الرقم القياسي الذي أمات من سجلته
لم تكن فيرونيك لوكين ، البالغة من العمر (33) عاماً ، لتفكر ، يوما ما ،بأنها
ستصبح مشهورة تتناقل أخبارها الصحف والمجلات العالميه ، أذ عاشت
حياة هادئة ، مليئة بالنشاط ، ومولعة بمهنتها كباحثة جيولوجيه متخصصه
في أستكشاف الـكهوف ألعميقة ، ورغم ماينطوي عليه عملها من مخاطر
محتملة . الا أن مغامرتها الاخيرة جلبت لها الشهرة والموت فــي أن معاً
ولقد أستطاعت فيرونيك ان تسجل رقما قياسيا في البقاء تحت الارض
داخل أحد الكهوف ، على عمق (82) مترا .، لتقضي فيه (111) يوماً
في عزلة تامة عن العالم الخارجي ، وكان الهدف من وراء هذه المغامرة
الفريدة من نوعها هو : تسجيل ماينتاب المرء ، في هذه الظروف ، من
أفكار وأنفعالات وتداعيات محتملة ، ومدى قدرته على كل ذلك ؟
وما أن شرعت فيرونيك بتنفيذ تجربتها ، حتى صرح العديد من الباحثين
بأن مثل هذه المغامرة ، قد تعرض فيرونيك للاصابة بالهذيان والاضطرابات
النفسية الشديدة ، بل ذهب قسم منهم حد القول بانها ستصاب بالشيزوفرينيا
لامحالة .... ومع ذلك لم يبدُ على فيرونيك ، بعد أتمام تجربتها تلك شيء
مما توقعه الباحثون ، الا أن أنتحارها المفاجيء بعد فترة جعل الصحافة
تسارع لتسليط الضوء على حياة هذه الباحثة الشابة ، والوقوف على حقيقة
الاسباب التي دفعتها للانتحار . بيد أن المصدر الوحيد الذي كان من المؤمل
ان يضيف شيئا جديداً حول انتحار فيرنيك ، وهو الزوج ، الذي يعمل هو
الاخر في ذات اختصاص زوجته ، لم يقل أكثر من أن : فيرونيك قد تحوّلت
الى أمرأة أخرى ، غير تلك التي عرفها ، فلقد سيطر عليها الضجر والسأم
وفقدت قدرتها على مواصلة الحياة . ولطالما حاول عبثاً أن يستشف منها
ماتعرضت له خلال التجربة التي قامت بها . غير أن فيرونيك لم تخبره الا
النزر اليسير على ذلك ، وكانت تردد بأستمرار بأن تجربتها قاسية جدا مليئة
بالمخاوف والهلوسة وكان يخيل اليها ان اشخاصاً معها هناك تحت الارض
وأخيــراً ، لم تُخلف فيرونيك وراءها الا قُصاصَة صغيرة من الورق ودعت
فيها زوجها قائلة :( أني أحُبك بجنون ...ولكنني لم أعد أحتمل الحياة فوق هذه
الارض ...!!) وعلى مايبدو ان هذه التجربة قد جعلت فيرونيك تنتسب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق