الخميس، 21 فبراير 2019

حين يصبح الاحسان بكان




حين يصبح الاحسان .. بكان

 أجمل ماورد من حكايات وقصص هادفة هو ماتناقله الابناء عن الاجداد بواسطة

 الاباء قصص تحمل بين جوانبها حكمة ودروس وعبرة 

 ومعنى داخلي مبطن( مغزى) الغاية منه تعليمنا وبنائنا
  بشكل قويم صحيح حسب القيم والمباديء والتقاليد والاعراف 
 السائدة في مجتمعنا .... دعوني اروي لكم هذه الحكاية التي سمعتها من جدي

يحكى ان رجل يسكن خيمة في صحراء . يعيش وزوجته واطفاله على 
ماتجود به غنيمات يمتلكها من حليب وسمن وزبد ولم يتكفل الا بشراء الدقيق    
فكان كل فترة يذهب الى سوق المدينة الاقرب اليه ويشتري  مايحتاجه من الدقيق
 أو( الطحين) مرت شهور على هذا الحال والرجل قانع بحياته يذهب صباحا مع كلبه
وأسمه ( بكان )لرعي أغنامه ويعود مساء وحل فصل الصيف جفت الميآه ,وأجدبت الارض
  جفت المياه واجدبت الارض ومات الزرع وبدءأت أغنامه بالتناقص مع قلتها
أستشعرت زوجته الخطر و كلمته وطلبت منه أي يجد له عملا او حلا فالعائلة على أبواب
الجوع والموت
في صباح اليوم التالي غادر الرجل مودعا زوجته واطفاله قاصدا جهة لايعرف تحديدها
 وسار بأتجاه عمق الصحراء ليلحقه كلبه (بكان )ولكنه نهره قائلا أرجع بكان للبيت
  وبعد محاولات عدة عاد الكلب الى بيت الرجل وليواصل مسيره حتى الليل وشعر بالتعب
  فتوسد الرمال ناظرا الى السماء داعيا الله ان يرشده لما فيه الخير . وأستسلم لنوم عميق لينهض
 باكرا مكملا طريقه مع أشراقة الصباح مصاحبا حماره حتى وقت الظهيرة كانت حرارة الشمس
 لاهبة والهواء سموم حين ترأى له كهف ليتجه نحوه عسى أن يستظل بداخله ودخل الكهف
 ليلاحظ وجود أربعة جرار مغلقة وبطبع الانسان وفضوله أزاح غطاء الجرة الاولى ليجدها مملوءة ذهبا
 وتملكته فرحة شديده وأندفاع ليفتح الثانية فأذا هي مملوءة بالفضة والثالثة وجدتها مملوءة ببعض الاحجار الكريمة ودفعه الطمع والفضول ليفتح الجرة الرابعة وفتحها ليتسمر خوفا  في مكانه فالجرة تحوي ثعبان
 قد تكور بداخلها وتحرك عند فتحها وصدمة الخوف تملكت الرجل ولم يعد يتحرك من مكانه ليزحف الثعبان باتجاهه ويتسلق جسده ويلتف حول رقبته ويجعل من رأسه مقابلا لوجه الرجل. في حين كان هنالك ثعلب
 يراقب الموقف بأكمله .بعد تجمد الرجل خوفا وهو بالكاد يسحب أنفاسه خائفا من ان تثير الثعبان ويقتله هنا تدخل الثعلب مخاطبا الرجل بلغته .. ماذا لو أنجيتك من ورطتك هذه  هل تجعلني أعيش معك وتعطيني
كل يوم دجاجة لطعامي؟ أن كنت موافقا أرمش لي بطرف عينك وسأفهم موافقتك
لم يكن هنالك طريقا غير موافقة الرجل على شروط الثعلب السهلة البسيطة امام حياته وثراء فاحش ينتظره
فغمز بعينه للثعلب معلنا موافقته على الشروط حينها تقدم الثعلب قريبا منهما
وكلم الثعبان بلغة الحيوان قائلا :- ماذا بينك وبين هذا الرجل لم لاتدعه لحال سبيله
ردعليه الثعبان :- انا كنت نائما في مكاني وهذا الرجل اقتحمه وازعجني وصحاني من نومي
 رد عليه الثعلب بمكره المعهود :- أنت تكذب أيها الثعبان وما أراك الا معتديا
تضجور الثعبان من  كلام الثعلب  وقال :- مادليلك على كذبي
قال الثعلب الماكر :- أنت طويل جدا ومن غير المنطق ان تكون جرة صغيرة مثل هذه
تكفي لك ولن أصدقك حتى أرى بأم عيني كيف كنت نائما فيها وبأنها تكفي لجسدك .عندها
تراخى الثعبان وبدء ينزل للارض واتجه نحو الجرة ودخلها وعاد ليطوي نفسه ويتكور داخلها
  . كما كان أول الامر وسارع الثعلب يغلقها عليه لتتملك الرجل فرحة عارمة ويشكر الثعلب
ثم بادر الرجل لتحميل الذهب والفضة والاحجار في خرج حماره ويسير بأتجاه البيت
قاصدا عائلته . أثاء مسيره والثعلب معه سأله الثعلب :- هل ستوفي لي بشروطنا أم أعود
رد عليه الرجل :- ساوفي لك بكل وعد بيننا وسأزيد عليه لانك انقذتني ولولاك ماعشت
وأقتربا في مسيرهما من ديار الرجل ,وأصبح بيته بمرمى البصر وبدء الرجل ينادي
باعلى صوته :- بكان ... بكان ... بكان .. وينك بكان فهم الثعلب مغزى الرجل فهو
يستدعي كلبه بكان ليأكله ... ألتفت الى الرجل محتقرا قائلا
ها ... بدل الاحسان بكان
  ومازال البعض للاسف يقدم لك بدل الاحسانا بكانا
اترككم بخير 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق