الأربعاء، 17 يوليو 2019

حين استدرجته ووغزته في ذاته / قصة


تخرجت في الجامعة بتفوق ، ولم يمض شهر على تخرجي حتى تقدم 
لخطبتي شاب غريب  عن عائلتي ، وسيم ، مثقف ومن عائلة رصينة 
ومتـرفة ، فوافـق أهلي بعد السؤال عنه ، فتمت الخطوبة ودامت ستة
اشـهر منـحت نـفسي أثـنـاءها  فرصـة لاختبار مشاعري نحوه ولكي 
اعـرفه اكـثر ، لــكنه رغم  محاولاته  الظاهرة لان ينـدمج في أجواء 
عائلتي لم يكن ذهنه دائماً حاضراً معنا .. هذا ماكنـت  أحسه وما كان 
عقلي يكذبه ، وكان رسمياً في تعامله معي ، يزورني مرة في الاسبوع
او يكتفي بمكالمة هاتفية ... وكنت على هذا صابرة  رغم علمي ان لديه
متسعاً من الوقت ليلقاني ، وحتى عندما كنا نلتقي  نجلس معاً منفردين 
كنا غريبين يربطهما خاتم خطبة 
وقبل عقد القران بقليل أكتشفت  صدفة ومن مكالمة هاتفية تبرعت بها 
مجهولة ان خطيبي على علاقة مع فتاة  تكبره سناً ، وعندما واجهته 
بالامر انكر ، وحدثت مجادلة في البيت بين اهلي واهله  الذين ساندوه
وحجتهم في هذا  ان تلك الفتاة المجهولة تريد ان تخرب  بيننا . وتـــم 
الزواج ، وتــكررت المكالـمات  وكنـت اخـبر اهله  بــأمـرها ، فكان 
ردهم نــفسه ، وكــان زوجي مصراً على الانكـــار .. لكنني بعد سنة 
وقد أتعبتني تلك  المجهولة  واجهته بالامر وحاصرته ... فصارحني 
بالــحقيــقة ... أنه  يــحبها .. وهو على عــلاقة  مـعها  حتـى قبل  ان 
يـتقدم  لخطبتي  وقد  اراد  الزواج بها ، لـــكن اهله رفضوها  رفضاً
قاطعاً لسمعتها السيئة ، وقد أذعن لطلب اهله بالزواج مني  على أمل
أن ينساهـا .. ولكن ماذنبي أنـــا ؟ أنــا التي  بذلت ما بوسعي لاسعاده 
وأسعاد أهله ، رغــم ان  الفرصة لاختيار غيره  كانت  سانـحة امامي
عندما  تقدم لخطبتي ,, أضافة الى صفات اخرى اتمتع بها  وتفتقر لها 
تلك المجهولــة ,, أنني في صراع  نفسي يرهقني ليلاً  ونهاراً ، فزوجي 
الـذي أحببته  وما زلت قد منــح قلبه لانسانة غيري .. وهذا هو الجحيم 
بعينه ... لا أعلم لماذا يصر هذا الرجل على التمسك بعلاقة سابقة بعد
زواجنا ... لربما لدى زوجـي حــالة قصر النظر  مـن الحـياة الزوجية  
وعـدم احترامه لها ، كل ما اعلـمه وتعلمته أن الرجل الحقيقي هو ذاك    
الذي يعمل على بناء عش الزوجيه  بوضع كل لبنات السعادة  فيه  وكل 
المقومات التي تعزز من  اركانه مع رمي كل مخلفات العزوبية  بما فيها
من آسرار وعلاقات غير صحيحة بعيداً عن اركان البيت الجديد  لان 
وجودها  يشبه وجود (الارضة) وما يمكن ان تفعله في تخريب البيت وهدمه
قررت في داخلي .. أن أظل تلك الزوجة المخلّصة  وان اتحلى بالتحمل 
والصبر ومفاتحة والديّه  للضغط عليه ليترك علاقته  القديمة  وأن  سعادته
الحقيقية تكمن في بيته  ومع زوجة عشقته واخلصت له ، واتفقت مع أهلي
على محاولة سأقوم بها ، اعلمتهم تفاصيلها ، وبدأت لا أبالي لزوجي تركته
بلا متابعة وحساب ,, جعلت من نفسي غير مبالية لشيء بل اردد مع ذاتي 
الي نسيك انساه .. مع مرور الوقت شعر بتغيري  وتسلل  قلبه بعض 
الشك حين سألني عن أسباب صمتي ولا مبالاتي ، أجبته  انت أنسان
لك مشاعرك ولك حق العيش مع من أحببت ..
وهو حق لكل انسان حر 
ومــا أنا ان يهمك أمري ..يمكنك أبقائي او تطليقي 
ماعاد هذا الامر يهمني ، تهمني أولا واخيرا سعادتك ..  ولكني عاهدت الله
ونفسي ان اظل مخلصة لرباط يربطنا معا ، والا  ليس صعباً ان استسلم 
لغضبي ولشيطان روحي وافعل ماتفعل  ، ولكني أبيت ان انجر بسببك الى
اي ردة فعل سلبية  قد تؤدي بخسارتي لنفسي  قبل خسارتك ... تزوج ممن 
يريدها قلبك وانا لامانع عندي  بل ساكون سعيدة لسعادتك ... غادرني 
زوجي بعد هذا الحوار ... ولينقلب بعد أيام  مائة وثمانين درجة ... لربما أحس
 بفوارق النساء ... وبغلاوة الشرف  .. عند من يتملكون الشرف
 أو قد فكر بشيء اخر الله أعلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق