الأحد، 7 أبريل 2019

الاستماع والاصغاء وتاثيرهما

الاستماع والاصغاء وتاثيرهما

في موضوع سابق تطرقنا الى اسلوب الكلام واهميته 
ودوره في شخصية ومكانة الانسان وهنا اتناول موضوع مالاستماع من شئن فلقد قال احد الحكماء ينصح ولده يابني اذا جالست العلماء فكن على ان تستمع احرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت ولا تقطع على احد حديثا وان طال  حتى يسكت
ويولي المهتمون بالتربية او بزيادة الانتاج في مجالات التنمية الى فن الاستماع قدرا كبيرا من اهتمامهم فهم يؤكدون ان المستمع الجيد للحديث هو الاكثر استيعابا والاكثر انتاجية ولذا عمدو الى فتح عيادات خاصة يعالج فيها الطلاب او الموظفون الذين يعانون من عادة سوء الاستماع والاصغاء وقد افلحت هذه العيادات في غرس عادات جديدة في هؤلاء المرضى  عادات مبنية على حسن الاصغاء الى الحديث وحسن الاستماع ومن ثم  حسن الاستيعاب والتعقل

عدم الاستماع لماذا

لقد درس علماء االنفس والتربيون هذه العادة المضرة واجروا الكثير من التجارب الميدانية على العديد من الناس الذين يشكون من عدم مقدرتهم على الاستماع الجيد او عدم حرصهم على متابعة الحديث وخرجوا بنتائج ذات اثر كبير من هذه الناحية
طبيب راح يتحدث الى احد مراجعيه في موضوع معين لكن المراجع كان متلهفا جدا لمعرفة نتائج ذلك الحديث فراح يطرح الاسئلة الواحد بعد الاخر ويقاطع الطبيب مرة بعد مرة وفي النهاية حين ساله الطبيب  
عما بقي في ذهنه من الحديث  هز المراجع راسه اذ لم 
يع اي شيئا منه لانه كان مهتما بمعرفة النتيجة

مراجع اخر جلس امام طبيب راح يحدثه  لكن المراجع كان يشعر بانه يعرف كل مايقوله الطبيب لذا راح يفكر في امور اخرى  سهرة مع صديقه وأخر فلم شاهده بالفديو كانت فقط عيناه تتابعان الطبيب في نهاية الجلسة ساله الطبيب عما علق في ذهنه من الحديث فاجاب انني اعرف كل ماكنت تقول لكنني لم اتذكر شيئا
كان الطبيب انيقا جدا ووسيما  راحت المراجعة تنظر اليه وهو يتحدث  كانت معجبة بتعابير وجهه وهو يعطي كل كلمة ماتستحقه   قالت في نفسها انه يمثل لا يتحدث ونظرت الى يديه انهما خاليتان من خاتم او خطوبة   في نهاية الحديث سالها الطبيب عما علق قي 
ذهنها   ارتبكت واعتذرت بانها لم تفهم شيئا مما قال

كان ضجرا  فراح ينظر الى ساعته مرة او يحق في السقف مرة اخرى وكان الطبيب يتحدث    راح المراجع يتابع اغنية كانت تنبعث من غرفة اخرى بجانب غرفة الطبيب  وضع فيها جهاز التسجيل في نهاية الامر افاد المراجع  انه لايتذكر كلمة واحدة من اقوال الطبيب
هذه الوقائع توكد بشكل قاطع ان متابعة الحديث امر ليس بالسهل تماما  فالانسان القلق او الملول او المنبهر او العجول لايستطيع ان يتابع حديث الاخرين بشكل جيد وهو امر ينعكس بدون شك على تقدمه في مضمار العمل
ولعل المشكلة الرئيسيه التي يعاني منها التلاميذ والطلاب هي عدم مقدرتهم على متابعة الدرس حتى نهايته اذ هم معرضون خلال هذه المدة الى شتى الحالات من السرحان او العبث بالكتاب او الدفاتر او المزاح مع الجيران من التلاميذ او متابعة امور خارج الصف  لقد احسن اجدادنا  حين قالوا  اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب  ولكننا لانقصد هنا السكوت المطلق الذي يفضحه الكلام ولكننا نقصد الصمت البليغ الذي يزيده الكلام بلاغة ويرفع قدر صاحبه درجات ودرجات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق