المكياج بين النعمة والنقمة
المرأة ..والمكياج بين النعمة والنقمة
قبل أن أتزوجها ، أعني في فترة تعارفنا ، لم تكن تضع شيئا من الزينة على وجهها البته
احببتها كما هي ، على طبيعتها وكنت اراها جميلة ، كنت اراها تمتلك ذلك الجمال
المتوسط الذي يمتلك امتياز كونه طبيعيا ، لكن منذ اليوم الاول على عقد زواجنا .
وقبل العيش معا ، في بيت الزوجية فأجأتني بوجه دفعني للنفور واحترت فيما اقوله
لها اذ ان المسالة تخصها كأمرأة ومحاولة ( نقد ) طريقة وضعها للمكياج وكميته . قد
تطعنها في القلب من كيانها .. هذا ما قاله احدهم وعمره (38 سنة ) عن المكياج وزوجته
حالة هذه الزوجة احالتني الى مسألة الذائقة ، ان هذه الذائقة هي المسؤولة اولا واخيراً
عن مظهر المرأة عامة . تنوع المكياج وطريقة وضعه وكميته هي امور تعود الى ذائقة
ألمرأة . وهذه الذائقة لا (تتهذب )ولا تتطور الا بالثقافة والاطلاع . من هنا فان الذائقة
الفقيرة أو المتدنية لاينتج عنها الا ما هو سمج ومنفر . بل أن زينة المرأة ، ومنها المكياج
تفضح شخصية المرأة وتفضح ذائقتها الجمالية ، بما لايقبل الشك
أن المرأة التي لاترى نفسها الا بعينيها ، من دون ان تثاقف ماتراه بما يراه الاخرون ،
انما تجني نتائج معكوسة ولدى احد الاخوة الفنانين الرسامين كلمة رائعة قالها ( أن أي
محاولة لتزيين الطبيعة لاينتج عنها سوى التشويه ) ويبدو ان بعض النساء يجدن في
تشويه طبيعتهن جمالا لايراه غيرهن الا قبحا ، فكيف تقنعهن بذلك ؟ لاسبيل الى
اقناعهن سوى الثقافة ، وتهذيب الذوق ، أن الزينة جزء من السلوك ، أو أنها تفضح
سلوك المرأة . ونوعيتها فكيف تهمل هذه المسألة المهمة وتتعامل بها بطريقة لا مسؤولة ؟
يقول الصديق ع ه م / 41 سنة - مهندس اليكترونيات / فم زوجتي يشبه خيطاً في وجهها
يكاد لايبين ، الا حين تفتحه . فم بلا شفتين ! لكن ماتفعله زوجتي يجعلها غريبة الشكل
انها ترسم فماً لها بأحمر شفاه ثقيل فيبدو فمها اشبه بلطخة حمراء معلقة اصطناعيا
تحت أنفها ! نبهتها كثيراً الى ذلك لكنها تجد فيما تفعله جميلا ، أنه فمها ولا سلطان لي
عليه ، لكنني أعترف لك بأنني أشعر بالحرج حين أخرج معها ! فأحس بأن نظرات
الاستهجان موجهة لي أساساً لانني مسؤول عن مظهر زوجتي
ونسأل قاصة وكاتبة معروفة ( م. هـ) عن رأيها في المكياج والزينة عموماً فتقول .
أن (التجمل والظهور بمظهر حلو أنيق هو أمر يبعث
عن الارتياح النفسي لدى المرأة ويعزز ثقتها بنفسها ويترك انطباعاً جيد لدى الاخرين
ولكن محاولة المرأة الظهور بمظهر جميل شيء ... ومحاولتها الظهور بمظهر يدير
الرؤوس شيئا أخر ... الجمال دائما يعني البساطة وكلما كان المكياج بسيطا والملبس
بسيطاً أضفى ذلك على المرأة جمالا هادئاً يبدو وكأنه طبيعي وغير مصطنع
فالمكياج الذي يصرخ بالوان فاقعة وخطوط غامقة يعتبر فاشلا وغير متقن ,, وهذا
الامر يسري على المرأة في شبابها وفي كهولتها ... فأذا كانت شابة تعوضها نضارة
بشرتها عن اية مساحيق واصباغ واذا كانت في اواسط العمر فأن المكياج الصارخ يبرز
العيوب . بدلاً من أخفائها ويكبر العمر بدلا من ان يصغره والمرأة العراقية جميلة
كالوردة وقد حباها الله ملامح حلوة ووجهاً نظراً وشعراً اكثر نظارة ولا اعتقد انها
تحتاج قبل الخروج سوى دقائق قليلة لوضع لمسات بسيطة جداً من الزينة ، وتؤكد
هذا الجمال لاتشوهه ) ..... لكن لمن تضع المرأة المكياج ؟
تجيب احد السيدات ، بأنها لا تضع المكياج لاحد ، ولا لغرض الا لراحتها ، انها تتزين
حتى حين تقضي أياماً في البيت ، في أجازة عن العمل . حتى وان لم تخرج
تتزين لنفسها ، لان الزينة تكملها ز ويبدوا أن هذا هو رأي معظم النساء . لكن تطبيقه
يختلف من أمرأة الى اخرى فمن المكياج الصارخ الى المكياج الذي لايبين وكمثال
على النموذج الاخير ، يقول احد الموظفين - محاسب 40 سنه - بأن أمرأة كانت
تعمل معه طوال ثلاث سنوات لم يشعر يوما بأنها تتزين ، او تضع مكياجاً .. وفي
معرض الدردشة التي ترافق العمل ، سألها ملاطفاً .. لماذا لاتضع المكياج ، أسوة ببقية
النساء ففاجأته بقولها ، ومن يقول بأنني لا اضع المكياج أو أتزين ؟ أنني افعل كل ذلك
انما افعله بشكل بسيط وطبيعي ، وأنفر من استعمال المواد الصارخة اللون
وهذا رجل متزوج من ربة بيت ، يتوق الى رؤية زوجته متزينة في البيت .. أنها لاتتزين
الا اذا طلب منها ذلك ، فتكون مناسبة في البيت ، تعود بعدها لترك الزينة ... واعلمني
البعض ان صديقنا ( .....) يفرض على زوجته ، ربة البيت ان تتزين وتتبرج بعد
تناول العشاء ، بمكياج ثقيل ، ولا تمانع زوجته ، أذ تتحول كل ليلة الى أمرأة أخرى
صبغة حمراء ثقيلة على الخدين احمر شفاه صارخ تضعه على شفتيها ، مسكارا
في الرموش ، عطر نفاذ ،، شخصيا لا أعرف سبب هذا الميل لدى صديقنا لكنه
بالتاكيد يعود الى طبيعة نفسية غريبة غير سوية . أن لم نقل شاذة
وهذه سيدة تذهب الى الدائرة كما لو كانت تخرج من غرفة النوم الى المطبخ ، وهي
الاخرى كصاحبة المكياج الصارخ تكون منفرة في أعين زملائها
الان بعد ان قاربنا النهاية نستمتع برأي أحد الفنانين وهو يقول : ( ابتكروا أحمر الشفاه
كأشارة جاذبة في وجه طبيعي . بمرور الوقت اصبح الوجه ، وجه المرأة ، مصبوغاً
بأجمعه ، ففقدت الشفاه أشارتها وأصبحت جزءاً من شكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق