حين صعدت (( سمير أميس )) على عرش بــابــل وأشور بعد موت
زوجها((نينوس )) لم تكن قد تجاوزت العشرين كثيراً وكانت - كـما ،
حفظ ذلك التأريخ أكثر من الفي عام لنا- آيــة من آيـــات الحسن والجمال
حتى قيل وقتها لفرط فتنتها وعذوبتها ، أن هذه الانثى الساحرة لن
تقوى على الجلوس على كرسي الحكم وتتحدث مع القادة والحكام
ولكنها لم تترك الوقت ينقلب عليها ، فكانت تغادر غرفة زينتها وحيدة
تاركة وصيفاتها وراء الباب لتلتقي مباشرة بالقادة الكبار وذوي
السلطة والشأن في البلاط . وراح هـؤلاء ينتظرون كل صباح - وهم
محمومون - لحظة يطل عليهم هذا الملاك الساحر فتخفق قلوبهم
قلوبهم ويتحولون الى عشاق ولهين . وحين لمست( سميرا ميس) كل
ذلك وعرفت ان باستطاعتها أن تّحول أضعف رجالها في البلاط
الى أسود كاسرة راحت تشد على هذا الحبل شداً محكماً ثم تجاوزت
. أبواب البلاط ومجالس القادة وأختلطت بالجنود فأصاب عطرها
وسهام عينيها الحالمتين ، الجارحتين الأف القلوب الخامدة
المنطفئة فأشعلت فيها النار واتسع الحريق حتى صار طوفاناً هائلا
من اللهب وفي هذا الجحيم الفائر من العشق كانت (سميراميس) تمتطي
جوادها وتمتشق سيفها وتتقدم رجالها لتغزو العالم وفي ذات مساء
وبعد ان وصلت جيوشها الى البحار الخمسة سألتها وصيفتها الاولى
مشفقة عليها :- الى متى ستظل سيدتي وحيدة ؟ اليس هناك من
الملوك والقادة من يليق بها ؟
ولكن سميرا ميس الصغيرة الحالمة المسرفة في زينتها تظل
صامتة : تتكســـر جفونها من الحيّاء حتى يــُخيـّل للوصيفة الاولى
أنها تخفي في قلبها سراً صغيراً دافئاً لاتقوى على البوح به
وحينما الحت عليها كثيراً رفعت رأسها بجلال لتقول : مــن
أتـزوج منهم ؟ وكيـــف لـي أن أطعّن جيشاً من العشاق يعتقد كُّل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق