الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

للامهات .. الام ومراهقة الابن !


وصفت أحد الامهات أبنها البالغ (14 )عاماً بقولها 
:- أنه مثال اللطف والتعاون والمرح مع أقرانه لكنه 
يتحول - بمجرد دخوله المنزل - الى مخلوق  فظ دائم 
السخرية من كل شيء  ! فهو لايراعي مشاعر من هم
اكبر سناً ولا يأبه  لنصحائحي وتختتم الام شكواها بالسؤال
التالي : ((ترى هل أفسر هذا السلوك باهتمامي به ، وتلبيتي
لكافة رغباته  ؟)) تعتقد العديد من الامهات ان علاقة  اي ام
بابنها  يمكن ان تسير بنفس الهدوء  الذي سارت عليه وهو
طفل صغير ، وتنسى بل لاتلاحظ ان ابنها يكبر ويتغير 
ويستعد لان يصبح رجلا 
انه يمر بمرحلة التحول من طفل  الى انسان مستقل له 
شخصيته ، حياته وعالمه الخاص به ... ومثل هذه المرحلة 
لايمكن ان تمر بسلام ... مالم تستعد لها الام مبكراً، عن 
طريق التقرب لابنها ، ومراقبة سلوكه  ومزاجه  ومعرفة 
نوع  الاولاد  الذين يرافقهم ، أضافة لمتابعة نشاطه الدراسي 
عن كثب  وقد تسعد الام بأن ابنها المراهق يطيعها وانه يخضع
بشكل دائم لكافة رغباتها، لكن مايجب ان تعرفه هو أن الطاعة
والتميز ضداّن قلما يلتقيان وعليها ان تعتاد النقاش الهاديء
الموضوعي مع الابن بل وتتقبل معارضته لها . فمن حق الابن
ان يناقش ويفهم ويختار ، بل من حقه ايضا ان يعترض ويرفض
شريطة ان يكون ذلك في حدود المعقول وفي الامور التي لاتمس 
حياته ومستقبله بشكل مباشر .

فأذا اردت كسب أبنك فما عليك سوى مصادقته واشعاره باهتمامك
به ، أما أذا أردت ان تخسريه فأنتقديه ، ووبخيه وأسخري من أفكاره 
ومن الخطأ لجوء الام لمبدأ الثواب والعقاب مع الابن ، خاصة في
هذه المرحلة لأنه سينصاع لرغبة الام فقط للحصول على المكأفأة ،
لا عن اقتناع ولأنه سيعتاد هذا الاسلوب ، كلما اراد منها شيئا . أما
معاقبته بشدة عند الرفض ، فيمكن ان تضعف من شخصية الابن 
وان تجعل منه شخصأ خائفاً متردداً بالمستقبل 
وعلى الام ادراك حقيقة مهمه مفادها ان كل انسان يجد الراحة 
والسعادة مع من يقاربه بالسن ويشابهه بالميول والهوايات ، لذا فمن
الطبيعي جداً، ان يشعر الابن بالمرح والانطلاق مع اقرانه بينما يسيطر
عليه الوجوم داخل المنزل لعدم وجود من يشاركه هواياته  وميوله 
وافكاره ولان الاهل لايجيدون سوى نصحه وارشاده ، وتوبيخه عند 
اقل خطأ يقع فيه . ويجب ان لاننسى مالدور الاب من اهمية في حياة
الابن المراهق ، فهو القدوة والمثل الاعلى  بالنسبة له ، لذلك  يجب ان 
يظل قريباً منه ليساعده ويرشده  في الوقت المناسب.. ويستحسن ان
يصحبه معه في الرحلات وفي العطلات للنوادي الرياضية ، ويشاركه
هواياته المختلفة لضمان بقاء التقارب المطلوب بينهما  . وفي هذه 
المرحلة ، يحرص الاهل على تحميل الابن شيئاً من المسؤولية ، لابعاده
عن الكسل واشعاره بقيمة العمل . لكن لابد ان يحذروا من تنفيذ كل 
رغباته (بحجة أن هذا يسعده ) لانهم بذلك يلحقون الضرر اكثر مما ينفعونه
بل انهم سيعودونه دون ان يشعروا ، على الدلال والاخذ دون التفكير بما 
يستطيع ان يعطيه ان ترك الابن على سجيته ، ومعاملته بحب وتفهم ، من
قبل الاهل ، هي أيسر الطرق لكسبه مستقبلاً . وتــذكــري سيدتي _ أن 
ابنك يستعد  لان يصبح رجلا ً، وعليكالتعامل معه على هذا الاساس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق