أساطيرالزواج الخفية لوادي الرافدين
سنسرد في هذه الصفحة حكايا لتقاليد واعراف سادت وادي الرافدين
أبان الامبراطوية الاشورية منها مايتعلق بزواج الفتاة التي لاتجد من
يتقدم لخطبتها او كيفية التصرف لاعادة الغائب او شفاء مريض او اعادة
العلاقات المتوترة والمقطوعة بين طرفين ... فلنتابع ماجاء بالتاريخ
لقد كان من أبرز المناسبات الدينية السنوية التي يحتفل بها سكان وادي
الرافدين هو عيد ( أكينو )وهو معروف على امتداد الارض الاشورية
والسومرية وفي الالف الاول قبل الميلاد ويدور هذا العيد حول نقطتين
اساسيتين الاولى قصة الخليقة البابليه والثانية تتعلق بمحاكاة زواج
أله الخصب (دموزي ) من الهة الحب انانا ( عشتار (ويبدأ الاحتفال
عادة في اليوم الاول من شهر نيسان الذي يصادف بداية السنه لديهم
وبستمر احدى عشر يوما . وخلال هذه الاحتفالات كما تشير المصادر
التأريخية تقوم زهرة البيبون بدور فاعل حيث تصنع منهاالاكاليل التي
تغطي الاقواس ومداخل المعابدوالطرقات العامة ولاسيما الطريق
المؤدية من قصر الملك الى المعبد المخصص للاحتفالات
وتتخذ الفتيات من من زهرة البيبون أساور للمناسبة أو تتدلى على
صدورهن كعقود زاهية جميلة او يصنعن منها تيجانا تتلألأ على
رؤسهن وهن يؤدين طقوس الاحتفالات بملابسهن الجميلة المزركشه
والوانها الجذابة كما ان الفتيات وهن يقصدن ساحة الاحتفالات أو المعابد
يحملن سلالامعبأة بزهرات البيبون يرشقن بها المارة من الرجال
او نساء خلال الطريق أوفي ساحة الاحتفالات
تعــــويذة الزواج
تشير الاساطير الاشورية ان لزهرة البيبون فعلها الاكيد في الكثير
من المشاكل الاجتماعية ولاسيما في مسائل الزواج والسفر والصداقة
والخصومات الى جانب فوائدها العلاجيه
ومما ترويه الحكايات عن هذه الزهرة أن الفتاة أذا أرادت الزواج
ولم يتقدم احد لخطبتها فما عليها سوى ان تقوم بجمع سبع زهرات
بيبون من منظقة جبليه وسبع أخرى من البراري والسبع الثالثه من
ضفة النهر وتاخذ واحدة من كل جهة وتجمعها في حزمة وتشدها
بساق سنبلة شعير أخضر فيجتمع لديها سبع رزم وتقوم بقراءة
تعويذة محددة عليها وترميالحزمة الاولى في النهر والثانية على
بوابة المعبد والثالثه على طريق الشاب الذي تريد الاقتران به
والرابعة تضعها في طيات والدها او ولي امرها اما الخامسة
فتذهب الى بيت الشاب الذي ترغب فيه فتضعها بين ملابسه
او على سرير نومه او اي مكان تتمكن من الوصول اليه اما
الحزمة السادسة فتحتفظ بها من ضمن مقتنياتها الخاصة والسابعة
تجففها لتقدمها فيما بعد هدية لزوجها في اول صباح زواجهما
اما في حالة طلب عودة غائب او شفاء مريض او اعادة علاقة
مع قريب بعد خصام او انفصال فتقوم الام او الزوجة او الابنة
او الاخت بالبحث عن ثلاثة زهرات مركبة التكوين اي ان
تجتمع بساق واحدة ثلاث زهرات . تجمع السيقان الثلاثة بزهراتها
التسع على شكل باقة تضيف اليها زهرة ( النفلي ) وزهرة
الحندقوقه- وهما زهرتان بريتان تنموان في ضواحي نينوى
والمدن الاشورية وتوضع الباقة داخل شال ابيض من الصوف
او القطن بعد أضافة ثلاث قطع من بلورات النبات وثلاث حبات
لوز طري ومثلها حبات هيل ثم تقوم بعقدها جيدا وتذهب بها الى
المعبد في بداية الاسبوع . وبعد أداء طقوس الصلاة تقوم بوضع
الشدة بما فيها فوق منضدة مخصصة للنذور وتقرأ فوقها تعويذة
خاصة .فلا تمضي ايام الاسبوع حتى تحقق فأل القتاة التي
قامت بعقد النذر . وبعد توسع الدولة الاشورية ووصولها حوض
البحر المتوسط وشمال افريقيا عرفت زهرة البيبون هناك بما لها
من سحر وشفاء وقد عرفها صعيد مصر عام 1550 قبل الميلاد
وسميت بالفرعونيه (تهيوعب ) ثم اطلق عليها في عموم مصر
الفرعونية ( لردقوش /مردفوش ) حيث أدخلت ضمن الوصفات
العلاجية للامراض لدى الاطباء الفراعنة
البردقوش - كما يشير المؤرخ مختار سالم في كتابه - اعشاب
لكنها دواء - أستعمل أيام الفراعنة على هيئة قطرة لعلاج امراض
العيون وحالات عسر الهضم وعسر الطمث والتخلص من الامه
وكان مسحوق النبات الجاف يستعمل نشوقا لعلاج امراض
الجهاز التنفسي
|
|
|
|
|
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق