الاثنين، 18 فبراير 2019

الحظ .. وهم خلقناه أم حقيقة

الحظ .. وهم خلقناه أم حقيقة

كلمة سحرية هي كلمة الحظ تكاد تجدها في كل المعاجم واللغات 
فهل هي حقيقيه ام انها وهم اختلقناه من خيالنا 
بعض الناس سعداء والبعض الاخر تعساء يلعنون حظهم العاثر 
وشاعر يقول ويصف حظه بكلام حزين مؤثر 
ان حظي كدقيق بين شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الامر عليهم قال قوم اتركوه
ان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه
وسؤلنا هو :- هل للحظ يد في سعادة الفريق الاول وتعاسة  الفريق الثاني
البعض يعتقد ان الانسان لعبة بيد الحظ وهذا الاعتقاد بالطبع خاطيءلان الانسان اصلا مكون من عقل و مجموعة من الاخلاق والمباديء والقيم والارادة ولايمكن ان يكون مهزوما امام مجهول اسمه الحظ .علماء النفس يؤكدون ان مصير الانسان بيده فهو من يمتلك
الارادة والاصراروالتفكير وبامكانه ان يجعل من نفسه تعيسا او سعيد لربما تلعب الصدفة احيانا دورا معينا في قيادة الانسان لكن دورها يظل محددا وينتهي بقدرات الانسان وتصميمه على  الاستمرار او التغير لتلك الصدفة لو سألنا اي من الناجحين السعداءعن بداياتهم فلا نجد للحظ او للصدفة دور 
بل المعاناة والعوز والفقر والحرمان كانت الدوافع الاساسية التي اوصلتهم لطريق النجاح والسعادة والتميز فهم اختارو التفكير
وسلوك الطريق الصحيح للوصول الى اهدافهم رغم التعب والمشقة .هذه الفئة من البشر غالبا ماتتصف بميزة الهدوء والثقة بالنفس وبالتواضع والقدرة الفائقة على فهم الاخرين فهم لايعترفون بشيء اسمه الخوف ويقهرون الفشل بالتفائل وبتكرار المحاولة وقد ادرك المفكر الفرنسي ميشيل مونتاكن هذه الحقيقة قبل اكثر من اربعمائة عام اذ قال( ان ظروف الانسان حسنة كانت ام سيئة تعتمد بالاساس على طريقة فهمه وادراكه لمايدور حوله من احداث)اذا من الضروري أن يتعلم الانسان كيفية التحكم بادراكه   الحسي للاحداث.بمعنى أخر يجب ان نعرف اولا ان جهازنا العصبي المتحكم بامزجتنا وطباعنا (الجيد منها والسيء) يؤثر دائما في العقل البشري كل التغيرات النفسيه والعاطفية وحتى المكانية تؤثر فيه . وحصول المزاج السيء يدفع بالعقل الى الخمول وفقدان الحماس ويسبب الفشل النهائي لتصيبنا التعاسة
في حين ان الاهتمام بالحالة النفسيه والعصبيه يدفع العقل الى  المثابرة واثارة الحماس والاهتمام وتكرار المحاولة حتى النجاح  فتصيبنا السعادة وهذا يغني أن الفشل والنجاح والسعادة والتعاسة مقرونة بنا ونحن من يحددها . تطويرنا لخبراتنا والممارسة والتمرين والمحاولات المتكررة وعدم اليأس هو مايمنحنا السعادة فليس من المعقول أن يتفوق لاعب حديث العهد بلاعب ذا خبرة وممارسة ودائم التمرين ونعزي سبب فشله للحظ هذا غير معقول ابدا  أما التجارب الفاشلة. ليست كلها ضارة فمنها نتعلم ونتطور ونبدء الحياة من جديد . أخي القاريء عش حياتك بيسر وعفوية وبسعادة وهدوء بلا تطلع 
أو أنتظار لحظوظ وطبق المثل الروسي الذي يقول
ان أردت ان تكون سعيدا فكن سعيدا ) وانسى مثلنا العامي
القائل - لو احط حظي على البعير يعضه الكلب -
  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق