الاستماع والاصغاء وتاثيرهما
في موضوع سابق تطرقنا الى اسلوب الكلام واهميته
ودوره في شخصية ومكانة الانسان وهنا اتناول موضوع مالاستماع من شئن فلقد قال احد الحكماء ينصح ولده يابني اذا جالست العلماء فكن على ان تستمع احرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت ولا تقطع على احد حديثا وان طال حتى يسكت
ويولي المهتمون بالتربية او بزيادة الانتاج في مجالات التنمية الى فن الاستماع قدرا كبيرا من اهتمامهم فهم يؤكدون ان المستمع الجيد للحديث هو الاكثر استيعابا والاكثر انتاجية ولذا عمدو الى فتح عيادات خاصة يعالج فيها الطلاب او الموظفون الذين يعانون من عادة سوء الاستماع والاصغاء وقد افلحت هذه العيادات في غرس عادات جديدة في هؤلاء المرضى عادات مبنية على حسن الاصغاء الى الحديث وحسن الاستماع ومن ثم حسن الاستيعاب والتعقل
عدم الاستماع لماذا
لقد درس علماء االنفس والتربيون هذه العادة المضرة واجروا الكثير من التجارب الميدانية على العديد من الناس الذين يشكون من عدم مقدرتهم على الاستماع الجيد او عدم حرصهم على متابعة الحديث وخرجوا بنتائج ذات اثر كبير من هذه الناحية
طبيب راح يتحدث الى احد مراجعيه في موضوع معين لكن المراجع كان متلهفا جدا لمعرفة نتائج ذلك الحديث فراح يطرح الاسئلة الواحد بعد الاخر ويقاطع الطبيب مرة بعد مرة وفي النهاية حين ساله الطبيب
عما بقي في ذهنه من الحديث هز المراجع راسه اذ لم
يع اي شيئا منه لانه كان مهتما بمعرفة النتيجة
مراجع اخر جلس امام طبيب راح يحدثه لكن المراجع كان يشعر بانه يعرف كل مايقوله الطبيب لذا راح يفكر في امور اخرى سهرة مع صديقه وأخر فلم شاهده بالفديو كانت فقط عيناه تتابعان الطبيب في نهاية الجلسة ساله الطبيب عما علق في ذهنه من الحديث فاجاب انني اعرف كل ماكنت تقول لكنني لم اتذكر شيئا
كان الطبيب انيقا جدا ووسيما راحت المراجعة تنظر اليه وهو يتحدث كانت معجبة بتعابير وجهه وهو يعطي كل كلمة ماتستحقه قالت في نفسها انه يمثل لا يتحدث ونظرت الى يديه انهما خاليتان من خاتم او خطوبة في نهاية الحديث سالها الطبيب عما علق قي
ذهنها ارتبكت واعتذرت بانها لم تفهم شيئا مما قال
كان ضجرا فراح ينظر الى ساعته مرة او يحق في السقف مرة اخرى وكان الطبيب يتحدث راح المراجع يتابع اغنية كانت تنبعث من غرفة اخرى بجانب غرفة الطبيب وضع فيها جهاز التسجيل في نهاية الامر افاد المراجع انه لايتذكر كلمة واحدة من اقوال الطبيب
هذه الوقائع توكد بشكل قاطع ان متابعة الحديث امر ليس بالسهل تماما فالانسان القلق او الملول او المنبهر او العجول لايستطيع ان يتابع حديث الاخرين بشكل جيد وهو امر ينعكس بدون شك على تقدمه في مضمار العمل
ولعل المشكلة الرئيسيه التي يعاني منها التلاميذ والطلاب هي عدم مقدرتهم على متابعة الدرس حتى نهايته اذ هم معرضون خلال هذه المدة الى شتى الحالات من السرحان او العبث بالكتاب او الدفاتر او المزاح مع الجيران من التلاميذ او متابعة امور خارج الصف لقد احسن اجدادنا حين قالوا اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ولكننا لانقصد هنا السكوت المطلق الذي يفضحه الكلام ولكننا نقصد الصمت البليغ الذي يزيده الكلام بلاغة ويرفع قدر صاحبه درجات ودرجات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق