جبار عكار
بداياته -حياته - تأريخه الفني
بداياته -حياته - تأريخه الفني
ونحن نمشي في الممر المؤدي الى داخل بيت جبارعكار
ثمة حديقة صغيرة وارجوحة حركت مشاعر الصباحات
الرمضانية فأمتطى صهوتها عدد كبير من من الاطفال ... لم
أتوقع أنهم أبناؤه ، والواقع أنهم خليط من أبنائه الصغار وأبناء
بناته ... جبار عكار له تسعة أبناء وعدد من الاحفاد أذن .فــي
غرفة الضيوف التي أعدها جبار أعداداً رائعا ، لم أشاهد من أثار
الصحراء وغناء البادية سوى صورة والده عكار سعيد مطرب
العتابة الاول في العراق .. ودمية لبعير أشتراه جبار في أحد
سفراته الى أوربا ، أما الربابة فقد أستلدلها بألتي كمان علقهما
في صدر الغرفة .. وحين سألته عن المفارقة الطريفة - عازف
ربابة - يضع كمان ديكوراً للغرفة ، قال أنه أشتراهما تلبية لرغبة
أطفاله الذين أستبدت لهم الرغبة لكنهم تركوها بعد حين ، اما
دلال القهوة وفناجينها ومخدات الديوان فقد استبدلهما بطقم من
الزجاجيات الفارهه والارائك الوثيرة ، لكنه لم ينس السيف المهند
فأشترى سيفين ( هنديين ) علقهما على جدار الغرفة
ليست هذه صورة شخصية لجبار ، فالواقع أنه أفضل من غنى
العتابة بعد والده عكار سعيد الذي بدأ في اوائل العشرينات مطربا
لشيوخ القبائل لايشق له غبار يتنقل من مكان الى أخر فارسا يرتدي
اليشماغ والعقال والدميري والصاية والعباءة يطلبه ولاة الامر
ويتمنون ان يذكرهم في أشعاره
غنى عكار سعيد الهجيني والنايل والعتابة والسويحلي وهي من
الوان الغناء البدوي وسجل اكثر من عشرين اسطوانة _ فونغرافيه
من العتابةوالنايل والسويحلي وسجل في القاهرة اوائل الثلاثينات
مجموعة من اغانيه الشعبيه
أرسل الملك غازي بطلبه ليغني من اذاعة خاصة في قصر الزهور
وظل يغني عكار كل ثلاثاء من هذه الاذاعة ، وفي يوم تتويج الملك
غنى وشاركه ولده جبار لاول مرة فمنحهم الملك غازي راتبا شهريا
لكل منهما ظل مستمرا حتى وفاته
جبار عكار الذي رافق والده في رحلاته الى شيوخ القبائل وحفلاته
الاسبوعية في بغداد ، لم يفكر يوما أنه سيكون مطرب بادية ، كان
يحب الغناء الريفي ويطرب لصوت حضيري أبو عزيز وداخل حسن
ولم يسمعه والده يغني العتابة ولو مرة واحدة ن فضل متنقلا بين أعمال
شتى . نجاراً . حداداً ( فيترجي ) . مراقب ري ..... ألخ... حتى
عام 1959 حيث اتيحت له فرصة المشاركة في حفل ريفي عبر الاذاعه
ومنذ ذلك الوقت بدأ يتعلم العزف على الة الرباب ليعيد الى الاذهان
مأثر والده في أحياء فن البادية
جبارعكار لاينسى اليوم الذي دعي فيه للمشاركة في اوبريت غنائي
شعبي قدم بمناسبة المؤتمر الموسيقي الدولي اواسط الستينات وكان
معه داخل حسن ، وحمدية صالح ، وريم ، كانت اغانيه في هذا
الاوبريت ايقاعية لاعلاقة لها بطرب البادية
وتوجه للمطرب جبار عكار الاسئلة التاليه
س : - هل يمكننا ان نعد هذا الاوبريت بدايتك مع الشهره ؟
يجيبنا جبار .. البداية كانت قبل هذا هذا التاريخ ، لكني واجهت
صعوبة ومتاعب في الاذاعة جعلتني اترك فني اكثر من اربع سنوات
ولكن عدت من خلال المؤتمر ، فسجلت عدد من العتابات التي كان
يغنيها والدي .. الا أن ألشهرة الحقيقية بدأت بعد أنضمامي لفرقة الفنون الشعبية
س:- الا تعتقد ان فنك (وهو غناء صرف ) دخيل على فرقة تقدم حركات
ايقاعية ورقصات فلكلورية ؟
ج :- أنا اقدم ضمن الفرقة فواصل غناء بين الرقصات ، اي ان البرنامج
الرقص تتخلله فواصل غنائيه كنا نملاْها بانواع من الغناء الشعبي
المرحوم عب الرحمن خضر ) وصلاح عبد الغفور وسعد عبد الحميد ،
مقامات عراقية - جالغي - وانا لغناء البادية - العتابة والسويحلي - على
ربابتي فقط برنامج الفرقة الان يتضمن المقام وغناء الريف وغناء
البادية اضافة الى الرقص
س:- هل افادتك هذه الفواصل التي تقدمها - وهي قصيرة بالطبع - في تطوير فنك
ج:- أفادتني اولا في نشر غناء البادية على اوسع نطاق من خلال الرحلات
الفنية الكثيرة والمشاركة في معظم المهرجانات الدولية في العالم .. وحصلت
على شهرة واسعة في هذه المشاركات وافادتني ثانيا في البحث عن نصوص
غنائية وممارسة التأليف الارتجالي على المسرح
بالمناسبة فأن جبار أصبح متمرساً في تأليف العتابةالتي يقدمها على المسارح
العراقية والاجنبية ، والمدهش أني وجدت أخته الحاجة زكية شاعرة ممتازة
تقرأ المرددات الشعبية في المجالس والمناقب النبوية وتؤلف قصائد الشهداء
الابرار وتتقن طقوس المواليد
س:- قلت له لابد انك تستفيد من الحاجة زكية في العتابة اليس كذلك ؟
لكنها أسرعت بالاجابة قبله كونها هي التي تأخذ عنه بعض الاشعار
و( العتابات ) المناسبة لكل حفل
وبين كل سؤال وجواب تقريبا كانت فترة انقطاع قصيرة يصنعها صياح
طفل او نداء تلفون او اوامر الفنان الذي يبدو في الغالب عصبيا داخل
البيت .. وهو ما أكدته زوجته حيث تقول
- ابوعلي اب في البيت قبل ان يكون فنانا يهتم بمشاكل ابنائه وامورهم
واحتياجاتهم
وسألتها : - هل يمارس ابو علي تدريبه على ألته في البيت وهل يشكل
هذا التدريب مصدر ضجر للعائلة ؟
قالت :- ليس دائما ونحن نحثه دائما على مواصلة العزف لتطوير فنه.. ونفرح
كثيرا عندما نجده يقفل باب غرفته ويعزف على الربابة
ويعود جبار ليذكرني بما كتبته احد الصحفيات الاسبانيات حين قالت
زرياب الثاني - يعود الى الاندلس حاملا الة الرباب ذات الوتر الواحد
ليقدم سحر الغناء الاتي من البادية
عــن هذه الاـلة التي رافته أكثر من ربع قرن سألته :-
الا تعتقد أنها فقيرة في عطائها الصوتي على المسرح وخاصة بدون جهاز
التكبير ... كيف يتناسب صوتها مع صوتك القوي ؟
أجاب :- في الحفلات المسرحية أحاول جعل صوتي متناسبا مع صوت الالة
يخدمني في ذلك صوت المايكرفون .. ومرة حاولت في مهرجان رين
الفرنسي أن ، اضع مع الالة لاقطة صغيرة ترتبط مع المايكرفون
اي( جعلتها مكهربة ) فاعطت صوتاً أدهشت الحاضرين
أذن حاولت ! أن تهجن الالة التراثية .... اليس هذا تشويها ؟
اجاب :- كانت محاولة ليس الا ... فرضتها الضرورة وسموها انذاك
كيتار الرباب - ولم استخدمها مرة ثانية
س:- هل جربت ان تترك الربابة وتغني مع فرقة موسيقية ؟
غنيت بعض الالحان بهذه لطريقة - ياعين موليتين واغنية ياهودج
للملحن محمد نوشي ، شدو الهمه وشدو الحيل ، واعتقد لو توفر المؤلف
والملحن لاغنية البادية لقدمت الكثير من هذا اللون
س :- أيهما اكثر صعوبة مع الربابة ام مع الفرقة ؟
أجاب :- مع الربابة طبعا لانها خلقت للدواوين وليس لحفلات المسرح
والمطرب لايستمر كثيرا في الغناء مع هذه الالة ، بينما يمكنه أن
يستمر ساعات مع فرقة موسيقية .. في أمريكا مثلا غنيت ساعتين
مع الة الارغن الكهربائي ولم أشعر بالتعب
ولكي أستفز جبار عكار سألته :- الا تعتقد انك مطرب ريفي لاتجيد
العتابة مع اغاني الريف ، أما غناء البادية فهو السامري والكصيد
والحدي والركباني والهجيني ... الخ ؟
أجاب بهدوء الواثق من فنه ... وماذا تسمي عبد الله الفاضل مطرب
العتابة المشهور هل هو مطرب ريف أم بادية ؟
قلت العتابة في بادية الشام أغنية صحراء بالدرجة الاولى اما هنا
فثمة انواع اخرى تجعل العتابة لونا ثانويا
أجاب جربت جميع الوان العتابة السورية والاردنية واللبنانية وهي
لاتختلف عن بعضها البعض سوى بطريقة الاداء
وسالته :- من هم مطربو البادية عندنا ؟
اجاب :- ابو جيشي ، وأنا ، وأبن عمشة الشمري
س :- لنكن أكثـــر صراحة من هو افضل الجميع ؟
اجاب :- أبو جيشي الافضل في عزف الربابة وانا في تلوين الاداء
والصوت الذي امتلكه وكثرة ما احفظه من الالوان الثلاثة الرئيسيه
--- ولكن ثمة اخرون غنوا هذه الالوان فهل لك رأي فيهم ؟مثلا
طالب السامرائي؟
يؤدي العتابة لكنه مقرء مواليد
عبد الجبار العباسي ؟
غنى العتابة ضمن اسلوب المقام العراقي فهو مطرب مقامات
أبراهيم العبد الله ؟
غنى العتابة عن طريق المحمداوي وهو لون من الغناء الشعبي في
الجنوب افضل له ان يؤدي الاغنية الحديثة
حميد منصور ، رضا الخياط ، حسين نعمه ، محمود انور ..الخ
هولاء لايمثلون غناء البادية ولكنهم يستعينون به في حفلاتهم اليومية
العتابة عندهم ليست لها هوية محددة او لا تنتمي لجغرافية محددة
س :- لماذا يغنونها أذن ؟ أنهم مطربوا اغنية حديئة ؟ ونفس الشيء لماذا
تغني الاغنية الحديثة وانت مطرب بادية ؟
ج : - لانها مطلوبة جماهيريا بل ان بعضا منهم لايستمعون الى فنان الا
اذا قدم الوان الريف والبادية .. اما انا فقد غنيت الوان جديدة مع الفرقة
الموسيقية لاكنها تستلهم غناء البادية
جبار .... الا تعتقد انك تكرر نفسك في بعض حفلاتك نفس الابيات
الشعرية ... نفس العتابة .... نتذكر ان حضيري ابو عزيز كان يذهب
لفترات قصيرة الى الريف ليستمع غنائهم ويصوغها من جديد بادائه
الرائع الم تحاول ان تنتقل ( بحصانك الحديدي ) الى البادية لتسمع
اغانيهم وتعيد تهذيبها وأدائها ؟
أجاب :- حاولت أكثر من مرة، ولكن تعلم أن الحضارة شملت حتى
أبعد منطقة في الريف والبادية ونادرا ماتحصل على رواة بل أن الطريف
في هذا الامر أني وجدت بعضهم يؤدي نفس الاغاني التي اقدمها أنا
أو ابوجيشي ثم أن مطالب الحياة المتعددت والمتشابكة تختلف عما كانت
عليه في الخمسينات والاربعينات ، لذلك أتجهت الان للاستعانة بالملحنين
والمؤلفين ، وأعتقد اني ساقدم اعمالا ذات مستوى لو توفرت النصوص
الجديده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق