الثلاثاء، 14 مايو 2019

علة تسمية بحور الشعر - عن الخليل بن احمد الفراهيدي

علة تسمية بحور الشعر - عن الخليل بن احمد الفراهيدي

ذكر الزُجًّاجُ أبن دريد أخبره عن أبي حاتم عن الاخفش 
قال : سألت الخليل بعد أن  عمل كتاب العروض : لم سميتً
الطويل طويلاً ؟  قال لأنه طال بتمام أجزائه ،  قلت : فالبسيط ؟
قال :  لأنه أنبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فًعِلُن وأخره فًعِلُن 
قلت  : فالمديد ؟  قال لتمدد سباعية حول خماسية ، قلت فالوافر ؟
قال : لوفور أجزائه وتداً بوتداٍ  ، قلت : فالكامل ؟  قال : 
لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر 
قلت : فالهًزًجُ ؟  قال : لأنه يضطرب ، شُبه بهزج الصوت 
قلت : فالرجز ؟ قال : لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام
قلت : فًلرًمل ؟ قال : لانه شٌبه برمل الحصير لضّم بعضه الى بعض
قلت : فالسريع ؟  قال :  لانه يسرع على اللسان 
قلت : فالمنسرح ؟ قال:  لانسراحه وسهولته 
قلت : فالخفيف ؟ قال :  لانه أخف السباعيات 
قلت : فالمقتضب ؟ قال : لأنه اقتضب من السريع 
قلت : فالمضارع ؟ قال : لأنه ضارع المقتضب 
قلت : فالمُجتًثً ؟ قال : لأنه اجتُث ، أي قطع من طويل دائرته 
قلت : فالمتقارب ؟ قال : لتقارب أجزائه لانها خماسية كلها
يشبه بعضها بعضاً
وجعل الجوهري هذه الاجناس اثني عشر باباً  ، على أن فيها المتدارك : سبعة
منها مفردات ، وخمسة مركبات ، قال : فأولها ألمتقارب  ثم الهزج ، والطويل
بينهما مركب منهما ، ثم بعد الهزج الرًملُ ، والمضارع بينهما ، ثم بعد الرمل 
الرجز ، والخفيف بينهما ، ثم بعد الرجز المتدارك ، والبسيط بينهما ، ثم بعد 
المتدارك المديد ، مركب منه ومن الرمل ، قال : ثم الوافر والكامل ، لم يتركب 
بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة .  وزعم أن الخليل أنما أراد بكثرة الالقاب 
الشرح والتقريب ، قال : وألا فالسريع هو من البسيط ، والمنسرح والمقتضب 
من الرجز ، والمجتث من الخفيف . لان كل بيت مركب من مستفعلن فهو 
عنده من الرجز طال أو قصر . وكل بيت ركُب من مستفعلن فاعلن فهو من
  البسيط طال أو قصر ، وعلى هذا القياس سائر المفردات والمركبات عنده
والمتدارك الذي ذكره الجوهري مقلوب من دائرة المتقارب . وذلك أن فعولن
يخلفه فاعلن ويخبًنُ فيصير فًعٍلن ، وشعر عمرو الجني منه ، وهو الذي يسميه
الناس اليوم الخًبب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق