ذلك بكثير ، كأن يكون هنالك
خلاف في فهم  الالتزامات المترتبة عن الحبيب  
  تجاه حبيبته .. وبالعكس 
فيرى هو ( أوترى ) ان الحب يرتب التزامات معينة
  ترى هي ( أويرى )أن هناك التزامات اكثر أهمية منها  
 لابد من توفرها اولاً . ولا مشكلة أطلاقاً في  أن نختلف  
  على هذا  وذاك وذالك وعلى غيرهما مما  هو أقل  أو 
 أكثر أهمية مادمنا  لاننشغل بالخلاف عن مانختلف عليه 
فطالما لم ننشغل بالخلاف  في امور العمل . عن  
العمل نفسه فاننا  سنواصل العمل حتى نلتقي
 يوما في نقطة مشتركة تقرب  بيننا لمصلحة العمل
   لا على  حسابه ، وطالما لا ننشغل بالخلاف على
  تعبيرات الانتماء للوطن  والولاء  له  ،عن هذا 
الانتماء والولاء  فان  بمقدورنا ان نصل يوما الى
  قاسم مشترك  يعززهما  لدينا دون ان نقصر تجاههما 
 مهما اختــلفنا ، وطالـما لم ننشغل بالـخلاف  على 
الالتزامات التي يرتبها  الحب  عن الحب  نفسه  فان  
 تـَمسكنا بالحب سيجعلنا نتجاوز كل خلافاتنا حول
 الالتزامات التي  يتطلبها  لنجدنا  اتفقنا - دون ان  
  ندري - على التزامات لا خلاف حولها بيننا . أما 
عندما لا نفعل ذلك  او  عندما  نعجز عن فعله فاننا
  سنجد انفسنا على طرفي نقيض مع مانختلف حوله
  بغض النظر عمن يقف في الموقف  الصحيح ومن
يقف  في  الموقف  الخطأ ، لان  هذا وذاك شريكان 
 بنسب متساوية-  في خطيئة التفريط بالعمل والوطن
  والحب .. لانهما أعتبرا الخلاف حول أي من هذه
الامور أكبر من  اللقاء حولها .ولكي لانصل الى مثل  
  هذه  الحال مطلوب - منا ان نعتصم - مهما اختلفنا 
بالعمل وبالوطن وبالحب ،  لان هذا الاعتصام هو الحكم 
الفصل بين خلافاتنا ، كما انه حكم
عادل  تماما .. بعكس امزجتنا ورغباتنا واهوائنا 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق