ربونا ! علمونا ! جعلوا منا مخلوقات آلية تعيش بحساب وتموت بحساب
محددة المبدأ والمنتهى . مرسومة المسار . جعلوا مني رجلا وجعلوأ منك
أمرأة بكل هذه المفاهيم من افكار جاهزة السلوك ، في التصرف ،في
الحيـــاة بــــخطوطها الصغيــــرة والكبيــــرة
ربونا ! حدودنا وقيودنا ، والتربية هنا صارت ترويضا اجتماعيا لا
علاقة له بالتفتح على الذات والعالم ... بالاكتشاف والتعلم
ربونا ! أسأؤا تربيتنا . قصوا أجنحتنا . أخمدو خيالاتنا . علمونا الجدية
والانضباط ، والمثابرة وفنون الطاعة . علمونا اللغة العامة وأجبرونا
على دخول عالمها الخامد نحن المملوئين حكايا ، وتطلع ، وعنفوان وطموح
رسمونا صوراً أجتماعية تتنفس وتعيش وتكتب ( كاليشهات ) ولمَ لا
وحياتنا كلها (كليشه ) عريض يلمنا ويجمع شتاتنا المبعثر في العام والخاص
ولكن خروجي عن هذه الصورة المرسومة بدقة هو الذي يعطيني تميزي
وأختلافي ، كل مايجعلني ((أنا)) لا نسخة مكررة للاخرين مهما كانوا ومن
كانوا . وبمقدار ماأعيش هذه الخصوصية أقترب من نفسي ومن الاخرين
بوعي اكبر ، وحرارة أكثر ... أعرف ان تفلت من هذه القيود الاجتماعية
من هذه المسارات المحدودة يزعزع الاخرين الذين لم يعتادوه ، يخربط
توازنهم وقد يحرجهم ويحرجك معهم . ولكن هذه الخريطة هي الضريبة
التي تدفعها لتعيش علاقات اكثر حقيقية ، أكثر صَحاً ودفأ ،
ربونا ! وجاء دورنا لنربي أنفسنا ، نكسر قوالبنا وقوالب الخطأ ونصحح
حياتنا ، ونسير بما يرضي الله ويرضينا، ونقدم للحياة وللوطن كل أفكارنا ونبتعد عن
كل مارسم ليحط من قيمة الحياة ويصديء القلوب
كل مارسم ليحط من قيمة الحياة ويصديء القلوب
ويدعوا للتكاسل والعيش بضياع لنطرح اسئلتنا ، دون أن نعرف لها جوابا
ربما .. لنجد انفسنا وافكارنا وحياتنا، للخروج من هذا العالم الخائف
الذي يخاف في ان اكون أنـــــا
وتكون أنت ..أنـــــــــت
وتكون أنت ..أنـــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق