يستطيع بمعونتهما أن يطير في فضاء التقرب الى الله .
والخوف والرجاء (( طبعا الخوف من الله والرجاء منه تعالى )) وهما مطلوبان
لتكاملهما وليس لتقابلهما . لان الخوف يقابله ( الامن ) والرجاء يقابله (اليأس)في
الامن ) تستقر نفس المريد وتستكين فتفارق المجاهدة والرياضة . فمن ناحية
ثانية ضرورية يظهر ( الخوف ) منبها لحال ( الامن ) وباعثا ومحركا للمجاهدة
ومهما كبر ( الخوف ) لايجب ان يصل الى درجة (اليأس) لانه ( كالأمن) تماما
ركود وجمود . لذلك يتدخل الرجاء ليوازن بين الخوف واليأس
قال الامام الصادق عليه السلام - لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا - وقال
أيضا - لايكون العبد مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولايكون خائفا راجيا حتى
يكون عاملا لما يخاف ويرجو . ولهذا كلما ازداد الفاعل معرفة بالله ازداد خوفه
من الله ، لان حال الخوف متولدة من المعرفة ( أنما يخشى الله من عباده العُلماء )و
الهيبة من شرط المعرفة قال تعالى :-(( ويحذركم الله نفسه )) ولهذا يتولد من حال
الخوف والزهد والصبر والتوبة ، ومن الزهد والتوبة ينشأ الصدق والاخلاص
والمواظبة على الفكر والتفكر على الدوام
وكل ذلك ينسحب على العامل للعمل الشرعي الاطمئنان ، والاطمئنان هو هدوء القلب
وذلك نابع من الايمان الكامل ، لان الايمان هو عبارة عن استقرار القلب وطمأنينة
النفس . وذلك ان العبد لما كان طالبا لربه متردداً في طلبه مرة الى الكواكب كالشمس
والقمر ، وهو في ذلك كله متحير لايستقر ولايسكن ، فلما علم الله منه صدق القصد
فاض على قلبه نور الهداية فأستقر القلب وأطمأنت النفس (( ياأيتها ألنفس المطمئنة
أرجعي الى ربك راضية مرضية )) ، أذا عندما تكون النفس مطمئنة في وجود
خالقها ، وعارفة له ( تعالى ) تحصل على السعادة التامة التي لايمكن ان تكون بعدها
سعادة ، وذلك هو الفوز العظيم . وهنا في هذا المقام الاتصال الذي يكون فيه العبد
لايشهد غير خالقه ولايتصل بسره فاطر لغير صانعه . قال ( أبو يزيد ) الواصلون
في ثلاثة أحرف همهم لله ، وشغلهم في الله ، ورجوعهم الى الله ( تعالى ) . وقال بعضهم
الوصول مقام جليل ، وذلك ان الله تعالى اذا احب عبدا ان يوصله اختصر عليه الطريق
وقرب اليه البعيد ، كل ذلك يتم بالاطمئنان التام بأن الله هو خالق كل شيء في الوجود
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق