الخميس، 27 يونيو 2019

من قال /المرأة سلعة تشترى من بيت ابيها وسعرها مهرها!

!من قال ان المرأة سلعة تشترى من بيت ابيها وسعرها مهرها
المهر للفتاة ويسلم بيدها لا بيد اي من والديها 

المقدمـة
لعب الاستعمار كثيرا في اغواء شعوبنا الاسلامية وسعى حثيثاً في اضلالها
وتحريفها عن طريق الهدى. واخذ ينصب شرك حبائله والاعيبه في ساحة الامّة متفنّناً
في سبيل السيطرة والهيمنة  على نفوسها  ومقدراتها .. فأستــخدم الاســـاليب المتعدّدة 
للسيطرة على ثروات الدول والشعوب عبر أرهابه السياسي في ادارة الدولة وتسيير 
سياستها حسبما تقتضي المصلحة فتارة يمد نفوذه قسرا مستخدما ارهابه العسكري للحيلولة
 والهيمنة على النظام وأخرى يحكم أرهابه الاقتصادي من أجل  أخضاع الشعوب 
وأرغامهم بالتسليم تحت ضغط المجاعة وبأسلوب خطير وأخير هو غزوه الفكري 
أو( الارهاب الفكري ) حيث يبدء بتغريب العقل المسلم وتحويله الى شخصية داعية 
للغرب. وبوقاً أعلامياً  الى برامجه وخططه
وبدأ الاستعمار بتشويه ونقد الصورة الحقيقية لأيدلوجية المسلم مستعينا برؤى زائفة 
صبغت بأطار الدين  حيث تبدي الاسلام على أنه دين يدعو الى الرجوع والتحجّر وليس 
الى الأمام  والتقدم .وهكذا بدأوا بكتابة المسلسلات والحلقات والمجلات الموسّعة  
 التي تّروج للمفاهيم الغربية  وتُبديها بوجه ساطع ومـــزدهــر
وقد استعان الاستعمار بالاقلام المأجورة التي بدورها تسرّب السموم في عقول 
الشعوب المسلمة ومايدعوا الى الاسف ان هذه الادعاءات التي رّوجت لها
الاجهزة الاعلامية كالمذياع ،الصحف، التلفاز، ومثلت الاسلام   كأفيون للشعوب
 فقد تركت بصمات مشوهة وأثاراً معوقة ترتّب عليها انحراف العديد من الكُتاب
 والشخصيات الاسلامية حيث عدِلوا  عن الاسلام الى فلك الغرب لجراّء ما أصيبوا 
بحالة من الانبهار من حضارة الغرب ودول اوربا ونظروا بعين مادية على أن 
الاسلام عاجز على تحقيق ماأنجزه الغرب وحلفاءه على صعيد الحياة المادية، وتطورّ
العلوم الحديثة  والتكنلوجية 
من هنا ننوه بخطورة وبشاعة التغريب الذي سلخ من امتنا اصالتها وصنعها الى 
شخصية  مادية تسعى لتحطيم اصالتها وقيمها بيدها , وكهذا النوع  من الغزو والتغريب 
وماتميز به الاستعمار الفرنسي  حيث نفذ في كثير من الدول العربية الاسلامية ،كلبنان
والمغرب العربي. حيث بدأ  بتحطيم اكبر قدر  من العادات والتقاليد الاسلامية  وفرض 
البديل المزيف كأشاعة السفور وانحلال المرأة . وبهذا القدر من المحاولة الافسادية 
اصبحت  العادات الاسلامية في مجتمعاتنا مقبورة ومضمورة لااثر لها ومن يتعامل معها
يصبح شاذا  في نظر الاخرين . .. واصبحت قيم الغرب وعاداته مألوفة ومتعارفة، فسادت
مناهجهم التربوية والدراسية في المدارس والجامعات والمكتبات وانتشرت تقاليدهم وزيّ
ملابسهم وطراز بيوتهم وكيفية اكلهم وشربهم  حتى يصل الحال لأقصى درجة من التبعية
في بعض الدول ان تتحول اللغة المحلية ( العربية ) الى لغة اجنبية فتصبح مادة اساسية  في
مناهج التدريس في المؤسسات الحكومية . وأخر المقدمة نشير الى اهم ركيزة نصبها 
الاستعمار هو تسخير النساء  وجعلها اداة ناجحة ومجدية للمخططات الاستعمارية فبدأ بسلب
قناعة المراة المسلمة عن  الحجاب ومن ثم تحويلها الى فعل يساهم في  افساد المجتمع وكان
شعاره في ذلك ذلك ( نحو تحرير ألمرأة ) وأعادة حريتها والمطالبة بحقوقها ويكون اول
حقّ لها ان تنزع ألمرأة عفتها ، وشرفها وتتخلى عن الحجاب ومن ثمّ تكون جسداً محّرراً من
القيود لتمارس عملها الطبيعي في المجتمع والمصنع والمكتب 

الـــمــرأة ومــكــانـــتــها الأنـــسانـــيــــة
كثر الحديث عن مكانة المرأة ودورها في المجتمع ... وأزدادت النظريات الغربية الداعية 
لتحقير المرأة وقالوا لاقيمة لها وانما خلقت لأجل أشباع رغبات الرجل ... ,انها مخلوق لا
يعترف بها الدين الأسلامي من باب الحقوق .... وأستدلوا  بذلك على أن المرأة تأخذ نصيبها
في الارث نصف سهم الرجل ... وشهادة أمرأتين بمثابة شهادة رجل ... ,ان الاسلام جعل لها
ثمناً هو المهر .   وقالوا أنها عنصر الخطيئة  ومن وجودها يدبّ الفساد والشرّ ولها يد في كل
خطأ يقترفه الرجل ... وقالوا  ان الرجل مبرأ من الخطأ وأنّما زوجته تجرّه الى الخطيئة ..وقالوا
أن الشيطان لايجد طريقاً مباشراً  الى الرجل وانّما سبيله الى المرأة فهي التي تخدع الرجل ، 
وأستدلوا في أخراج آدم من الجنة بسبب زوجته  حوّاء  حيث وسوس لها الشيطان  وهي أغرت
زوجها ، وأضافوا كذلك فيما يتعلق باستعدادها الروحي والمعنوي وقالوا أن المرأة لاتدخل الجّنة
وانّها لاتستطيع ان تسموا في المراتب الروحية والدينية ولا تدرك مايدركه الرجل في القرب من
الخالق عزّ وجلّ.... وبهذه الادلة الزائفة حاول البسطاء الدلالة على أن المرأة لامكانة لها فــــي 
الدين أو فـــــي المجتـــمــع

رد  هــــذه الشبهات   

و   ما  يعتقد به الاسلام ان ماوصفت به المرأة هو أجحاف وظلم لحقها ... بأعتبار  انّ الدين 
يساير الرجل وأنّها مخلوق مُكلف بأداء  الواجبات والابتعاد عن المعاصي  والانصراف عن 
الذنوب ، كما هو المطلوب من الرجل 
ولقد وضع الاسلام  المكانة للمرأة  وذلك مادل عليه القرآن  الكريم والاحاديث الطاهرة  التي 
نصت بـأن المرأة نصف المجتمع والحياة ، قال الله تبارك وتعالى :
 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا 
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 
وقال سبحانه وتعالى 
 هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ
وحينما يشير القرآن في بعض آياته ( مثل ياأيّها الناس ) ...و ( يا أيّها الانسان ) .. (وكرمنا بني أدم 
الاشارة هنا لاتقتصر على الرجل دون المرأة ... فالخطاب موّجه لكلا الطرفين ،  وأن قلنا خطاب 
التكريم يتمحور في الرجل دون المرأة فلقد نفينا وجوب الفرائض والواجبات الشرعية لديها ..... بل 
نفينا وجود العقل في المرأة الذي يشكل محور التكريم عن سائر المخلوقات
جاء في الحديث القدسي  
أن (( الله خلق العقل ثم قال له : أدبر  فأدبر ، ثم قال له : أقبل  فأقبل ، فقال الرب وعزتي وجلالي 
ماخلقت خلقاً أحسن منك  ولا أشرف منك  ولا أعز منك ، بك أوحّد وبك أُعبد ، وبك أدعى ، وبك التجي 
وبك أبتغي ، وبك أخاف ، وبك أحذر ، وبك الثواب ، وبك العقاب ))
ولا ننفي ان الاسلام اعطى للرجل بعض المؤهلات مالم  يعط للمرأة  كممارسة القضاء ، 
ورجل بأمرأتين في الشهادة ، وعدم امَّ الرجل في الصلاة  وعدم تقليدها في حال أجتهادها ، وكل ذلك 
لايشير على ان الدين  لايضع اهمية للمرأة حيث لايمنحها بعض الصلاحيات الممنوحة للرجل دونها 
وأنما ذلك يرجع الى طبيعة الخلق والاختلاف السيكولوجي لدى الطرفين 

الــــمــــــرأة  لــــــــيــــــــســـت  ســـلــــعـــة 

ومن قال أن المرأة سلعة تشترى من بيت أبيها فهذا رأي لا يعيه  العقل ، أن الرجل الذي يبحث عن
فتاة تناسبه وتشارك حياته في سرائه وضرائه هذه الفتاة أسمى من أن تكون بضاعة أو سلعة تشترى
ولو كانت سلعة للشراء فلماذا أعطاها الاسلام  قرار الموافقة  وضرورة ادلاء رأيها بأرادتها في 
الرجل المراد زواجه ,,, لكان القرار بيد ابويها هما اللذان يزوجان وان ارادا يطلقان ، غير ناسين أن
الزواج أمر مقدس وليس تجارة وانما بناء مقدس يكون أسرة صالحة تساهم في بناء كيان المجتمع المسلم
ولهذا ان العديد من الاحاديث والروايات تؤكد على امر الزواج ... وذلك لبلوغ ضرورته وأهميته .وأما
ماقالوا بأن المهر يعني شراء المرأة كسلعة  ومن ثم امتلاكها فندل به على أن المهر  نتيجة تدبير  ذكي 
في أصل الخلقة من أجل تمتين علاقة المرأة بالرجل وتماسكها 
ودور كل من المرأة والرجل في مسألة الحب مختلف في اصل الخلقة  وهذا القانون
 يسري - عرفا  - على الوجود بأجمعه أذ يقال أن قانون 
 الحب والجاذب والمجذوب يسري على كافة الموجودات والمخلوقات مع
خاصية مفادها ... ان الموجودات والمخلوقات متفاوتة باعتبار 
ان لكل موجوداً دور خاصاً يجب اداءه .وفي
   هذا الصدد نكتة هامة اشار اليها الشهيد مطهري في كتاب - حقوق 
المرأة في الاسلام - يقول العلماء ( الرجـــل أكثر شهوة من المرأة ) وقد 
ورد في بعض الروايات أن (الرجل ليس اكثر شهوة من المرأة) بل  
 العكس من ذلك ... ألا أن المرأة خلقت اكثر من الرجل قابلية على مقاومة
 شهوتها ... ونتيجة الحديثين  واحدة  ففي كلتا الحالتين
 يكون الرجل تجاه غريزته اضعف من المرأة ... وهذه الخاصية اضفت الى المرأة
ميّزة وهي الا تذهب في طلب يد الرجل ولا تستسلم له بسهولة بل العكس  اضطر 
الرجل الى أظهار حاجته والمبادرة الى جلب رضاها 
 واحترام رغبتها وان يقدم لها هدية ,,, وللمهر جذر مشترك مع حياء وعفّة 
المرأة  فقد ادركت بالهام فطري ان عزتها وأحترامها يقضيان بأن لاتسلم
 نفسها مجاناً ... وقد أدى ذلك كله أن تتمكن المرأة مع 
 ضعفها الجسدي  جرّ الرجل الى ساحتها خاطبا وتدفع الرجال الى التنافس من 
اجلها كما أنها تهمّ بأخراج نفسها من متناول يد الرجل ... وحين ترضى
 بالزواج من الرجل تستلم منه هديةّ  دليلاً على الصداقة ) 


الــــــمهـــــر فــــي  القــــــرآن 

يقول عزّ وجل :
  وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ
أي أعطوا النساء مهورهن التي هي ملك  لهن بايدهن لا بأيدي الأباء والامهات .. أنها هداياكم اليهن 
والقرآن الكريم أشار ألى ثلاث نقاط في هذه اللآية الكريمة 
سمي المهر صدُقـــة  بضّم الدال  (والصدُقة ) مشتقة من مادّة صدق ولذا سمّي  المهر صداقاً لدلالته
على صدق العلاقة مع الرجل وقد أشار الى هذه النقطة بعض المفسرين كصاحب الكشّاف وكذلك 
أورد الراغب الأصفهاني في مفردات غريب القرآن أن الصدُقة سميت لانها  دليل  على الايمان

ثانيا  :-  بالحاق ضمير  هنّ بالصدقات أراد الله عزّ وجلّ أن يشير  الى تعلق  المهر بنفس الفتاة
لا بالأب أو الأم ( لأن المهر ليس أجرة التربية والارضاع والاطعام ) 
ثالثا  :-  أنه  بأستعمال كلمة (نحلة ) يصّرح  بوضوح  أن المهر ليس له عنوان غير الهدية والمنحه...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق