الاثنين، 5 أغسطس 2019

ربونا جاء دورنا لنربي أنفسنا

ربـــونــــا 

ربونا ! علمونا ! جعلوا منا مخلوقات آلية تعيش بحساب وتموت بحساب
محددة المبدأ والمنتهى . مرسومة المسار . جعلوا مني رجلا وجعلوأ منك 
أمرأة بكل هذه المفاهيم من افكار جاهزة السلوك ، في التصرف ،في 
الحيـــاة بــــخطوطها الصغيــــرة والكبيــــرة 
ربونا !  حدودنا وقيودنا ، والتربية هنا صارت ترويضا اجتماعيا  لا
علاقة له بالتفتح على الذات والعالم ... بالاكتشاف والتعلم
ربونا !  أسأؤا تربيتنا . قصوا أجنحتنا . أخمدو خيالاتنا . علمونا الجدية
والانضباط  ، والمثابرة وفنون الطاعة . علمونا اللغة العامة وأجبرونا 
على دخول عالمها الخامد نحن المملوئين حكايا ، وتطلع ، وعنفوان  وطموح
رسمونا صوراً أجتماعية تتنفس وتعيش وتكتب ( كاليشهات ) ولمَ  لا
وحياتنا كلها (كليشه ) عريض يلمنا ويجمع شتاتنا المبعثر في العام والخاص
ولكن خروجي عن هذه الصورة المرسومة بدقة هو الذي يعطيني تميزي
وأختلافي ، كل مايجعلني ((أنا)) لا نسخة مكررة للاخرين مهما كانوا ومن
كانوا . وبمقدار ماأعيش هذه الخصوصية أقترب من نفسي ومن الاخرين 
بوعي اكبر ، وحرارة أكثر ... أعرف ان تفلت من هذه القيود الاجتماعية
من هذه المسارات المحدودة يزعزع الاخرين الذين لم يعتادوه ، يخربط 
توازنهم وقد يحرجهم ويحرجك معهم . ولكن هذه الخريطة هي الضريبة
التي تدفعها لتعيش علاقات اكثر حقيقية ، أكثر صَحاً ودفأ  ، 
ربونا !  وجاء دورنا لنربي أنفسنا ، نكسر قوالبنا وقوالب الخطأ ونصحح
حياتنا ، ونسير بما يرضي الله ويرضينا، ونقدم للحياة وللوطن كل أفكارنا ونبتعد عن
 كل مارسم ليحط من قيمة الحياة ويصديء القلوب
ويدعوا للتكاسل والعيش بضياع لنطرح اسئلتنا ، دون أن نعرف لها جوابا
ربما .. لنجد انفسنا وافكارنا  وحياتنا، للخروج من هذا العالم الخائف 
الذي يخاف في ان اكون أنـــــا
وتكون أنت ..أنـــــــــت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق