أي أحذره وأجتنب معصيته ، وأصطلاحاً ، كما يقول ابراهيم سرور في
كتاب المصطلحات الحوزية الميسرة ص 53 ( هي تجنب العدو بأظهار
مايوافقه مع اضمار مايخالفه من عقيدة وغيرها وهو واجب في موارد
محدده . وهناك مثلا وضوء التقية وهو ان يتوضأ المتوقي طبق مذهب
المخالفين منعا للاذى وكذلك صلاة التقية
وعموما هي اخفاء العقيدة او الدين خوف الضرر أولمصلحة من المصالح
ومنها حفظ الوحدة واجتناب الاختلاف امام الاعداء ( الشيرازي 1) بمعنى
اخر ان يكون متبع أهل البيت سيئأ في الظاهر ولكنه صالح في الباطن
ولنا أن نتبع التقية في القرآن الكريم .ففي قصة تعذيب الصحابي الجليل
عمار بن ياسر على ايدي الكفار حتى اضطروه لان ينطق بكلمات ضد
الاسلام والنبي (ص) امام المشركين . وعندما أتى الى الرسول (ص) يبكي
خوفا من فساد دينه وايمانه . قال الرسول (ص) قولته المشهورة ( مليء
عمار ايمانا من شعر راسه الى اخمص قدميه ) . ثم أخبره أن الله سبحانه
أنزل بحقه قرآنا ( من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن
بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب
عظيم ) (سورة النحل آية 106 ) ومن الايات الاخرى حول التقية
الاية 28 من سورة آل عمران ( لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون
دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم
تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير ) وكذلك الاية 28من سورة
غافر ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا ان يقول
ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك
صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لايهدي من هو مسرف كذاب ) و
كذلك الاية 195من سورة البقرة:( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ) انظر 2
وقد ورد في أحاديث الائمة المعصومين (عليهم السلام ) مايدل على ان
التقية مبدأ راسخ في مذهب أهل البيت . فعن أمير المؤمنين (ع) قال (التقية
من افضل أعمال المؤمن يصون بها نفسه واخوانه عن الفاجرين . عليك
بالتقية فانها شيمة الافاضل . التقية معاملة الناس بما يعرفون وترك ماينكرون
حذر من غوائلهم . وقال الامام الباقر ( ع) ( التقية ديني ودين آبائي ولا ايمان
لمن لاتقية له ) . وقال الامام الصادق عليه السلام ( تسعة أعشار الدين التقية
ولا دين لمن لاتقية له ) , وكانت التقية شعار لاهل البيت عليهم السلام على
مر تاريخهم ، أتخذوها كما أمر الله سبحانه دفعا للضرر عنهم وعن اتباعهم
كما انها استصلاح لحال المسلمين وجمع لكلمتهم . وقد أصبحت سمة مميزة
للأمامية دون غيرها من الطوائف والاديان الاخرى , ويزول العجب أذا
عرفنا أن الامامية وكذلك أئمتهم لقوا مالم يلقه أحد غيرهم من المحن والضيق
وقد احتوت كتب علماء الامامية احكام التقية من حيث وجوبها وعدمه . فتجب
التقية عندما تكون سببا في اظهار الحق ونصرة الدين ، وقد تحرم في الاحوال
التي تستوجب فيها نصرة الدين قتل النفوس المحترمة او ترويجا للباطل . فهي
ليست وسيلة لخلق جمعية سرية غايتها الهدم والتخريب - كما يصورها الاعداء
والدليل على ذلك ان التقية بتفاصيلها موجودة في الكثير من كتب الشيعة التي
تملأ الآفاق . ولقد استغل فكرة التقية أعداء أهل البيت للتشنيع على المذهب
واعتبروها احد المطاعن . ويــدعي البعض أن التقية نوع من النفاق . بيد أن
الفرق واضح بين النفاق والتقية ، ففي النفاق يظهر الانسان الايمان ويبطن الكفر
عن مجلة الروضة الحسينية العدد-44 صفر 1433هـ
********
الهوامش
(1 )
الشيرازي - نفحات الولاية ج/2 ،1430: 414-415
(2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق