السبت، 24 أغسطس 2019

حكمة الدهرعلمته



القصة  ان شيخا ً كان يعيش فوق تل من التلال
ويملك جواداً وحيداً محبباً اليه ففر جواده  وجاء
اليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر ، فأجابهم بلا
حزن وما  ادراكم انه حظّ عاثر ؟  وبعد أيام قليلة  عاد
اليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية ، فجاء
اليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل
وما أدراكم أنه حظ سعيد ؟
ولم تمضي أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب احد  هذه الخيول
البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه
في هذا الحظ السيء  فأجابهم بلا هلع وما ادراكم انه حظ سيء ؟
وبعد أسابيع قليلة اعلنت الحرب وجند شباب القرية واعفي ابن
الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شباب كثر
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ
عاثر  الى مالا نهاية في القصة وليس في القصة فقط بل  وفي
الحياة لحد بعيد  ... فأهل الحكمة لايغالون في الحزن على شيء
فاتهم لأنهم لايعرفون على وجه اليقين ان كان فواته شراً خالص
أم خيـــر خفي  اراد الله ان يجنبهم ضررا اكبر ، ولا يغالون ايضاً
في الابتهاج نفس السبب ، ويشكرون الله دائماً على كل ما اعطاهم
ويفرحون باعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل
وهؤلأء هم السعداء  فأن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق
مفهوم ((الرضى بالقضاء والقدر )) ويتقبل الاقدار بمرونة
وايمان  لايفرح الانسان لمجرد ان حظه سعيد فقد تكون السعادة
طريقاًً للشقاء .......  والعكس بالعكس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق