مع الاب او تترك الزوج وحده في البيت يجرب مسؤولياته ؟ في هذه اللحظة
كما أرى ،ااكشف عادات البيت كلها ..الزوجة غائبة لكنها تحضر في حيرة الزوج
وتردده او في شجاعته ومهارته في القيام باعباء المنزل .. الطريف هنا هو ماالذي
سيكتشفه الزوج بنفسه : نظامه الخاص ، ونظام البيت وتعدد مسؤولياته ؟
*** ماذا يحدث عندما تغيب المرأة عن البيت ؟ ***
رصدنا لهذه الحالة عدة مواقف واقعية ..مواقف تختلف باختلاف عادات الزوج
والزوجه او عاداتهما المشتركه ، وخصائص منزلية دقيقة قد تغيب عنا في زحمة
الحياة . لنستمع اذن قصصاً من أفواه أصحابها
غادرته زوجته صباحا متجهة الى عاصمة عربية لحضور دورة تدريبية لمدة شهر
لم توصه بأي شيء ، وعند التوديع كانت مطمئنة .. وكان قلقاً ..قالت له
فؤاد ... دع الاولاد عند أهلي ....أتفقت معهم على ذلك (يكمل ويقول ) أيدتها ظاهرياً
وفي البيت حزمت امري على ابقاء جو الاسرة كما عهدته ،الايكفي أن تغادرنا زوجتي
فأنقي اطفالي عني شهراً كاملاً قد لا اراهم فيه الا لماماً؟
دق الجرس ملحاحاً .. وكانت حماتي تريد أخذ الولدين مع حاجاتهما ... وأعترضت
فأحرجت ..ناقشتها ..فأصرت حاججتها .. فأمتنعت
واستعاد يومنا توازنه وغادرني قلقي .. صباحاً اوصل الولدين الى جدتهما مع حقيبة
حاجاتهما التي أهيئها قبل ان استسلم للنوم ..وأذهب الى عملي منتشياً بقضائي ليلتي
محتضناً ملاكاً على يميني وملاكاص على شمالي ... وعند المساء اجلبهم لاقضي معهم
الامسية ، نتلاعب بالالفاظ نتراشق بالوسائد ، أذاكر للكبير واقص قصصي المختلفة
على الصغير ...ثم نستعد للعشاء .. وفي يوم الجمعه طبقت نظريتي ، بعثت الكبير
لشراء ((الصمّون )) والزمت الصغير بترتيب السرير معي واعداد المائدة ..كنا سعيدين
باستحضار معالم الرجولة المبكرة فيهما قدنا حملة لترتيب خلفية الدار نحن الرجال الثلاثه
اكتشفنا سراً خطيراً ، أن سيدتنا الجميلة قد اهملت جوانب من واجباتها المنزلية
عند عودة زوجتي تندرت حــماتي وهي تــمتـدحني امام اطفالي ، زوجك افضل منك
في ترتيب حقيبة الاولاد
**** الحنفية العاطلة ***
غادرتنا زوجتي لقضاء العيد مع اسرة شقيقها في الشمال ،بعد أن اسمعتني محاضرة
شيقة ( كنت امارس خلالها دور المستمع المطيع ) أتهمتني فيها بالتقاعس عن مشاركة
اطفالي فرحة العيد وبهجته . والحق يقال ..لقد سعدت ايما سعادة وهي تغلق الباب خلفها
لاتظلموني ... من وجهة نظري كنت انتظر ايام العيد لكي اتلذذ بالصحو متأخراً ..وهي
متعة اشتاقت لها نفسي خلال الاشهر الماضية ، بعد ان انجز المشروع الاسكاني الكبير
الذي استنفذ كل طاقاتي . فما ان استوحدت حتى احتظنت وسادتي وغمرني النوم ، لم أشأ
ان اصحو بعد ست ساعات نوم متواصلة ولكن ((صوت الموسيقى )) المنبعث من المطبخ
ازعجني ... كم كانت الساعة ..؟ أظنهاالثانية صباحاً .... وأستعدت الحوارات الساخنه مع
زوجتي الغضوب حول ضرورة اصلاح الحنفية المعطوبة . بحثت حولي عما احتاجه
وتسلحت بالنشاط و ... الى العمل اتجهت ...تنبهت وقد انقضت اول ليلة اقضيها وحيداً
انجزت خلالها بعض الاعمال المعلقة التي طالما جندت زوجتي مواهبها خلالها لتحملني
على اصلاحها . كان شعوراً لذيداً احسست به .. شعوراً بالانتماء الى بيتي .. أاني أراه
واسعاً ، نظيفاً ، مرتباً ومنظماً ..كل هذا التدبير ينطق بحسن ذوق زوجتي .. هذا البيت
كان محطة لاستراحتي ، لتفريغ حمولتي من التعب والهموم وليس للاهتمام به صدقوني
لم ار بيتي قبل هذه الساعات .. هذا المطبخ لم اتبين منه فيما مضى سوى ركن الثلاجة
تنبهت الى الفوضى التي احدثتها ، كنت تعباً وجائعاً في الوقت نفسه .. وتلهفت نفسي الى
دلال الامس اين انت يازوجتي الحبيبة ؟ لماذا كنت اناكدها والصق بها تهمة الكسل
والفراغ كلما عدت من العمل مجهداً ؟ لماذا تثور ثائرتي لاي طلب مساعدة ؟ وضحكت
من سؤالي المستخف بجهودها ، ماذا تفعلين انت طول النهار ؟! انها تفعل كل الذي
افتقده الان بغيابها
افتقده الان بغيابها
- نقلة -
المثالان السابقان يحدثاننا عن حالة ايجابية . الاولى تعي ضرورة التعاون بين الزوجين
في النهوض باعباء الاسرة واستلام مهمات اضافية عند غياب احدهما ..وقد تم ترسيخ
هذه الضرورة من خلال التجربة العلمية وتعميق مفهومها ..والثانية تستخف بهذه الضرورة
وتتجاهلها وتحمل احد الزوجين اعباءها .. وجاءت التجربة لتقشع الغمامة وتعيد للصورة
وضوحها ..ولتلك الضرورة اهميتها والان . ماذا لو ننتقل الى حالة سلبية
**** فوضى ****
كــأن عاصفة هوجاء زارت البيت زيارة غير ودية ...أدوات مكانها المعتاد المطبخ احتلت
مواقع ثابته في غرفة النوم . ماذا أرى ؟ هل عملية تخريبية نفذت داخل الثلاجه ..وبعثرت
محتوياتها ؟ أما غرفة الضيوف فتشتكي من عبث طفولي .. هذا هو بيت المواطن جمال
سألته : أين زوجتك ؟
راقدة في المستشفى لديها عجز في الكلية
سلامتها .... ولكن أهذا حال البيت كلما غادرت زوجتك ؟
سكت ولم يجيب .... أسفت لأحراجي له ...فقلت
لا اقصد احراجك ، ولكن هناك اعمال صغيرة يمكنك القيام بها لابعاد شبح الفوضى عن بيتك
قأجاب : هي السبب ، منذ الايام الاولى لزواجنا رفضت مساعدتي لها ..لست متحررأً جداً
ولكن باعتباري شاباً جامعياً تكون لدي انطباع عن اهمية التعاون المشترك بين الزوجين في
انجاز اعمال المنزل .. وفعلاً حاولت تطبيق انطباعاتي بعد الزواج . فماذا كانت النتيجة !؟
لم يمض اسبوعان على زواجنا ، وأنفض جميع الاهل والاحباب عنا ..وبدأنا اؤلى خطوات
الاعتماد على الذات ، ذهبت زوجتي لغسل الصحون فاتجهت الى المكنسه الكهربائيه وبدأت
في العمل ، لحظات مرت على ارتفاع صوت المكنسة وانقضت عروستي عليّ لتجردني
من المكنسة وأنهالت عليّ بالموعظة ،، أنا لا احب الرجل الذي يعمل في البيت ،، أيـــاك أن
تفعلها ثانية ،،أنك تهينني وتقلل من قدرتي ،، أنت رجل ،، وهذه الافعال تنقص من رجولتك
هل تريدون الصدق ؟...لم أجادلها وسعدت بموقفها ففيه راحة واستمرار للمسلسل الحياتي
الذي اعيشه ..بالامس والدتي كانت تعتني بشؤوني واليوم وغداً زوجتي ..فما الضرر في ذلك؟
- قلت له : هذا هو الضرر
قال : حقاً.. لم نفكر بالاوقات العصبية ،هاأنذا ادفع الثمن .. فتشت بين حاجياتي المبعثرة وبين
متابعة حالة زوجتي الصحية
وأطفالك : ؟ اجاب : هم الاكثر ضرراً ن منذ اسبوع ارسلتهم الى والدتي ، لم اجد الفرصة
لرؤيتهم والاطمئنان على احوالهم
وسألته : هذه تجربة قاسية ، كيف ستستفيد منها ؟
قال ك لاتتوقعوا مني ان ادخل دورة في التدبير المنزلي فبعد كل هذه السنين ، لن أترك ما
تطبعت عليه ..شؤون المنزل بحاجة الى سيدة واللمسات الانثوية لاغيرها تستطيع ارجاع
الاوضاع الجميلة لهذا البيت
قلت : هذا البيت ، والاطفال ؟ ألم يكن من الاجدى بقاؤهم الى جوارك ؟ كيف أرتضيت
لنفسك حرمانهم من بيتهم ومنك بعد أن حرمهم المرض من والدتهم ؟
قال : والدتي افضل مني في تلبية احتياجاتهم هذا الابعاد لصالحهم
قلت : هذه مغالطه ، تصور الوضع معكوساً وكنت انت الراقد في المستشفى ( لاسامح ألله)و
زوجتك الموظفة الملتزمه بأداء واجبها اتجاه عملها وبيتها ورعايتك صحياً ، أبعدت
اطفالها الى بيت اهلها اسبوعاً ، أتتقبل هذا التصرف ؟
رد عليّ : طبعاً لا
قلت له : لماذا ؟ لانكما عماد البيت وانت الراعي لبيتك واهلك وهي الراعية لبيتها واطفالها
وغياب احدكما لايستدعي منح الاسرة والبيت الزوجي اجازة مفتوحه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق