الاثنين، 23 سبتمبر 2019

رياضة الحسد وضربة اعتذار


الرياضــة  .. باتفاق الجميع ..سلوك حضاري ، يدعو الى الاحترام .. والرياضيون
في أكثر وجهات النظر تواضعاً ، أناس يمتلكون جدارة ،تؤهلهم لانجاز  ما  لايمكن
لسواهم انجازه .. فنحن الذين لانستطيع القفز مثلاً الا في حدود مايقفزه انسان اعتيادي
او اقل ، لانملك الا أن نتطلع بأعجاب الى رياضي ، يستطيع حين يشاء ، أن يقفز،الى
 أبعد مايستطيعه غزال .. وأن نتأمل بدهشة ، رياضياً ، يستطيع رفع اثقال ، لايملك
ثلاثة منا نحن الاناس  الاسوياء ان يرفعوها ...... والرياضــــة  انـــــواع .. ولعل
اكثر انواع الرياضة شهرة ، وشعبية، كرة القدم ، التي تستأثر باهتمام قطاعات
واسعة من الناس ، وبالتالي ، اهتمام جهات مختلفة ولاسباب مختلفة ، منها، ماهو
أعلامي ، أو أقتصادي ، أو حتى سياسي ، . ولست أدري ان كان علماء النفس ، أو
علماء الاجتماع قد توفروا ( منذ غدت لعبة كرة القدم تستقطب كل هذا الاهتمام) على
دراسة الاسباب الكامنة وراء تعلق الناس بهذه اللعبة ، دون سواها ..أرتباطاً بالجدوى
التي تحققها للمشاهد ، نفسياً واجتماعياً، بل حتى فكرياً .. وأكتشاف عوامل المتعة
التي تجعل آلاف الناس ، يحتشدون في ملعب ما ، أو لدى اجهزة الاذاعة او التلفزيون
لمتابعة فريقين من الرجال يجهد كل منهم ، لادخال كرة في حيز مستطيل ، ليحققوا
هدفاً ... وأي هدف  !! 
وأرجو  ألا يتبادر الى ذهن القاريء اي احساس بانني اهدف الى التقليل من تاثير 
هذه اللعبة .. ولا من الاهداف التي  يجري تحقيقها خلالها 
فانا  -  باعتباري رجلاً سوياً ، ومواطناً صالحاً ، لا أملك  حين اشاهد مباراة لكرة
القدم ، من أن امتليء بالحماسة نفسها ، والتحيز نفسه ، فاصرخ ، واغضب ، واعجب
بل قد  أزيد فاروح ، مثل أي دونكيشوت ،  اجرب ، من مكاني ضرب كراة وهمية ،
نيابة عن اللاعبين، لانزال الخسارة في مرمى اهداف الخصم ... لكنني لاسباب
تتعلق بوساوس شخصية لا املك بعد الانتهاء من متابعة مباراة ما ، من التعجب لمدى
ماتستطيعه لعبة كرة القدم ، من التأثير على مزاجي .. وسلوكي .. وماتسببه  لاعصابي 
من توتر ، لايتناسب ، مع مايحققه كل ذلك ، من جدوى ، في معرفتي  أو حالتي العاطفية
بل حتى في علاقاتي الاجتماعية ... فلكم تسببت لي حماستي وانا اتابع المباراة ، من 
مشاكل مع اهل بيتي واصدقائي ، ممن لاينطوون ، على درجة حماستي أو يتفقون معي
في وجهة نظري في اسلوب هذا المدرب او سواه ... وذاك اللاعب او زميله 
واشهد ، انني بسبب ، انحيازي غير المبررغالباً  . لمدرب فريقنا الوطني الاسبق
المرحوم (عمو بابا)  أختصمت مع أكثر من صديق ، واسأت الظن في هذا الناقد 
الرياضي أو سواه .. بل لقد انبريت للدفاع عن (عموبابا) اكثر من مرة ، وأغضبت
 بذلك رياضيين ماكان لي أي مصلحة في أغضابهم 
حسناً .... مالذي أريد قوله  ؟ لماذا لا اعترف كما ينبغي لمثلي ، بشجاعة ، أنني أكتب 
ما أكـتبه من باب الحسد ؟.. أجل الحسد ... فمن بين الوساوس التي اعانيها ، وأعرف
ان هناك اخرين يعانونها ، أن لاعب كرة القدم ، مهما كان جديراً هو في الخلاصة ليس 
اجدر من سواه  من المتمرسين في ايما مجال رياضي ... وهو بالمستوى نفسه  ليس
أجدر ولا اجدر من سواه من المتميزين في اي مجال اخر من مجالات الحياة
وأنا حين أصغي لوساوسي لا املك الا ان اعطي الحق مثلاً ، لمخترع او مكتشف 
او باحث يحقق انجازاً مهماً في مجال اختصاصه ان اعطي لهم الحق في الاحساس 
بالحسد ، حين لايكون لهم ولما انجزوه من اهتمام وشعبية وحماسة مالزميلهم لاعب
كرة القدم .. وقد لا الوم المغالين منهم ، حين يدعون ، أنهم الاولى والاحق 
كيف ..... لست ادري؟ ,,,,
 تلك هي ضربة جزاء  .... مع الاعتذار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق