الحناء كلمة تستثير عالماً من الجمال والراحة والانوثة الحسية عند
النساء يصف عالم نبات نبتة الحناء قائلاً: شجيرة تنمو غالباً
على شكل أسيجة مـرآها مـمل للنظر - ولكن الحناء ليست شجيرة
فحسب بل تقلـيد قديم ، وهـي لا تـقيّم لصفتـها الجمالية كنبتة بـل
للصبغة البرتقالية الحمراء التي تستخلص من سحق وتنقيع اوراقها
في الشـرق وخاصة في بلاد الهند ، تستخدم الحناء كتقليد فـي
المناسبات السعيدة،ولعل ذلك يعود الى طبيعة صبغتها الحمراء
حيـث تـعتبر جـميع ظلال هذا اللـون بـشير سعادة ونجاح . ومن
المناسبات السعـيدة يأتي الزواج في المقدمة ... حيث غالباً مـايسبق
الزواج حفلة تقوم خلالها أمرأة بتوزيع الحناء على العروس والفتيات
اللواتي جئن للمشاركة في الاحتفال ، ويجري اثناء العزف والغناء
وضع الحناء على راحتي اليدين وعلى أخمص وجانبي القدمين
بغض النظر عن كون الفتاة المدعوة متزوجة او عزباء
العريس أيـــــضاً
اللون الاحمر ولون الزعفران لونا الاحتفالات في الهند لذلك
ارتبطت الحناء بمراسيم الزواج . والحناء عند بعض الفئات
من الناس يقدمها العريس للعروس مع الحلوى والهدايا الاخرى
قبل الزواج بفترة وجيزة ، وكلما كان لون الحناء على يدي العروس
أغمق كان أشارة الى ان حب زوجها سيكون اكبر . وفي بعض
البلدان الاسلامية لايقتصر وضع الحناء على العروس ومدعواتها
بل تجري أيضاً حفلة حناء العريس وأصدقائه . ومن العادات عند
بعض الناس قيام العروس قبل مغادرتها لبيت أهلها بترك طبعة
حناء ليديها على جدران بيتها القديم تذكاراً لذويها وتذكرة لهم بانها
غادرت المنزل سعيدة
مادة ملطفة في جو حار وتطرد الروائح المنفرة
تؤثر الحناء عند الشعوب مراحل مختلفة من حياة المرأة ، منها
الغريزية الدينية ، ومنها ماله علاقة بالنمو والنضج او الرغبة
والتمني . وفي شمال الهند هناك احتفال تقوم الزوجات خلاله
بالصوم ابتغاءً لأعمار أطول لأزواجهن . وتعيش المرأة خلال
يوم الاحتفال يوم زواجها ثانية ، حيث تقوم بارتداء بدلة زفافها
وتخضب يديها وقدميها بالحناء ، ثم تتناول فطورها وفق طقوس
متعارف عليها .. والحناء لاتعتبر فقط لون الفرح وعلامة المناسبة
السعيدة. بل تتعدى ذلك تقليديا عند بعض الناس لتصبح مادة ملطفة
ولعـل هذا السبب هو الذي يجعل كثيراً من اناس المناطق الحارة
يلجأون الى وضعها في اليدين والقدمين أيماناً منهم بأنها تمتص
حرارة الجسم وتلطف الجسد والعقل. وللحناء رائحة مميزة يجدها
البعض محببة ، وهناك اعتقاد يقول ان النساء اللواتي يخضبن
ايديهن بالحناء كن ىيفعلن ذلك في الازمنة القديمة لأن رائحتها
تلغي الروائح القوية الاخرى التي تكتسبها المرأة بفعل عملها في
المطبخ ، وتعاملها مع مواد مثل البصل والثوم والبهارات التي
لاتزال روائحها بسهولة باستخدام الماء والصابون ، بينما تقوم
الرائحة الرفيقة للحناء بقتل هذه الروائح بعناية واضحة
تحضيــــر الحـــنــاء
كنبات عشبي تستخدم الحناء كمكيف للشعر . وقد حظي هذا
الاستخدام بشعبية كبيرة حتى في الغرب في الوقت الحاضر
والحناء يتم الحصول عليها عن طريق سحق الاوراق الجافة
للنبتة الى ان تصبح مسحوقاً دقيقاً ، وكلما كان مذاق المسحوق
اكثر حرارة كانت نوعيته اجود بعدها يرشح المسحوق عبر نسيج
قطني رقيق لاستخلاص الشوائب منه ، ثم يخرج المسحوق
المرشح مع قليل من الماء في اناء ، وفي أناء اخر يجري تهشيم
واذابة قليل من لب بامياء طازجة في ماء يضاف فيما بعد الى
المزيج لتتكون عجينة هلامية القوام تترك فترة لتصبح جاهزة
للاستخدام .. وعندما تصبح عجينة الحناء جاهزة تبدأ مراسيم
الزخرفة ، حيث غالباً ماتقوم نساء متمرسات بغمس سبابـات
ايـديهن فـي العجيـنة والـشروع بعـمل الزخارف على الأيدي
والارجـل . وقـد يـستخدمن عيـدان الثـقاب . لهذا الـغرض أو
قفازات مزخرفة يتخللها الـخضاب ليـترك عـند جفافه نـقوشاً
غالباً مايصعب عملها بالتـخضيب الاعـتيادي . وعـندما تبدأ
العجينة بالجفاف على اليدين تضاف طبقة خفـيفة مـن عصير
الـليمون ، وبـعد قرابة الساعة تزال الحناء بالفرك ويضاف
الـمزيد مـن الزيت او العصير ولا تغسل اليد الا بعد فتـرة قـد
تمتد الى اليوم التالي ، كيما يثبت اللون بصورة جيدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق