الرسام العالمي Joan Miro خوان ميرو
رسام اسباني ولد في مونترويج 1893... كان يستنكر مايلحقه النقاد برسومه
من صفات تجريدية كان اكثر رسامي عصرنا شمولية وعالمية وهو
واحد من اهم الذين اكدوا ان الابداع لاوطن له ، الابداع وطنه العالم
رسام يصعب وصفه ويصعب تصنيفه، ذلك لانه عن طريق الرسم
أحتفظ - بطفولته - ليس على مستوى اللعب كما كان يفعل بيكاسو ، بل
على مستوى الكفاءة الداخلية . كانت الاشياء تنظر اليه طفلا ولذلك
اعطته مايمكن ان لا تعطيه سوى لطفل . خدعها وهي في لحظة سعادتها
وماتزال كذلك بدأ تأويليا . وهذا ماجعل سروره بالمناظر الريفية ياخذ
شكلا سحريا . وحين وضعه السحر امام الاشارات الدالة عليه لم يفارق
الواقع . حرصه على انتمائه للواقع كان دائما تميمته التي تنقذه من الجميع
حين اتصل بالسوريالية وهي في سنة ميلادها كان اشتقاقا سرياليا علــى
حد تعبير ( لوغران ) حين أجتاز المنطقة التكعيبيه وصل الى الشعر
لقد نظر باعجاب الى تجربّتي ( جورج براك ، وبابلو بيكاسو ) غير ان
حريته كانت اقوى من انتماءاته الموقنة . فكان ان تحرر من الاشكال
البنائية بخطوطها المستقيمة ليلجأ الى خطوطه الاكثر تحرراً وتموجاً وكان
ان شهدت باريس في عامي ( 1925-1926) ) رساما يبحث عن التناغم
العفوي - والصدفة ، وصفاء الالوان في حين كان شغلها الشاغل تكعيبيوها
بكل ما بلغته خطوطهم من قسوة وحدة . كان ميرو بمثابة الموسيقى
المنسابة بلا حدود وسط النشيد الجماعي . هل كان ميرو رساماً واقعياً
أم تجريدياً سحرياً؟ أعترض ميرو على صفته تجريديا . اليس هو الذي
اخذ من الانسان الرأس أو العين والانف ومن عالم الحيوان الكلب والقطة
والحية ومن العالم الكوني النجوم والاقمار والشمس . الايكفي ذلك ليؤكد
واقعيته ؟ نمر خفيف الظل مرّ بعالمنا سبب الرعب حين مر ولكنه ترك
خفته وراءه . ذلك هو وصفي لميرو . الذي كان يعرف ان خفته اكبر من
ان يلمحها معاصروه .
لقد ترك وراءه عالما يكتنفه الغموض والصمت . عالما امتزجت فيه
اعلى درجات الاحساس والمزج ، من الصمت العميق الى البهجة الخفيفة
انه عالم ميرو الذي لايشبه أي عالم أخر . غير أنه يشبه عالم نًحنُ اليه
عالماً أفتقدناه ، عالماً نظن اننا سنعود اليه ، عالم أحلامنا
توقنا ، والاهم ، أنه العالم الذي اخترعه ميرو ، فلولاه لما كنا نعتقد ان عالمنا
سيكون كذلك . هل نقول لبعضنا أنا نفتقد ذلك الشيخ الصامت ، القصير
الذي لم يخن زوجته ، الهادى الذي مرًّ بالعاصفة ، الذي مسنا برقة
وأختفى ، وكنا نظنه خالداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق