الأحد، 22 سبتمبر 2019

الانا / قصة قصيرة



استيقظت ورأته قربها ، أنســـانــاً  غــريـــــبــأ لـــم تـــ عرفـــه  فـــي حــيـــاتــــهــا 
مــن جــــاء بــــه هـــنـــا  ؟  مـــن  هـــو  ؟  ومـــاذا يـــــريـــد؟
نـــهضـــت وســـارت فـــــي الــــمــنـــزل  وتــــســـاءلــــت  مـــنزل مـــن  هـــذا  ؟
كـــيف جـــاءت  ألــــيه  ؟  وقـــفــت  قـــرب صــــورة مـــعـــلـــقة  عــــلـــى الـــجــدار
فـــعرفـــت نــــفـــســـهـا  فـــيــهـا تـــرتــدي بـــدلة  الــعــرس والـــأكـــليــل  الـــمــزهــر 
الــأ بــيــض يـــجـــمــل شــــعــرهــا  وفــي يــديــهـا تـــحــمل بـــاقة مـــن الـــورود 
الــبــيــضـاء  وعـــلـــى وجــهــهـا تـــشــرق أبــتــســامــة عــابــرة .  هـــل تــزوجــت ؟
لا أتـــــذكــر ذلـــك  ؟. وهــــذا هـــو الـــرجـــل نــفــســه يــعــقــد ذراعــه بــذراعــهـا  
ونـــظرة صــارمــة تــرتــســم عــلـى مــحــيــاه  وكـــأنــه ســيــحــســم أمــراً يــتـــعــلق 
بـــحــيــاة أو مـــوت   .   طـــافـــت بـــأرجـــاء الــــمــنــزل  فــلــم يـــرق لــهــا   .
لابـــد أن صــاحــبــته كــســولــة فــالصــحــون مـــكــدسة  فــي الـــمــطــبــخ تــنــتــظــري
الـــغــســل والارض مــلــطــخــة كــأنــهـا لــم تـــروجــه مـــكــنســة مــنــذ دهــر ، والــغـبار
قــــد  غــطــى الاثـــــاث  والــكــتب  والــــرفـــوف  .
غــــيــرت مـــلابــســـهـا وهـــمــت بـــمــغـادرة الــمــنــزل حــيــنـمـا ســمــعــت وراءها  
مـــن يــنــاديـــهـا مـــامـــا ، وهـــل أنــــجـــبـــت أيـــــضاً ؟  قــــفــز قــلـبـها لــرؤيــته 
يــتدحــرج وراءهـا بـــخــطـى مــتعــثـــرة . كـــــانـــت خــصــلات شـــعره  الـــشــقــراء
الـــمـجــعــّدة تــتــهــدل عـــلــى جــبــهـــته  وصــدغــيه   .
هــرعــت الــيه تـــحــمـلـه وتــشــم أنـــفـــاســه  الـــعــطـرة  وقـــد الــتصـق بــعــنــقـهـا 
وجـــسـده الــطـري مــسـترخ بــيــن ذراعــيــهـا و قــلبـاهـما الـمــتجـاوران يــنـبــضـان 
بــأيــقــاع مــتـــنــاغــم   . أســرعــت  تــعــد لــه وجــبــة أفــطـاره  وحــمـّـام الــصبــاح
وعــجــبــت كــيــف يــعــيــش طـائــر الـــذهب هــذا فــي بــيـت  مـــهمــل كــهــذا 
تــجمــعــت فــي ذراعــيهـا كـــل هــمــم الـــكــون وخــلال ســـاعــة واحــدة كـــان كــل
مــاحـــولــها يــــعـــكــــس صـــورتــهــمـا فــي  الـتــمـاع بــارق 
فـتــحت الــنوافـــذ فـــدخـــل هــواء  نـــقــي مــنـعـش  وجــلــسـت  قـــربــه  عـــلــى الارض
تـــملأ  زنـــبــرك هـــذا الـــقــطــار وتـــعــدل بـــطـاريــة هـــذه الــقــطة ، وتــدس عــيــنـيــهـا
فـي الـوان وأحــلام قـصـصه ورسـومـاتــهـا  الـراقصة ،  شـــعــرت  بــفرح ((طاغ)) يجتاحها
وهــي تــضـمه الــى صــدرهــا وأدركــت لاول مــرة أن الأخــر هــو ألانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق