تلقيت دعوة من احدى الصديقات للالتقاء بعدد من الزميلات والصديقات
اللواتي فرقتهن ظروف الحياة الاسرية والعلمية ، فلبيت الدعوة وانا مسرورة
وسعيدة بها ، ودارت الاحاديث وحكت كل واحدة عما صادفها في رحلة
الحياة من مصاعب ومتاعب ، وتطرق الحديث الى الرجل في حياة كل منهن
فطرحت صاحبة الدعوة سؤالا ، بدأ للوهلة بسيطا ولكن مع تنوع الاجابات
واختلافها ادركت كم هو معقد كان السؤال ببساطة : ماذا تريد المرأة من الرجل ؟
أجابت أحد المدعوات بأن الحب هو المطلب الاساسي لأية أمرأة فبدونه
تذوي وتذبل شأن أي زهرة انقطعت بها اسباب الحياة ، وأنبرت أخرى
لتؤكد ان التفاهم والاحترام يجب ان يسبقا الحب فما معنى العيش مع
انسان يحبك ((مع ضرورة الاخذ في الاعتبار ان الحب بمفهومه الواسع
مفهوم مرن مطاط يحتمل العديد من التأويلات تبعاً لشخص المعطي
والمتلقي لهذا الحب )) ووجدت نفسي انخرط في النقاش فأطرح بدوري
تساؤلا : مالذي يحتاجه الرجل من المرأة ؟ وكيف يمكن وقف الزحف
الجليدي على الحياة الزوجية ، فبعد سنوات قليلة من الزواج نجد المرأة
تصرخ وتطالب الرجل يتمرد ويشكو وتزحف البرودة والملل الى حياة
بدأت حيوية للغاية دافئة بمشاعر الود والحب ، وتوليت الاجابة على
تساؤلاتي ، فالرجل الشرقي عموما يريد من الزوجة ان تكون له اختا
وصديقة وحبيبة واماً تدلله وترعاه وتلبي احتياجاته ، يريدها صبوحة
مبتسمة حنونة ، تشيع البهجة والسعادة في جنبات البيت هذه هي الصورة
التي تسكن خيال كل رجل والتي غالبا متأتي الظروف الحياتية الصعبة
لتفتتها وتنثرها اشلاء ممزقة فيفتح عينيه على واقع مغاير تماما لما تمناه
فيبدأ في التذمر والشكوى والحق يقال : أنه لا امرأة وحدها ولا رجل
وحده يتحمّل مسؤولية هذا الفشل في العلاقة وانما كل منهما يأخذ على
عاتقه جزءاً من المسؤولية في انهيار صرح الاحلام وتقويض البناء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق