الأحد، 19 مايو 2019

عائلة مبدعة محمد ياس وابنتاه نادية وفادية

الفنان محمد ياس وابنتيه نادية وفادية

المجلة هي الموقف الثقافي  العدد 30 السنة الخامسة صادر عام  2000

قاعة ابعاد للفنون
عائلة مبدعة ... محمد ياس وابنتاه .. نادية وفادية


اقيم في في قاعة ابعاد للفنون المعرض المشترك للفنان محمد ياس وابنتيه
الموهوبتين نادية وفادية - وقبل هذا المعرض لم يتح لنا تفحص تجربة اي
واحد منهم على الرغم من مشاركاتهم في هذا المعرض او ذاك ولكن ذلك
لايمنع من القول ان هؤلاء الفنانين- كل بطريقته الخاصة- كانوا يثيرون
الانتباه في اي معرض يشارك فيه احدهم
اول مايستحق الاشادة في هذا المعرض هو خصوصية كل واحد منهم موضوعا
واسلوبا دون ان نلمح ظلا لاحدهم على الاخر برغم انهم عائلة واحدة وفي
بيت واحد وتلك المسالة بمفردها تحسب لصالحهم. واللافت 
ايضا أن الفنان
محمد ياس ( 1918 ) الذي تخرج من معهد الفنون الجميلة - قسم الرسم
المسائي ( 1958- 1959 ) لم يقم معرضا شخصيا له ، وهو الجدير بذلك
دون ريب بحسب اعماله التي شاهدناها في هذا المعرض ومشاركاته
السابقة .... لماذا ؟ أعمال هذا الفنان محمد ياس نفذت جميعها بمواد
مختلفة ( رمل -حصو -حديد- غراء ) وبأسلوب تجريدي رمزي أقرب الى
روحية النحت ( رليف ) وتساعده هذه المواد على تعزيز هذه السمة ويفيد
هذا الفنان الذي يعمل على هامش الـ تشبيه ، من مجموعة من الرموز
 كالشمس والطريق والارض والنبات والاشكال الحيوانية او الانسانية
 مثلا وهو يجمع بين الاشكال التشبيهية التي يمكن التعرف على هيئتها
من الاشكال المجردة حيث تداخل بعضها ، وهو بهذا يؤكد مفهوما اسطوريا
حادا على الرموز الدالة التي ينطبع بها عالم تصويري خفي وساحر بشاعريته
وعالم هذا الفنان يظهر للوهلة الاولى ، وكأنه تصويري ، الا انه في
الحقيقة رهين باللحظة ويمكن التعرف عليه حين يسعى الى منطقة الانحلال
والتفكك والخراب لان جميع الاشكال في اعماله تحتوي على ديناميكية
داخلية تشخص لنا تفكك وتجزئة الحركة : ولكن الغريب عند - محمد ياس
  انه _ في بعض أعماله يخلط بين عالمين متناقضين محتوى واسلوبا كما
في لوحة رقم (3) التي قسمها الى قسمين - دون مبرر - حيث نشاهد في
جزء منها أمرأة عارية معاصرة الملامح بينما نلاحظ في الجزء الاخر
بعض المفردات والرموز التراثية مما احدث خللا كبيرا في انشاء اللوحه

أما الفنانة نادية 

التي نفذت جميع اعمالها بزيت على القماش فقد ركزت
على ثيمة ( الفقدان ) وربما الخواء حيث كانت جميع اعمالها لاتخلومن
قميص خال من الانسان  ، ونلمح في بعض (القمصان ) بعض اشلائه
كالقدم او الكف دون حركة - ربما الحاح  فكرة ما على هذه الفنانة جعلتها
تعبر عنها بهذا الكم من الاعمال حتى اوقعها ذلك في التشابه بالرغم من
امكانية معاملتها- كسيناريو .. او تنويع على قيمة واحدة ... وربما يبرر
ذلك ان عناصر الفن مثل العناصر الديناميكيه في الطبيعة ليس لها وجود
بمفردها بعيدا عن المواقف التي تبدو فيها ، حيث العلاقات ، تأخذ شكلا
من خلال العلاقات ... ويمكن أن نلاحظ في
 أعمال نادية أن الشكل يرتب
عناصر العمل على نحو من شأنه أبراز قيمتها الحسية وقدرتها التعبيرية
فضلا على ذلك فأن التنظيم الشكلي له في ذاته قيمة جمالية كاملة والحق
ان نادية ابدت مهارة في الانشاء وبناء الموضوع ، وفي معاملتها اللون
الذي كان مشغولا بشكل ينم عن قدرة اكاديمية طيبة
وعمدت الفنانة فادية 

الى تغير الاطار الصارم الجامد بادخال الحركة اليه
هذه الحركة التي اتخذت محورها الاساس على عملية خداع البصر مفيدة
من التلاعب بالالوان المتباينة واحيانا النتوءات ى، وهي تضع الفضائية
في مكانها المناسب من اللوحة ، وتشير الى الضوء بخطوط ملونة سهلة
ودقيقة تشكل  باوضاعها احساسا بالحركة والارتجاج في اللوحة وتعطيها
نوعا مختلفا من التوتر . الذي ينسجم مع التخطيط الملون ، حيث تتجه
فضائية اضافية في جانبي كل خط .. كما أنها تبني لوحتها على اساس
احداث الاخاديد والتشقق في اجزاء تحددها وتبحث في اغنائها . وتحقق
في ذلك ، شخصية تقف متموجة مثل الرمال وصامته مثل الحجر الصلب والحياة  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق