الأربعاء، 7 أغسطس 2019

الزواج :هل يهم المرأة أكثر أم الرجل ؟


تـــــبدأ  رحلة البحث عن((زوجة )) في حياة الرجل بعد سن 
الثلاثين عادة ... أما حياة المرأة فتبدأ رحلة البحث عن (زوج)  منذ
بلوغها سن الرشد وحتى قبل  ذلك في بعض المجتمعات التقليدية  
أو ألريفية ... اذن  يطرق ((الزوج )) تفكير ألمرأة بشكل اكبر واقوى
من الرجل .. ويلح عليها كفكرة أو كهدف  يحدد مستقبلها  وامالها
في الحياة بطريقة اكثر تنظيما  من الرجل .. وحتى في المجتماعات 
المتحضرة  أو الصناعية المتقدمة التي خرجت  فيها ألمرأة للعمل
وتساوت معه في الكثير  من الحقوق ... لازال  الزواج (كمستقر ) هو
الهدف الاوضح في ذهن المرأة منه  في ذهن الرجل 
هنا رأي  لرجل يعمل مهندس معماري يقول : الزواج مؤسسة  جذرها 
بالاساس هو (تبادل السلع ) حيث كان الاب  يمنح ابنته  للزوج مقابل 
بقرة او اية سلعة  أخرى ... وقد قامت هذه المؤسسة  للحد من المشاعية 
واضفاء صفة التنظيم  على العلاقة بين الرجل والمرأة .. ولكن  المراة 
تحس باهمية الزواج اكثر ... نعم فهو يهمها  اكثر من الرجل لان المرأة
بالاساس معنية بالحياة الدنيوية اكثر من الرجل ... فهي عملية جدا وتبحث
عن المستقر والمكاسب التي تراعيها من جميع  النواحي  المادية والنفسية
والاجتماعية ... والرجل  لايحتاج الى هذا ( المستقر ) ..؟
الـــرجل مؤمن ( من الخارج ) بشكل غريزي لذلك  نجده واجهة البيت 
الخارجية بينما المرأة هي واجهة البيت الداخلية . ومرد ذلك الاحساس 
هو شعور ، الانثى بانها مهددة ( وهذه أيضاً ذيول السلوك المشاعي )ومن
الطبيعي ان يدفعها  هذا الشعور  الى الحرص  على الزواج الذي يقودها
الى البيت الذي يؤمنها ويمنحها الامان والحماية اللازمتين .. البيت للمرأة 
هو حلم .. هو مملكة .... مملكتها  التي تعزز كيانها الاجتماعي  .. فالرجل 
في مراهقته لايحلم بهذا البيت .. هو يحلم بغرفة صحيح أو مكان خاص 
جداً  يوفر له أحتياجاته  ولكن بشكل بوهيمي  ايضاً  ومتمرد في أكثر 
الاحيان ... أمـــا الفتاة  المراهقة فهي تحلم بالبيت ... أنها تحلم به كشيء
فنطازي ..له ستائر .. وحديقة .. وكيان مستقل  تمارس من خلاله ذوقها
الخاص جداً ..

 أنها تحب تملك البيت بعد الزواج - وهنا أتحدث عن اللاوعي
لدى المراة - فالانثى في كل مكان تريد البيت لتأنس اليه وتحمي
 كيانها . أما الرجل فأنه ينزع الى التمرد والانطلاق ولكن الرجل في النهاية
 يسعى هو الاخر للزواج أنه( طريق الحياة  سواء بالنسبة) للرجل أو المرأة 
طريقة وجود شيء لابد منه ... وسواء كانت هذه الطريقة سيئة او جيدة  فانها
موجودة ... تمنح الرجل مايسميه ( كارل يونغ ) الامتدادات  الذاتيه  الاولاد
والبيت  والممتلكات ... ولكنه كمؤسسة أو طريقة تنظيم لايهم  الرجل مثلما يهم 
المرأة ... وربما كانت الحكمة (( الموصلية )) الشهيرة  والتي ملخصها 
بأن (( المتزوج يعيش تعيساً ويموت سعيداً وان الاعزب يعيش سعيداً ويموت
تعيساً )) هي التعبير الامثل عن كل التفسيرات او التبريرات او التساؤلات
عن السبب الذي يدفع  الرجل الى الزواج .. وهنالك شيء أخر لابد من ذكره
وهو الغرائز ((الابوة والامومة )) لها دور كبير في الموضوع وعلمياً يقال 
ان الابوة اكتسبت في حين ان الامومة غريزية .. والامومة تخف في حالات 
او حتى تفقد وتنتهي ولكن  المراة تظل اكثر حرصاً على الزواج  لانه بالنسبة
اليها الانتقال من حالة  الى حالة :  الدائرة الاجتماعية تكبر ,, والزواج بالنسبة
للمرأة  خبرة جديدة دائــماً .... الزواج فيه  قيمة أجتماعية اكبر بالنسبة
للمرأة .... لانه نظام تـأسيــس عائلة ... وبالنسلة للرجل أيضاًً يمثل قيمة 
اجتماعية لانه يمنحه  أستقرار نفسي  أكبر ويجعله  موضع ثقة ومسؤولية
من قبل انسان أخــــر . ويمنحه  أيضاً الــسلطة  والتحكم ... وبهذا  نجد ان 
ان نسبة المنتحرين  بين المتزوجين  اقل منها  بالنسبة للعزاب ..ولكن  الزواج
في سلم الاوليات  يــأتي بالنسبة للرجل  بعد أشياء أخـــرى  كالنجاح  في العمل 
والمركز الاجتماعي ذلك ان دائرة الرجل الاجتماعية هي اكبر من دائرة المرأة
وقبل ان نضع هذه (الاقنعة ) على هذه المسألة  .. أعني بعيداً عن المنظور 
المعاصر  ..... ولنقل في كل المجتمعات الا يوجد أساس واحد للزواج  ؟ 
طبعاً العامل الجنسي له دور مهم في هذه القضية .. والزواج بالتاكيد كتنظيم 
اجتماعي قد حدد الغرائز  وجعلها شرعية اجتماعية  واعطاها صفة أخلاقية 
وأنتظام هذه المؤسسة هو الذي يؤسس توقعات واطفال  ومستقبل الفرد  ويؤدي

الى انجاز رسالة اجتماعية محددة .... ولكن خصائص الزواج مختلفة  من مجتمع
الى أخــر ... ففي المجتمع الريفي  مثلا  الغرائز قوية  والانجاب  ضروري  ومهم
وهنالك  في ((الهند )) مايسمى  بالدائرة المغلقة  حتى يتم تقوية الانتاج  الزراعي
بمزيد من الايدي العاملة  ولكن ذلك سيقود الى قصور  هذا الانتاج  عن اللحاق 
بالعدد المتزايد للسكان وهكذا يدورون في دائرة مغلقة . . وهكذا في كل  مجتمع 
هناك مثل معينة ولكن الاساس فيها يبقى  :  وجود اولاد  ن وجود قوة  ، وجود
سلطة ... الخ  أمــا الغرائــز فيتم  تغطيتها بذلك  كله  ---  بنفس الدرجة  ؟  أعتقد
ان الحرص عليه اكثر من  قبل  الــمرأة لان الحب  بالنسبة  للمراة  آهم  بمعناه 
الاشمل .  وعندما  تسعى  المراة  الى الزواج  فانها  عملياً  تسعى الـــى البيت
الذي يحوي الحب ... أمـــا الـــرجل فعنده  الدائرة  الاجتماعية  الواسعة  التي 
تحدثنا عنها والمتمثلة بالنجاح  والمركز  الاجتماعي ... الخ  ولذلك  فان من وراء
الواجهة (يضحك ) هناك دائما ( اللعب بالذيل )  بالنسبة للرجل 
أذن لــماذا  يتزوج  ؟
رغم كل الحكم التي نشيرها او التبريرات الجميلة التي نقولها فالكل  يتزوج  في 
النهاية ... سواء كان الزواج  مضيعة للوقت  او ضرورة  لابد منها 

أحـــد السيدات  عبرت عن رأيها بالموضوع  قائلة :  اعتقد اذ الزواج يهم المرأة
اكثر من الرجل لان المرأة بالاساس تمتلك غريزة الامومة  وتصرفها كأم  يمتد 
الى  الطفولة  المبكرة ... مما يجعلها في استعداد اكثر للزواج ... هناك سبب اخر 
كون المرأة هي المكفول  اليها بالطبيعة استمرار الحياة  لذلك فانها  تحس بالمسؤولية
اكثر من الرجل لان احتضان  الحياة  يكون داخل رحمها  هي وليس داخل  الرجل 
وهنا اعطيك  مثالاً :  مهما حققت المرأة من  شهرة  او  نجومية  تبقى تحن  الى 
الامومة  ونرى الكثير من النساء الشهيرات  يعتزلن  الشهرة  او المركز الاجتماعي 
العالي  فجأة للتفرغ  للطفل والامومة  في حين  ان الرجل  يولي الجانب الاجتماعي 
من حياته  الاهمية  الاكبر 
قــسمـــــة ونــــــصــيــــب 
 لا نستطيع القول  بــأن المرأة تهتم بالزواج أكثر من الرجل .. فأهتمام الرجل 
بالزواج لايقل  عن اهتمام المرأة . ذلك أن كليهما  يهتمان بالزواج  نظراً 
لاهميته  الاجتماعية والبايولوجية  والنفسية  ولدوره الكبير  في بناء  المجتمع 
وزيادة السكان  وصحة  الاسرة  كخلية اساسية من خلايا المجتمع . زد على 
ذلك ان تشابه الطبيعة  البايولوجية عند المرأة والرجل ، ووجود الميل  الفطري
عندهما نحو الاجتماع البشري والمصاهرة وتكوين الاسرة الزواجية  تجعلنا نعتقد
بان اهمية الزواج للمراة والرجل هي اهمية متساوية ليس في مجتمعنا فحسب بل 
في المجتمعات كافة . ومع هذا فأن المرأة تهتم  بالزواج كبيراً لانه حدث  يغير 
مسار حياتها  ، حدث يحملها  مسؤوليات اضافية  لاسيما  مسؤوليات  الانجاب
وتربية الاطفال  والاهتمام بالزواج ورعاية شؤون  الاسرة . ناهيك عن أثر الزواج
في تحويل دورها الاجتماعي من دور البنت الى دور الزوجة والام  . ومن الجدير 
بالاشارة هنا  الى أن أهتمام المرأة بالزواج  يرجع الى عامل أخر هو أنها  بحكم 
عادات  وتقاليد  وأعراف  المجتمع لاتستطيع  أختيار ومفاتحة الرجل بأن يكون زوجاً
 لها في حين يستطيع  الرجل أختيار المرأة  ومفاتحتها  بالزواج ز وظروف أجتماعية
كهذه تجعل  مسألة الزواج  بالنسبة للمرأة مسألة  ( قسمة ونصيب ) وليست  مسألة 
مؤكدة تستطيع التحكم  فيها ، فالمرأة قد تتزوج  أو  لاتتزوج  أعتماداً على أختيارها 
كزوجة  أو عدم أختيارها . وهناك  فترة زمنية محددة  يمكن ان تتزوج خلالها المرأة 
فأذا أنقضت تلك  الفترة  ولم تتزوج  فأن مستقبل حياتها  الزوجية سيكون  فــي خطر
مما يعرض المرأة الى  أزمات  أجتماعية  ونفسية  حادة ليس من السهولة بمكان 
معالجتها أو التغلب عليها  . بينما في حالة الرجل يختلف  الامر . فالـــرجــل  
يستطيع  أختيار أية زوجة  يشاء  وفي أي وقت  يراه مناسباً . وأن   زواجه لايخضع
لفترة محددة من حياته  كما يحصل عند المرأة ، فهو يستطيع الزواج في اي وقت 
يشاء ... لهذا تهتم المرأة  بالزواج  وتعتبره قضية أساسية  في حياتها . غــيــر أن
هذا لايعني بأن الرجل  أقل أهتماماً من المرأة بالزواج . فالرجل يهتم بزواجه  كما
تهتم المرأة بزواجها ، وأن الزواج  هو حدث مهم بالنسبة لهما طالما  أن الرجل
مكمل للمرأة والــــمرأة  مــكمــلــة  لــــلـــرجل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق