قد يبدو السؤال عرضياُ ، او لا أهمية له عند غير واحد ممن يمارسون
هذه المهنة ، فهو بالنسبة لهم سؤال عن "تحصيل حاصل " أذ لاجواب
عندهــم سوى القــول : انها فعل أرادي ، نعبر به عن ((أفكارنا )) ويعجبك
الجواب في بعض مما فيه من مقابسة او اقتباس ، فتـــسأل لتختبر : وهل
الكتابة افكار فقط ؟ فيأتيك الجواب
وهي(( التعبير)) ، عن هذه الافكــار
هنا يصل بك الجواب الى ماكنت تريد الوصول اليه ، الا
وهو ((التعبير)) فتسأل مستدركأً
ولكن لماذا لايجد هذا ((التعبير)) مقوماته ، ولايمتلك شروطه في كثير مما
يكتب اليوم ؟ بل ولماذا نجد اللغة - وهي وسيلتنا في التعبير الكلامي -تصنع
الكثير مما ينبغي ان يكون لها في مايكتب او يقال ، حتى يصل هذا الضياع
الى حد اضاعة كل مالها من شروط الحياة والبقاء ؟
وتـــكون أكثـــر صراحــــة فتتحدث وتحديداً ، فتســأل محدثك : بل لماذا لاتتقن
اللغة التي بها ((تعبر )) ؟ ولماذا تصر على الاستمرار في ممارسة اخطائك
اللغوية والاسلوبية والنحوية ، وحتى الاملائية ؟ لماذا لا تتعلم ؟
ولماذا تعتبر نفسك كاتبا وتطالب الاخرين بان يتعاملوا معك من خلال هذه
الصفة( المبجلة ) ، وانت لاتجيد فن الامساك بأداتها الاولية ؟
وتدفعك تساؤلاتك الى المقارنة فتسأل موجها الخطاب الى هذا (الكاتب النموذج) لما
يـرتكب وأمثاله الاخـطاء : قل لي هل تقبل ان يصنع لك نجار كرسياً بأرجل
غير متناسقة . ومقعد غير مريح
لا .. لا أرتضي هذا ، ولست مكرهاً عليه
لماذا .. ؟
لان جلوسي سيكون قلقا
وهل تقبل الاستماع الى لحن نشاز من يد من لايجيد العزف ؟
ابــداً .. لانه يؤذي حساسيتي الموسيقية
وتمضي معه في (الاسئلة / الامثلة ) .. ولا تتلقى جوابا منه بغير (لا) الرافضة .
عندها تقول له ... اذن لماذا تريدني أن أقرا ((كتابة )) يأتي بها قلمك وهي لاتملك
من ((التعبير عن )) الفكرة شيئا كثيرا مما للغة من مقومات ؟
فانت تخطيء نحوا ، وتتعثر أسلوبا ، وتشذ لغة ، وتنكسر بالكلمة رسما ؟
وماذا يضرك لو ((ساعدتني )) فصححت لي ماتقع فيه كتاباتي من خطا؟
فتقول له ، وقد أخذ العجب منك كل مأخذ : ولماذا ترفض حالة النجار
والعازف ولا ترفض حالتك ؟
لانني اريد ان اصير كاتبا
وعلى الرغم من من اللغة :نحوا ، واسلوبا ، ورسما أملائيا ؟ المهم عندي
هو ان اعبر عن افكاري
وعقل الاخر ؟ الا تجد انك تشوه حساسيته ، وتفسد عليه سلامة التلقي ؟
اوه .... انك تعقد الامور كثيرا ... ان سواك لايفعل هذا ولا حتى بعضه .. فالامور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق