الاثنين، 11 فبراير 2019

عزيمة حضر من يومياتي


عزيمة حضر من يومياتي

أتذكر حين كنت في العشرين من عمري مرني موقف لم انساه ابدا بحيث أنني أكتبه اليك الان
في ايام زماننا الماضي كان من ضمن سلوكياتنا التي لأ أعرف أهي صحيحة ام مخطوئه كنا
في حالة ضيافتنا للاقارب او الاصدقاء من الصعب أن تاكل اوتطلب شيئا تشربه حتى وان كان ماء
لا اعرف أكان ذلك خجلا أم أحتراما لذاتنا أم هو طبع طبعنا به أهلنا . كان يوضع الطعام ويقوم صاحب
البيت بدعوتنا للاكل ونحن نتردد ونرفض ويستمر صاحب البيت بالحاحه ويضطر احيانا الى سحبنا سحبا لمائدة الطعام
المهم : في يوم ما ,كما ذكرت كنت في العشرين من عمري عندما طلب مني أحد من اقربائي المقربين أن
أقوم بأصلاح بعض أقفال الابواب لمسكنه وبعض من صنابير الماء ووعدته ان اكون في اليوم التالي عنده
واقوم بما يجب من أصلاحها . وكان اليوم التالي حيث ذهبت الى المعهد الذي كنت ادرس فيه وزوغت عند الساعه
الحادية عشرة لانجز الوعد الذي قطعته على نفسي وذهبت مباشرة الى بيت قريبي لاصلح ماكان تعطل وفي
تقديري كنت اعتبر الامر لايستغرق مني اكثر من ساعه اوساعتين على ابعد تقريب وطرقت الباب لتخرج لي
زوجة قريبي مرحبة بي وطلبت مني الدخول حيث اعلمها زوجها بأحتمال حضوري في حين كان هو غائب في عمله
وسألتها ان تريني الاقفال العاطلة وكانت ثلاث اقفال للابواب وصنبور خلاط المطبخ ايضا عاطل واحضرت لي عدة الادوات التي لديهم في حين كان اولادها يقومون بحركات تشابه  حركات القرود فهذا يسحب الشاكوش والاخر يضربه بالدرنفيس ويرد عليه الاخربالشتائم وضربه بما متوفر ويلتفتون
لي يسألون عن هذا وذاك وكأنني نازل من القمر .. وانا أحاول أكمال أنجاز
عملي باسرع مايجب لتناول غدائي في بيت اهلي الذي لايبعد اكثر من نصف كيلو متر عنهم
خصوصا وان افطاري لم يكن الا بقطعة خبز وشاي لان الحال لاتساعد لشراء بيضة او جبن او قيمر كون
الراتب للوالد لايكفي وقتها . اصلحت قفلين وبدأت بالثالث ألذي أستعصم وأستعصى ويرفض التساهل معي وكأنه تحالف مع الشيطان على اغضابي والساعه جاوزت الواحده ظهرا
والجوع أخذ مني كل مأأخذ .. لتحضر زوجة قريبي وتقول لي ( اجيبلك غداء ) وبطبيعتي الريفية الخجولة الملمعة بشىء من المدنية والتحضر...قلت لها :- لاشكرا مااريد
 فهكذا تربيت  وتعلمت وتطبعت  لابد أن ترفض بداية الامر وكنت أأمل و أنتظر
 ان تحضر لي صينية الطعام اي لحظة وتقول تفضل تغدى لكن لم يحصل
فزوجة قريبي متحضرة ( مدنيه كما كنا نسميها نحن) وليست  من اقربائي ولا من عشيرتي وطباعها وتربيتها 
تختلف عني لهذا اكتفت بكلمة مني  
 ولم تحضر لي الطعام .. مرت لحظاتي ووقتي وانا اتصارع بين قفل لايقبل ان ينفتح وجوع مفتوح على مصراعيه كدت اشعر بالاغماء من شدة الجوع مع مرورالوقت  واتمتم بكلمات بداخلي تلعن التحضر والحضارة
والمتحضرات تخيل حتى يدي اصابتها رجفة الجوع وبدات اتعامل مع القفل بالقسوة وبضربات الشاكوش القاسية كي أسمعها جوعي وصريخ أمعائي الخاوية
 ومرت ساعة اخرى وانجزت اصلاح الاقفال حامدا ربي ولم يبقى الا خلاط الماء
ليحضر قريبي من دوامه وياتي ألي مباشرة ويسلم علي وسالني عن الابواب اخبرته انني انجزتها
ولم يتبقى الا هذا الخلاط اللعين ... ثم قال محتاج شيء رايد شيء قلت له  لا لا سلامتك لكن
أريد ان اقول لك سر أقترب مني لحظتها وقال . سرك ببئر كول  قلت له وأنا أبتسم تدري:-
لو هسه أني أموت تبتلي أنت وعائلتك ... ردعلي بأستغراب ...  لاسامح الله ليش
قلت له ... لان تقريرالطب العدلي والتشريح سيكون سبب الوفاة هو :( مات من الجوع)
بهت وضحك وقال أأأأخ هاي حضريه أعرفها اكيد ماغدتك  وعزيمتها مثل  عزيمة أهلها عزيمة حضر لحظتها نادى بأعلى صوته على زوجته
صبينا غدا بنت ألــ!!!موالرجال مات جوع ... ردت عليه زوجته ببرود  ... مو كتله اصبلك كال ما اريد
رد عليها زوجها طبعا :- أذا عزيمتك عزيمة حضر  والرجال ريفي عربي من زمن جدي
من يومها تعلمت درسا لن انساه وكسرت تكلسات زمن التقاليد  الجميلة  كي انجوا بنفسي
فالزمن والناس تتغير والجوع  شبح كافر لايرحم لايعرف معنى الخجل والعيب و التقاليد

ولا يميز بين ريفي ومتحضر

ملاحظة :- ألان تحول الى عزيمة حضر اغلبنا

اترككم برعاية الله 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق