الأربعاء، 28 أغسطس 2019

صباح الخير يابغداد

صباح الخير ياسيدتي
ياجميلتي ...
يامكحلة بالصحو والصبر 
صباح الخير يــاحبل السرة بين مهدي ورفاتي
صباح  الخير يانخلتي ،ياشجرة عافــيتي ،يابستان
أهــلي ، ياشــمسي ، يــافيئي ‘ياضوء نـــهاري 
ونـــجمة ليــلي .. يـــاهداي في أنتمائي وغــربــتي  
 صباح الخير .. يــاجنتي
ّذات صـباح رائـق ..يمم رجل حكيم ذو فطنة وجهه
 شطر المشرق ،وقال  : هــذا والله هواء عذب
مساءً .. يمم وجهه شطر المغرب وقال : هذا والله 
ماء سلسل وفرّات .صعد شمالاً انحدر جنوباً 
قال : والله أرض طيبة وتراب زكي .. تلفت يمنه 
تلفت يسره . سرح بصره نحو بعيد الافق ..رفـع 
رأســه لـلسـماء. ..وبـصوت مـتهدج كـعاشق شفه الوجد 
 وبعيون مخضلة بدمع الخشوع ..قال: هنا
هــنا .. وعلى بركة الله ، وليكن أسمها بغداد 
ودد الرجل الحصيف المجرب لو يراها  أسٍُساً 
فخطط للمدينة (بطحين) النورة  هنا قصر الخلافة
وهنا دواوين الحكومة ، وهنا دار العدل ، وهنا بيت الكتب
 ، وهناك مستشفى ، وهناك مدرسة وهناك سوق وهنا
 شارع عريض وهنا ممر للسابلة وهنا دكاكين الوراقين
 وهنا الجامع الكبير ، وهنا حديقة وهناك بستان.. و .و . 
ونظر للمدينة مرسومة بطحين النورة البيضاء فأعجبته
 . ولكن هل يكفي الخليفة مجرد الاعجاب . كان يريد
 مدينة تثير الدهشه.. أما من سبيل لرؤيتها ليلاً .قال
 ,,قيل بلى...وجند لها الخيال .. وجيء باطنان من 
جوز القطن نثرت على حفافي الاسس . ,اضرمت
 فيها النار . وبجذل لايوصف وقف مؤسسها على
 تلة مصنوعة  يراقب من على المدينة التي توله بحبها
  حد العشق والتي صارت أسمها -  بغداد - وجيء  
 لها بالمهندسين والمعمارين والبنائين  والعمال المهرة
 والوراقين  والمزججين والنحاتين وتربعت على عرش
 دجلة عروس شابة . الماء قلادتها واسوار النخل
 اسوارها واريج البساتين ثوبها . والنجوم زينة شعرها 
.. وجيء لها بالحرير من الصين والبخور والعطور من
 الهند وبالعاج من السودان وبالديباج من دمشق 
والطنافس والفرش من خراسان والكتب من مكتبات
 الاسكندرية وروما واليونان . والسيوف من اليمن
 والصاج من سومطرة والاشجار الفريدة من 
غابات افريقية ... فأي عروس شابهت بحلتها بغداد
 واي جميلة منحها الزمن مامنح دار السلام  
انها الخالدة مهما تقادم الزمن وتوالت الايام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق