السبت، 14 سبتمبر 2019

قبلك.. لم ابك رجلاً


قبلك لم ابك رجلاً
منذ زمن والاستغاثات  حبيسة في قلبي
فلمن اشكو وجعي الطويل كسياط العشيرة
آه أيها الحلم
لم اعد قادرة على الحب ولكنني غير قادرة على النسيان
فالقبائل اتفقت فيما بينها على ان اموت
والحزن المزروع في القلب يكفي لقتل مدينة
في كل مرة عبرت اليك كان العبور شهادة نعوة لحبنا
وفي كل مرة فارقتك مضيت الى شاطيء الفجيعة
كنت تمضي عني دون ان تترك لي اسلحة او قصيدة
فيفاجؤني مطر الخريف بعد رحيلك ..يفاجؤني الحصار المر
لانني بل ومعك تعلمت ان اعيش الربيع
تعلمت ان اخترق الحصار
****
لنبدأ منذ  البداية ، فأعطني ذاكرتك كهالة الفجر
يوم عرفتك هناك تحت شمس الشرق البعيد
قبل ان تسقط الشمس في البحر
فتحت عيناي على العالم
ومنذ ذلك الصباح لم أعد أرى حولي سوى وجهك
العشاق يرمون تحت نوافذي مفاتيح قلوبهم وهم يبكون
لكنني اغلق النوافذ كلها حتى لا اسمع النحيب
انادي على العرافين وقارئي الابراج
تقول العرافة    : انت له وحده بقوة الكلمة
وتغلق العرافة صناديقها السحرية وتمضي
فتتحول الغربة الى صديقة مهذبة في حديثها
الى رفيقة شاعرية في كلامها
منذ عرفتك تغيرت اخلاق باريس لتصبح مدينة الحب والسلام
تغيرت انا ....لشد ماتغيرت ياصديقي
تبدلت لغتي ، ومفرداتي ، فأتقنت لغة الحب للمرة الاولى
****
هاانذا استيقظ كل صباح لاكتب اسمك على دفاتري
اكتب اسمك ثم اهجي حروفه حرفاً حرفاً كما يفعل الاطفال
واذا هاجمتني رياح الخريف فجأة أنثر كلماتك على مراياي وشعري
منذ عرفتك وانا اكابد تجددك في دمي
حتى لا اتقن الوداع والنسيان
اصبحت العاصفة قدري ، والرهان المر   دستور عمري كله
كل فجر اقدم لك قلبي بصمت وبلا هتاف او رايات مخضبة
لقد علمتني ان اكتب كالمراهقات الرسائل الغرامية وامزقها
ان اسمع الشعر  ولا اعتبره ثرثرة
واضاعة للوقت
ان استسلم لك كما يستسلم المذنب لصوت كاهن
أن اتعطر بكلماتك أنت .... واقدم لك النذور والقرابين
ان تقول لي  :  كوني فأكون
ولا اعترف
قبلك انت يامن تحله نفسي لم ابك رجلاً
قبلك لم اكتب الرسائل الغرامية ، ولا اعرف ان للبحر
 وظيفة غير كتابة الواجبات
قبلك لم الجأ للحلم كي أهرب من واقعي
لم ارفع سماعة الهاتف  الا  لاطلب موعد عمل ، او لقاء طبيب
او زمن رحيل فأنا أمرأة واقعية ومثقلة بالواجبات
بعدك تعلمت ان افعل عكس ذلك كله
ان اعرف الربيع وامنح نفسي له
ان افرد شعري الاسود الليلي على جداول حروفه
كل شيء يبدأ في الربيع ... كل شيء يحيا في الربيع
العاشق ، والضحية ، والقاتل ، والقتيل
لاتخش الربيع ياحبيبي
ولا تختر زمناً  أخر لولادة حبنا من جديد غير الربيع
لماذا تحاول منذ زمن ان تسدل ستائر النهايات
ولمن ستكون هذه الآلام ... هذه الدموع اليابسة
لمن ستكون جراحنا المكسوة بالملح
لماذا اخترت ان تجعل مني اميرة الغربة الابدية
لقد اضعت كل شيء في المرافىء : أساوري...حقائبي ...أوراقي الثبوتية
  ومنذ فارقتك اصبح الفجر رمادياً ، أصبحت الليالي متشابهة
وبانتظار ان تحبني من جديد سوف انتظر
سوف تجدني بانتظارك كطفلة بريئة
طفلة كلما تذكرت اهلها سالت دموعها على هيئة نسر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق