الأربعاء، 19 يونيو 2019

روميو وجوليت هل جاءا من بابل ؟

روميو وجوليت هل جاءا من بابل ؟
بأختصار : أوفيد وهو (شاعر روماني قديم  )  نقل حكاية عن هيرودتس 
وهيرودتس أخذ الحكاية من بــابــل  حين زارها في رحلته الشهيرة
أما (شكسبــير ) فأغلب الظن أنه قرأ بعض  اوفيد في الاصل اللاتيني
غير أن من المؤكد أنه قرأ ترجمة ( غولدنغ ) كاملة . فهناك ناقد معاصر
له  يدي فرانسيس ميرز قال ( أن نفس أوفيد العذبة مازالت حية عند
شكسبير ذي اللسان المعسول )  . ومع ذلك فثمة مواضع في شكسبير  تدل
على التاثر المباشر  بمادة اوفيد 
وقد تكون اشهر الامثلة على ذلك  التقليد لقصة بيراموس وثيزبي ، والتي 
دارت أحداثها في بـــابـــل ، تشبه الى حد بعيد مسرحية روميو وجوليت 
لتقرأ أذن  : عنوان النص ((  بيراموس وثيزبي )) و
بيراموس  :-   هو الفتى العاشق 
وثيزبي  :- هي الفتاة العاشقه
في قديم الزمان كانت شجرة التوت الاحمر  بيضاء كالثلج وأستحال لونها
بصورة مأساوية وفريدة الى اللون الاحمر  بسبب موت عاشقين شابين هما
بيراموس   و  ثيزبي
كانا أجمل فتى وأجمل فتاة في بــابــل .... بابل مدينة الملكة سمير أميس 
وفي بيتين متجاورين جداً لايفصلهما  الا جدار. نشأ الفتى والفتاة منذ
طفولتهما ، وترعرعا معاً حتى كبرا وعشقا أحدهما الاخر 
وقررأ  أن  يتزوجا لكن والديهما حالا دون ذلك  وحرما عليهما الزواج 
. على أن الشيء الذي لم يستطع والدهما منعه هو تلك النار التي اتقدت
في قلبيهما . وكانا كلما أخفيا حبهما عن الناس تأججت نيرانه اشتعالا 
في قلبيهما . وكان في الجدار الفاصل بين داريهما شق لم تلحظه عين  طوال
السنوات العديدة  التي اعقبت تشييد الدارين ، وكان العاشقان  اول من 
اكتشف هذا الشق ، وما لبثا أن اتخذا منه واسطة لتبادل احاديث  الهوى 
والغرام في طمأنينة :  وأصبح ذلك الجدار البغيض الذي يفصل بينهما 
هو نفسه السبيل الذي يوصل بين  قلبيهما . وكم حدثا الجدار قائلين : كم
تضيق ايها الجدار الغيور بعاشقين عندما يجتنعان فتقف بينهما سداً منيعاً
ما أهون عليك ان تحقق لنا ماننشد هلا أفسحت لجسدينا ان يتعانقا ؟ وهكذا
كان يجري حديثما اليأس عبر  شق الجدار . حتى اذا هبط الليل ودع  أحدهما
الاخر ، وكانا لعجزهما من لمس بعضهما الاخر يتكئان على الجدار ويقبلانه
كل من جهته ، لكن قبلاتهما لاتصل الى شفاه بعضهما البعض . حتى قررا   أن
يتسلــلا من منزليهما تحت جنح الظلام  في مأمن من العيون ... واتفقا على  الالتقاء
في مكان يعرفانه كلاهما .. بالقرب من مقبرة نينوس والاختباء في ظلال شجرة
التوت  المزدهرة  ذات الاوراق  الكثيفة والثمار البيضاء  التي  بجوار  الينبوع العذب
وحينما حل الليل تسللت ثيزبي  من دارها متخذة طريقها الى المكان الذي أتفقا عليه 
وقصدت المقبرة . وجلست تحت الشجرة المتفق عليها تنتظر حبيبها - ثيرامس - ولكن
فجأة أبصرت ، على ضوء القمر لبوة قاصدة الينبوع لتشرب منه  وفمها يقطر بدم 
الثيران  التي أفترستها .. وما  أن لمحتها (( ثيزبي )) من بعيد حتى ركضت هاربة 
الى كهف مظلم ... وفي أثناء ذلك سقط عنها رداؤها ... وحينما عادت اللبوة الى الغابة 
بعد أن أرتوت من ماء الينبوع وجدت الرداء الملقى على الارض  فمزقته وتركت على
مزقه بقعا من الدم التي كانت عالقة بأنيابها 
وحينما وصل (( ثيراموس )) الى المكان الموعود أبصر  رداء حبيبته ملطخاً بالدماء
وأثار أقدام اللبوة ظاهرة  في التراب  فبهت للحظة ثم صاح (( فلتشهد هذه الليلة مصرعي
كما شهدت مصرعها ، فقد كانت ثيزبي أجدر بالحياة مني ، انا السبب في موتك يافتاتي
الحبيبه ، أنا اوديت بك ، وحملتك على المجيء بالليل الى هذا المكان المحفوف  بالاخطار
دون أن أسبقك بالمجيء أليه . اليّ أيتها الاسود التي تعيش تحت هذه التلال مزقوني  اربا 
أربا بأنيابكم  القاطعة عقاباً لي على ما اقترفته من أثم . والتقط رداء ثيزبي  ومضى  الى
ظل الشجرة التي كانا سيلتقيان تحتها . وأخذ يبكي ويقبل الرداء ويخاطبه قائلا : (( فلتشرب 
أنت الاخر من دمي )) وماكاد ينتهي من جملته حتى انتزع الخنجر من غمده  وأغمده في 
صدره . فأنفجر الدم من جرحه عاليا وغطى دمه  الارض 
‘ وشرب جذع التوت من دمه
فأصطبغت الثمار المتدلية على الاغصان باللون الارجواني . وكانت
ثيزبي رغم مابها من  الخوف الذي تملكها قد قفلت راجعة الى المكان  المعهود لتجد حبيبها
بيراموس جثة هامدة غارقة بالدم  فما كان من ثيزبي  الا ان غرزت الخنجر الذي كان لايزال
نديا بدماء حبيبها بيراموس ، شفقت الالهة على العاشقين ، كما أشفق عليهما  أباؤهما  فدفنوهما
في قبر واحد ... وشجرة التوت الحمراء ، صارت ذكرى  للحب الصادق 
لقد الف بيرليوز سيمفونيته المشهورة روميو  وجوليت عام 1839 والتي اطلق عليها 
السمفونية المأساوية  وكان يبلغ من العمر 36 عاما . وقد الفها عندما زار مدينة  ( فيرونا ) مسرح أحداث القصة كما أعتقد وماكان بيرليوز يعرف بأن بابــل هي الوطن الام لاحداث هذه القصة التراجيديه 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق