الأحد، 12 مايو 2019

ام ياترى هي مقولة العراقيين / لو زاد الخير تبده

قال لي
لست مدعيا عاما لكي توجه لائحة الاتهامات ولست مخولا
ان ترفع اصبعك في وجه انسان فانت رجل تعجبك النظافه 
يعجبك الالتزام بالدين  وبالقوانين.. ونظافة النفوس همك
وتعجبك  النظافة التي ينبغي ان تسود في الشوارع والبيوت والضمائر 

  وتظن نفسك مستقيما فتطالب الاخرين بما تريد وبحب النظافة 
وان تنفي عنهم الاستقامة ..
قلت : معاذ الله 
فانت تعيش في مجتمع يمتليء بالاناس الطيبين المكافحين النظيفين
المستقيمين   ولكنك في الوقت نفسه تجد امامك ظواهر سلبية 
كثيرة في الحياة والمجتمع فلا بد لك ان تدينها وتكشفها لكي
يزداد عدد الطيبين ولكي تنير لمن هم ليسوا كذلك السبيل التي فيها يسيرون
فيوميا ذات الحال تتكرر ... كنت بالامس أقف منتظرا
سأئق الشركة الذي يوصلني .. وكان عقلي مشدودا لسبب تأخره
رقبت كوم النفايات امامي من الطرف الاخر للشارع 
كانت كومة لزقاقين من البيوت لايتجاوز تعدادهما الثلاثون بيتا 
كان أحد الشفلات يقوم بتحميل تلك النفايات الى احد الشاحنات 
وتم التنظيف بشكل جيد . .. ولم انتبه الا وسائق الشركه يطلق المنبه لي
ركبت السيارة ... وسألني عن سبب سرحان فكري
قلت له .. الظاهر الخدمات مترديه الى أبعد حد والا فما سبب كومة النفايات 
التي تم تحميلها قبل قليل ؟؟؟ ... صمت السائق ولم يجيب 
ربما لقصور ثقافته ... او لان له رأي أخر ولايريد مخالفتي 
او له من الاسباب ما لا علم لي به !!!
جاء اليوم الاخر ,,, ركبت السيارة ... ومررنا من ذات المكان
ووجدت كومة النفايات عادت من جديد ... أستوقفت السائق... 
وذهبت الى تلك النفايات ... وسألت سائق الشفل 
الم تنظفوا المكان بالامس  ..؟؟
قال ... نعم ... عجبت من الامر..... و  طلبت 
من سائق الشفل ان ينثر النفايات على مساحة الارض ماأستطاع
بدل جمعها .. رفض اولا ...ربما تصورني مجنونا
 ثم طاوعني بعد أن تقدم سائق سيارة شركتنا
بقربه ....  ساحكي لك ماكان في النفايات
انواع الاعناب ..... أبيض و اسود باصنافه وبكميات كبيرة 
انواع التمور .. حتى قسم منها لم يسبق لي رؤيته
خبز .. وصمون  ماشاء الله.... 
 رز .. مرق  .. شوربه وبكميات هائله 
البان مختلفة  .. مستورد ومحلي...مياه معدنيه 
علب البيبسي والمشروبات مازال قسم منها لم يستعمل
كتب ومجلات ودفاتر والكثير مما لم أذكر
كادت أن تطفر الدمعة من عيني وانا اتذكر الاف الجائعين
هنا وهناك ... قلت اهكذا الانسان 
اين الضمير ... اين المروءة ... اين الانسانية .. اين العدل
ماذا عن الامراض ... وتلوث البيئه وعن الصحة العامه
اليست (( النظافة من الايمان )) والاهم 
ماذا ؟؟؟ لو تبرع هؤلاء بما يفيض لديهم من خير 
للاف المسلمين الجائعين ... ماذا لو تناول كنا منا مايحتاج 
اليه ...لم كل هذا التبذير ... الم ينهى الله عنه
الم يأمر بالتكاتف والتعاون ومساعدة المحتاجين ...
ماذا ؟؟؟ لو فكر هؤلاء واقتنى كل منهم على قدر 
حاجته ... الا تهبط الاسعار فكل شيء أخضعوه  لنظرية
(( أذا زاد العرض .. وقل الطلب ... انخفضت الاسعار ))
الا يوفر ذلك للبعض لقم عيش اخرى هم بامس الحاجة لها
بل يتحسرون عليها ورمقهم لا يبتلع الا الهواء  
الا  يوفر هذا لكم  سادتي المبذرين مبالغ كبيرة
أسألكم بربكم .... لم ترمون اموالكم في النفايات؟؟؟
أن من منحكم كل هذا الخير ... لقادر على رفعه
ام ياترى هي  مقولة العراقيين ... 
لو زاد الخير تبده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق