الأحد، 15 سبتمبر 2019

عمر الرجل قصير ...ولسان ألمرأة طويل


من طرائف التأريخ ان اليونانيين كانوا يعدون الرجل مقياساً لكل القضايا الارضية
أما المرأة فلا تزيد عن كونها نوعا من (الرجال) قادراً على الانجاب وعند الاغريق
كان الرجل هو رمز الجمال والقوة ، في حين كان قدامى المصريين يرمون فتياتهم
في النيل خوفا وطمعا، أما وأد البنات وليس الاولاد فهو من أعراف (بعض) القبائل
في الجاهلية ، مثلما كان عادة مارستها العديد من الشعوب ترى ماالذي جرى واي
دوار أصاب الكرة الارضية وأي أنقلاب حدث في الاراء والافكار والمفاهيم والعادات
حتى تصبح المرأة سيدة الكون ورمز الجمال والقوة وعنوان الذكاء والابداع ، وتثير 
حسد اكثر الشباب فتوة وأناقة ورجولة ؟ 
**  حقائق وبراهين **
منجزات القرن العشرين هي التي قلبت الموازين فقد اشارت احدى الدراسات  الى ان
المرأة من الناحية الفيزيائية تأتي بعد الرجل من حيث الاصابة بالشيخوخة لتمتعها بقوة
مقاومة غريبة ورغبة في البقاء تفوق تلك التي يتمتع بها الرجل وقد أسهمت المبتكرات
الطبية في الابقاء على النساء بمعدل عمر 6-7 سنوات اطول من عمر الرجل ، وأن هذا
المعدل آخذ بالازدياد عاماً بعد عام 
صفعة أخرى توجهها المباحث الطبية لعالم الرجال وهي تؤكد على ان (( مخ يتمتع 
بمهارات خاصة لاتوجد في مخ الرجل  ومنها الحاسة السادسه )) وثمة دراسة اجريت
على 200 مومياء بشرية تنتمي الى العصور القديمة ، أكدت ان معدل الاعمار هو بصورة 
مطلقة لصالح النساء ، ومما زاد الطين بلة ، أن مجموعة من علماء النفس والطب 
الجسماني والتشريحي توصلوا قبل اعوام قلائل الى رأي جماعي مفاده ان المرأة تتفوق
على الرجل في (قوة الذاكرة وحدة السمع والبصر والمهارات الشفهية وقوة الملاحظة 
والاستجابة العاطفية ) وانها كذلك اقل عرضة من الرجل لامراض القلب والشرايين 
وضغط الدم ، وهي أقوى من الرجل بدليل قدرتها الاستثنائية الهائلة على الحمل والولادة 
والانجاب  و... وكلام كثير لم نشأ الاشارة اليه حتى لا (نخدش) قدرات الرجل المزعومة 
ولا تكن سبباً في أنهيار مملكته العتيدة .. ومع ذلك لايمكن ان نتجاوز هذا الخبر العلمي 
الرقمي وذلك لطرافته العالية فقد توصل العلماء الى حقيقة تشير الى ان لسان المرأة أطول
من لسان الرجل بحدود 10- 15 ملمترا
** حوار صاخب **
لن تمر هذه العاصفة بسلام ، قثمة مواقف رجالية تتباين في حدتها  ومستوى ايمانها العلمي
كانت  ترد لاعتدال وهدوء ، او تتطرف وتنفعل او تواجه الموضوع بقدر من الدعابة 
الدكتور (ق .م ) يرى ان مايقره العلم هو من الحقائق التي يجب القبول بها على الرغم من
ان الحقائق العلمية نفسها ليست ثابتة بالضرورة دائما وعليه فأن أية دراسة رصينة تبشر 
بأفضلية المرأة في هذا الجانب أو ذاك لايصح ان تغضب الرجل ، فهو يمتلك  بالضرورة 
افضلياته التي افترض بأنها لاتثير غضب  المرأة ويضيف الدكتور حول المباحث الطبية
التي تؤكد على افضلية المرأة قائلاً؟   انا مقتنع بأن  في تكوينةالبايلوجية تقاط قوة تتفوق
فيها على الرجل ، ولكنني لست قادراً في ضوء المتوفر لدي من معلومات ان أوافق على
الراي الذي ( يجيّر) كل شيء لصالح المرأة . أحـــد  الصحفيين  يتسأل عن مصداقية تلك
الاراء تطلع علينا بهيئة خبر مترجم لانعرف ( حجم العلمية )  التي يستند اليها ، ثم أين
نضع القوة العضلية للرجل وقدرته على مواجهة  المواقف الصعبة وما هو التخريج العلمي
لتفوقه عبر مراحل التاريخ في مجالات الابداع الفني والثقافي والعلمي والسياسي والقيادي
وعموم المنجزات الحضارية 
ونسأله   :-  وهل تلغي دور المرأة في هذه المجالات  ؟   ويجيب 
يجب الاعتراف بأن لها حضوراً في ذلك كله ولكن كم يؤلف هذا الحضور ، خمسة أو 
عشرة بالمئة وليكن عشرين بالمئة في احسن الحالات  فكيف تكون هي الافضل ويكون
صاحب نسبة الــ80% هو الاضعف  ؟ وبأسلوبه الساخر يعلق حسن العاني متهكماً 
أشهد بــأن الرجل يعيش عمراً اقصر بسبب لسان المرأة الطويل !... أحدهم يعمل موظف
مساح ، فتح عينيه على سعتهما وقال : أرجوكم أخبروني ماهو الشيء الذي تتميز به
زوجتي عليّ وانا اوافق على رفع الراية البيضاء ..ثم أطلق ضحكة وهو يهز يده. وقال
احد الحضور ((ماجستير علوم شريعة ) يرى بأن هناك مبالغة واضحة ويقول  : أن الله
سبحانه وتعالى حكيم في خلقه ، فعلى الدوام توجد موازنة سواء في الطبيعة ام في الكائن  
الحي ، ولما كان الرجل والمرأة هما قطبا النسل وديمومة الذرية ، فقد أودع في تكوينهما 
الجسدي والنفسي واحدا من اسرار خلقه العظيمة ، متمثلة في تلك الموازنة الدقيقة لتوزيع
عناصر القوة والضعف والسلب والايجاب بينهما  بصورة دقيقة ومقصودة لكي يكمل
احدهما الاخر ، لا يسيطر أحد على احد او يبطش به ، فلا هي قوة مطلقة في طرف ولا 
هو ضعف مطلق في طرف ، وهكذا لايجوز الحديث بمعايير الحساب الاعتيادي أبداً عن
الافضل  أو ألأجود أو الاضعف او الاقل ، لأن بناء المرأة والرجل معدُ لتحقيق الموازنه
الانسانية البسيطة ضمن الموازنة الكونية الاعظم 
عبد الحميد الدراجي - بكالريوس لغات قال  : أعتقد بأن الكلام عن تفوق المرأة هو نوع
من الاثارة الخبرية التي تمارسها الصحف احيانا بأجتزاء الخبر وعدم نقله كاملا والا فأين
هي الدلائل (المادية ) وماهو الملموس الفعلي لتفوقها العقلي  ؟  قناعتي بأن الرجل افضل 
في كل شيء حتى في تخصص المرأة ، لان افضل الطباخين والخياطين ومصممي الازياء
النسوية  وصاغة الحلي النسائية هم من الرجال
وقفة طبية خلال المؤتمر العلمي الذي انعقد في جنيف طرحت جملة آراء بهذا الشأن من
بينها ان الرجال ضعيفو الهرمونات ، ولا تحتفظ اجسامهم بكميات كافية من هرمون 
الاستروجين  الذي يخفف من شدة التوتر بخلاف المرأة التي تختزن كمية كبيرة من هذا 
الهرمون الذي يجعل  القلب والدماغ تؤدي وظائفها بصورة جيدة وخاصة في المدة التي 
التسبق انقطاع الحيض .. وبعيداً عن التسمياتالطبية التي توجع الرأس فالنساء يمتلكن من
هرمون الشباب والنمو وهرمون تنظيم ايقاع الجسم اكثر مما يمتلك الرجال 
بعض العلماء أشاروا الى فوائد (أكس)كرومسوم  المزدوج لدى المرأة والذي يرجع له
الفضل في انتاج جينة معينة تضاعف من حمايتها ضد السرطان ، كما أن الدورة الشهرية
تضمن لها مقاومة عالية في منع هذا المرض أيضاً  . علماء أخرون تنبهوا الى سوء رعاية
الرجل صحياً اذ ليس هناك طب رجالي متخصص كما هو الحال مع طب النساء  ومباحثه
وتطوراته في حين يذكر السوسيولوجيون بأن الرجال يخضعون الى ضغط نفسي كبير 
والىتوتر دائم في تحمل مسؤوليات اعمالهم وشؤون عوائلهم بينما تتمتع النساء بمناعة 
اجتماعية تضمن لهن الاستقرار في البيت ، ويكفي في هذا المجال ان نذكر ، بأن معدل 
وفيات الرجال بالسكتة القلبية في سن 40-50 سنة اكثر من النساء اما بعد سن 75 سنة فأن
نسبة الوفيات بين النساء تصبح اكثر مما هي عليه عند الرجال .. الحمد لله أخيراً عثر اخواننا
الرجال على  شيء واحد لصالحهم .. ولكن متى  ؟ في سن 75 سنة 

** أراء نسوية **
لاتجد الدكتوره (أسماء ) ان من الدقة اعطاء اي نوع من الاوليات للمرأة أو الرجل ، فهذا 
الامر اجتماعيا لايخدم الاسرة ، كما أن هذه " الاعلانات " على المستوى العلمي ليست
صحيحة مئة بالمئة ، فاذا كان هناك من يقول بأن المرأة تمتلك هذه (الافضلية) او تلك على
الرجل ، او العكس فانه يغفل عن قصد او جهل بأن لكل افضلية شيئا يقابلها عند الطرف 
الثاني ، وأن الافضلية لاتعد امتيازاً  بل وظيفة تؤدي خدمات محددة ضمن السياقات  العامة
لتكوين الجسم البشري . ومن الامثلة هناك من يرى في تفوق الاناث على الذكور عددياً 
ميزة وهذه الميزة اذا افترضنا بانها كذلك تنسجم مع وظيفة المرأة الاساسية في دوام الذرية
ولكن للرجل ميزة تقابل هذه فهو يتمتع بقوة نشاط قد تصل الى سن متأخرة ، في حين تفقد
المراة الكثير من هذا النشاط في سن مبكرة وهذا امر طبيعي ، أذ ليس وراء الرجل متاعب
ولادة وانجاب ، وهو حين يقدر على مواصلة بعض القدرات الى مدة ابعد من المرأة خاصة
في مجال القدرة الاخصابية ، فأن المرأة تعوض عن ذلك باستعادة نشاطها الجسدي  بعد 
توقفها مابين سن 45 -50 سنة عن قدرة الاخصاب والانجاب ومن يزعم بأن للمرأة مهارات
خاصة في مخها لاتوجد في مخ الرجل -  ولست واثقة من صحة  ذلك  -  ينسى بأن المرأة 
في وقت مبكر تتعرض لمتاعب ذهنية  ونفسية حادة نتيجة  الانهاك الاخصابي ووطأة
الاحساس السيء غير المسوغ بمرحلة اليأس وهكذا هي الحال عندما يظهر طب نسائي 
متخصص لايقابله طب رجالي متخصص فأن الرجل لايحتاج ولكن المرأة هي التي تحتاج
الى رعاية طبية خاصة في اثناء الحمل وقبل الولادة وبعدها . أنها وظائف اذن وليست 
امتيازات ، ومن هذا المنطق ايضاً فان الرجل الذي ينعم بنشاط اخصابي قد يستمر معه الى
مابعد الثمانين يجد نفسه مواصلاً يمعدل عمر أوطاً من المراة مع تعرض (أكثر) لامراض
الشيخوخة بسبب متاعبه ومسؤولياته ، ومن هنا لا أجد في  نفسي الحماسة  بقبول ما اسميته
بالاعلانات عن ( أولوية أو أفضلية ) فهناك وظائف تقابلها وظائف وكل شيء موزون 
بميزان الذهب ..وتقول الدكتورة (سناء ) أنا اقرأ مثل هذه الاخبار أحياناً وقد وقفت أخيراً 
على اكتشاف علمي مفاده بأن النوم الجيد هو سر الحياة الطويلة عند النساء ، وأن عادات 
النوم قد تطورت عندهن لتساعدهن على التأقلم والتكيف مع بكاء الاطفال ، وعلى هذا 
الاساس فأن معدل الحياة المتوقعة للمرأة يصل الى 81 سنة مقابل 75 للرجل ثم تقول : ولكن
مثل هذه الاخبار حتى مع الاقرار بصحتها فانها ليست دليل افضلية ، ولا أفهم في الواقع سببا
واضحا لمثل هذه المقارنات لأن الجنس البشري هو جنس واحد  وما الذكورة والانوثة  الا
لتوزيع الادوار بينهما في سلم الحياة وديمومة الذرية ليس الا 
ومع أن أغلب الدراسات والبحوث العالمية ترجح كف النساء ؟ 
فأننا لو أخذنا  الامر مأخذ الجد ، فموضوع الترجيح غير وارد أبداً لكلا الطرفين ، لأن 
المفهوم الشامل لبناء الانسان (رجل أو أمرأة ) لايخضع  لقياسات المسطرة ، هناك عوامل بيئية
واجتماعية جميعها وطيدة الصلة  بالتكوين الجسماني والعقلي ، ولايبدو بمقدور احد - الا
نظريا- فصل هذه العوامل المتداخلة في عالم واحد شديد التعقيد  - أحد الطالبات الجامعيات
اكتفت بالتعليق : دائماً كانت هذه هي نظرتي الى المرأة ..أنها ليست الأقوى والأفضل فقط بل
هي كذلك الارق والاجــمل والاكثر وفاء ورحمة ، ولهذا أستحقت لقب الجنس اللطيف والناعم
عن جدارتها ، وبلهجتها العامية البغدادية قالت الحاجة خيرية عبد ((  هــذا الكلام عيب 
لاصايره ولا دايره بيوم من الايام ، النسوان يصيرن أحسن من الزلم ))!!!؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق