السبت، 11 مايو 2019

شذرات وفواصل - فرديريك نيتشه / الجزء الثاني

شذرات وفواصل - فرديريك نيتشه / الجزء الثاني

كما ذكرت في الجزء الاول 
تشكل  هذه الشذرات الفصل الرابع من كتاب - ماوراء الخير والشر لفردريك نيتشه
المولود في 15 اكتوبر 1844 ولمتوفي قي 25 اغسطس 1900 مملكة بروسيا - المانيا 
والنص المعتمد هو الترجمة الفرنسية لهذا الكتاب والتي اشرف عليها كل من جيل ديلوز 
وموريس دوغوندياك وصدرت عن دار غاليمار - ضمن سلسلة شملت كل ماكتبه نيتشه 
تقريبا وصدر ماوراء الخير والشر ضمن هذه السلسلة في عام 1970 . في هذا الفصل 
اقوال حكمية تمتزج فيها السخرية واللوذعية والحكمة والاستغوار السايكلوجي بالروح

الشعرية الفياضه فلنقرأ بعضها في هذا الجزء الثاني والاخير

ان الجزء الاسفل من الجسد ،الواقع تحت الحزام
 هو مايجعل الانسان لايحسب نفسه الهاً بسهولة
حينما لايكون الحب والكره طرفين في اللعبة تغدوا ألمرأة لاعبة فاشلة


في الانتقام كما في الحب المرأة أكثر وحشية من الرجل
في اليقضة كما في النوم نبدأ على هوانا 
بابتكار وتشكيل الشخص الذي نتحدث معه  كي
 ننسى سريعاً اننا نبتكر
يريد غرورنا ان يكون افضل مانقوم به باعثا 
على اشد الالم : ذلك منشيء اخلاق شتى
يخدع الرجل والمرأة احدهما الاخر ، الامر 
الذي يدل ان لا احد يجد سوء نفسه ولا يراعي
 الا أياها (( أو مثاله الخاص
 ، بعبارة أكثر مجاملة ))وهكذا يتمنى الرجل امرأة
 الوديعه ، الا أن المرأة مثل القطة تمثل نقيض 
الوداعة من جوهرها مهما دربت نفسها ، 
على أن تظهر بمظهر الكائن المسالم
أذا ماقارنا اجمالا بين المراة يمكن القول ان
 المرأة لاتمتلك سحر الانوثة لو لم تحسن 
الاحتفاظ غريزيا بدورها الثانوي

نادر هو الجنون عند الافراد الا انه قاعدة شائعة
 بالمقابل في مجموعة ، وفي حزب وشعب وعصر
انما التفكير بالانتحار عزاء قوي لانه يساعدنا 
على اجتياز العديد من الليالي التعيسة
ان المتناقضات ، والحماقات ،والشك المرح ، 
والسخرية تدل دائما على امارات العافية والصحة  :أذ
يتعلق كل نوع  من انواع المطلق بعلم الامراض
يتنامى حس التراجيديا ويضمر مع الشهوانية
حث الجار على ان يتخذ رأيا حسنا بصددك ، وان
 يصدق ذلك الرأي بسلامة نية من ذا يعادل النساء
 في هذه السكونية؟


كل أمراة حقيقية ترى من العلم مساسا بالحياء ، يتراءى
 لها ان المرء يريد النظر الى ماوراء الجلد ، بل
 الاسوء، الى ماتحت الرداء والحلي  

احدهم يبحث عن رجل يساعده  في استيلاد افكاره 
 وأخر يبحث عن رجل ليسدي له المساعدة من هنا
 يتولد حوار مثمر

ان غريزتنا الاشد قوة ، والطاغيةالذي نأويه في
 دواخلنا ، لا تستبعد عقلنا فحسب وانما 
ضميرنا كذلك
لقد دست النزعة المسيحية السم لأيروس :  لم يمت 
من جرعتها الا انه انحط متحولا الى - الرذيلة
يكشف الحب عن الصفات السامية الخفية عند
 من يحب ، وماهو نادر وأستثنائي ولهذا يخدعنا
 ايضاً بسهولة بصدد ماهو عادي عند المحب

تكاد الشفقة ، لدى رجل نذر نفسه للمعرفة ، ان
 تكون مضحكة مثل أيد هزيلة في جسد عملاق

يحدث ان يعانق المرء ، حبا في البشر ، اول قادم 
 لتعتذر معانقة الجميع ، الا ان ذلك تحديداً 
مالايتوجب الافصاح عنه لاول قادم 
أيها النفعيون ، أنتم كذلك لاتحبون النفعي بأعتباره
 ناقلا لمراميكم فهل تجدون ضجيج عجلاته لايطاق ؟
في نهاية المطاف نحن نحب رغباتنا : لا ماكنا نرغب فيه


غرور الاخرين لايثير نفوذنا الا حين يصدم غرورنا الخاص
لعل مامن احد كان صادقا بما يكفي ليقول لنا ماهو الصدق
انهم يرفضون التصديق بحماقات الاذكياء : ياله من انتهاك لحقوق الانسان  !


ان نتائج افعالنا موبخة من دون اهتمام بمعرفة ما 
اذا  كنا اصلحنا غلطتا في الفترة الفاصلة
ثمة براءة كامنة في الاكذوبة  وهي دليل 
على نقاء السريرة


لابد لمن يصارع الوحوش ان يحترس من ان لايصبح
 هو نفسه وحشا
واذأ نظرت الى الهاوية طويلا ، نظرت اليك هي أيضا


تقول العبارة الاكثر عفة في كل ماسبق لي سماعه
 في الحب الحقيقي ، النفس هي التي تغلف الجسد


حينما تظهر امرأة ميلا الى العلم ، ذلك يدل عادة 
على انه شيئا ما في الناحية الجنسية عندها غير
 طبيعي والعقم معد سلفا لذكورية مافي الذوق . وفي
  الحقيقة فان الرجل هو ، ومع الاعتذار -الحيوان العاقر
كل شيء حول البطل يغدو تراجيديا ، وحول نصف
 الاله يغدو دراما هجائيه ( ساتيريه ) ماذا حول الرب أذن ؟
 كل شيء يغدو عالما ؟
لايكفي ان يمتلك الموهبة ، يلزمه أخذ أذنكم - اليس كذلك يا أصدقائي ؟
ان مايصنعه الحب يظل متحققا فيما وراء الخير والشر
حينما تنقب شجرة المعرفة ، يوجد الفردوس )): هكذا
 تقول الثعابين ، اكبرها سنا واصغرها
اننا نجعل من انفسنا سذجا  اكثر مما نحن عليه في
 نظرنا : وذلك يريحنا من معاصرينا


الخطر في السعادة - (( كل شيء يدور لصالحي - وانا 
اليوم احب اي قدر كان : فمن يرغب ان يكون قدري ))؟

ما ان يتخذ المرء قراره حتى يغدو لزاما عليه ان 
يغلق اذانه بوجه افضل الاعتراضات - هنا يكمن الدليل 
على طبع حازم ولذا لابد من الرغبة في الحماقة عند الضرورة
ان ارادة الترفع على احد الاهواء ليس في نهاية 
المطاف سوى ارادة افساح المجال لهوى اخر 
 او لعدة اهواء
الفترات العظيمة في حياتنا هي تلك التي نجد فيها
 الشجاعة على ان تدعو ماكنا تدعو باسوء جوانبها ، بجوانبها المثلى
حينما يتوجب علينا ان نغير رأينا لصدد احدهم ، 
فأن حقدنا عليه يشتد للازعاج الذي سببه لنا 
ان يبدو المرء متاثرا بالمديح ، ماهي الا تقاوة قلب في
 بعض الاحيان وهي النقيض من الغرور في الروح
الانسان الذي لايحسن ايجاد الطريق الى مثاله الخاص 
يعيش حياة اكثر طيشا وتغطرسا من الانسان الذي لامثال له
يبدأ المرء بالاحتراز من من بعض شديدي 
الذكاء ، حين يراهم متضايقين
ان الابتلاء بتجارب مخيفة يؤدي الى التساؤل عما اذا
 لم يكن من يعيشها شيئا مخيفا هو الاخر
بارد وثلجي حتى ان الاصابع تحترق عند 
ملامسته ، ولهذا السبب لاغير يحسبه الكثيرون متأججا
لأتنطوي البشاشة على اية كراهية للبشر ، لكنها
 من جراء ذلك تحديدا تنطوي على الكثير من
 الاحتقار لهم
بلوغ النموذج المثالي يعني، تخطيه في الوقت نفسه
ليس الاقتدار هو الذي يخلق الانسان المتفوق ،وأنما
 ديمومة الاحساس المتفوق
الحكيم بوصفه فلكيا - لن تكون لك باصرة - المعرفة 
،مادمت تشعر بالنجوم فوق رأسك 


حين تنفرد بطبع ، فذلك يعني اننا نتميز بتجربة
 نمطية تتكرر على الدوام
يسيء المرء النظر الى الحياة ان عجز عن رؤية
 السيد التي تقتل بالف تدبير 
المعرفة لذاتها - هوذا اخر فخ تنصبه الاخلاق ، وهكذا 
نقع الوقوع كله في احبولتها ثانية 

لو لم يتوجب التغلب على الكثير من الحياء للوصول
 الى المعرفة لاصبحت الاخيرة اقل اغراء 
تتواحد طبيعة الجنس ودرجته حتى في مناطق 
 الذهن الاكثر علواً
ان نفسا تعرف انها محبوبة من دون ان تحب 
بالمقابل ، تكشف عما تحتويه من نقالة 
راسبة - اذ تطفو على السطح اغوارها


تصلح  المباديء لاضطهاد العادات او لجعلها شرعية
 او لتقريضها او لجلدها او لمواراتها ولذا قد يبتغي
 رجلان  يؤمنان بالمباديء نفسها ، الوصول الى 
  نتيجة متناقضة تماما
من الفضاعة ان يموت المرء عطشا وسط البحر ، 
هل ينبغي لكم اذن ترسيخ حقائقكم لدرجة لاتعود 
معها صالحة لاطفاء العطش؟ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق