علة تسمية بحور الشعر - عن الخليل بن احمد الفراهيدي
ذكر الزُجًّاجُ أبن دريد أخبره عن أبي حاتم عن الاخفش
قال : سألت الخليل بعد أن عمل كتاب العروض : لم سميتً
الطويل طويلاً ؟ قال لأنه طال بتمام أجزائه ، قلت : فالبسيط ؟
قال : لأنه أنبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه فًعِلُن وأخره فًعِلُن
قلت : فالمديد ؟ قال لتمدد سباعية حول خماسية ، قلت فالوافر ؟
قال : لوفور أجزائه وتداً بوتداٍ ، قلت : فالكامل ؟ قال :
لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من الشعر
قلت : فالهًزًجُ ؟ قال : لأنه يضطرب ، شُبه بهزج الصوت
قلت : فالرجز ؟ قال : لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام
قلت : فًلرًمل ؟ قال : لانه شٌبه برمل الحصير لضّم بعضه الى بعض
قلت : فالسريع ؟ قال : لانه يسرع على اللسان
قلت : فالمنسرح ؟ قال: لانسراحه وسهولته
قلت : فالخفيف ؟ قال : لانه أخف السباعيات
قلت : فالمقتضب ؟ قال : لأنه اقتضب من السريع
قلت : فالمضارع ؟ قال : لأنه ضارع المقتضب
قلت : فالمُجتًثً ؟ قال : لأنه اجتُث ، أي قطع من طويل دائرته
قلت : فالمتقارب ؟ قال : لتقارب أجزائه لانها خماسية كلها
يشبه بعضها بعضاً
وجعل الجوهري هذه الاجناس اثني عشر باباً ، على أن فيها المتدارك : سبعة
منها مفردات ، وخمسة مركبات ، قال : فأولها ألمتقارب ثم الهزج ، والطويل
بينهما مركب منهما ، ثم بعد الهزج الرًملُ ، والمضارع بينهما ، ثم بعد الرمل
الرجز ، والخفيف بينهما ، ثم بعد الرجز المتدارك ، والبسيط بينهما ، ثم بعد
المتدارك المديد ، مركب منه ومن الرمل ، قال : ثم الوافر والكامل ، لم يتركب
بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة . وزعم أن الخليل أنما أراد بكثرة الالقاب
الشرح والتقريب ، قال : وألا فالسريع هو من البسيط ، والمنسرح والمقتضب
من الرجز ، والمجتث من الخفيف . لان كل بيت مركب من مستفعلن فهو
عنده من الرجز طال أو قصر . وكل بيت ركُب من مستفعلن فاعلن فهو من
البسيط طال أو قصر ، وعلى هذا القياس سائر المفردات والمركبات عنده
والمتدارك الذي ذكره الجوهري مقلوب من دائرة المتقارب . وذلك أن فعولن
يخلفه فاعلن ويخبًنُ فيصير فًعٍلن ، وشعر عمرو الجني منه ، وهو الذي يسميه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق