ملامسة روح
شعر - خواطر - قصص - فن ورياضة - رومانسيات - شعر شعبي - صور GIF- منوعات
السبت، 20 أبريل 2019
تاجر والخادم واليهودي/ قصة اسطورية
كان ياما كان في سالف العصر والزمان
كان في تاجر تقدم به السن ولم يعد قادر على القيام بأعمال تجارته . كان لديه ثلاثة أولاد عندما حان موعد الرحلات التجارية والسفر لم يكن بمقدوره ذلك .غادر التجار برحلتهم دونه لهذا قرران يكلف احد اولاده الثلاث بالقيام باعمال التجاره بدلا عنه رغم شكوكه وحيرته و قناعته بعدم امتلاكهم الخبرة والتجربة .لهذا أختار الابن الاكبر واعطاه مائة من القطع الذهبيه
وطلب منه ان يقوم في اليوم التالي بالذهاب للسوق ومنحه حرية التصرف بالمبلغ كما يحب ويشاء وبلا محاسبة الابن الكبير أخذ المبلغ وصباح اليوم التالي ذهب للسوق وجلس بأحد اماكن لعب القمار وتناول المشروبات
وبدأ يبذرامواله على النساء وعلى امور تافهه لايجني منها شيء وبعدما أكمل صرف المبلغ عاد مساء للبيت
وساله ابوه ها ابني كيف كان يومك؟ كيف تصرفت بأموالك ؟
الابن أجاب على اسئلة والده وحكى كل مافعله وكيف صرف المبلغ بكل تفاصيله .لحظتها شكر الاب أبنه لصدقه وصراحته وقال الاب لابنه الكبير ... المهم انك فعلت كل شيء بقناعتك
.في اليوم الاخر ارسل الابن الاوسط وايضا اعطاه نفس كمية المبلغ التي اعطاها لاخيه الاكبر وكلمه بذات الكلام واعطاه حرية التصرف
وهذا الابن تصرف مثل أخيه الاكبر باستثناء بعض التفاصيل ولكنها ايضا أعمال لايجني منها اي شيء مفيد وحين عاد مساء ساله والده عن كيفية صرفه للمبلغ .رد على أبيه انه تمتع مع النساء وتناول المشروبات ولعب القمار وراهن على خيول السباق وعزم بعض الاصدقاء على وليمة غداء وعشاء وهكذا صرف المبلغ باكمله
شكره الاب على صدق كلامه وصراحته وقال له المهم انك عملت مايمليه عليك عقلك وضميرك وروحك
لم يبقى .من الاخوة الثلاثة الا الاصغر وأستدعاه الاب . وكما فعل مع أخويه أعطاه مائة قطعة ذهبيه ومنحه صلاحية صرفها بما يعجبه وكما يحب ويريد وبدون محاسبة او لوم او تأنيب.
عند صباح اليوم التالي
الابن الاصغر اخذ المبلغ وذهب الى السوق وجلس في مقهى وكان يستمع لكلام الناس ماتدور بينهم من احاديث .صادف بتلك الاثناء مرور رجل بملابس رثة مقرفة له لحية طويله ووجهه ترتسم عليه ملامح
الشياطين كان يسحب جثة لرجل ميت وهو ينادي بأعلى صوته ( من يخلص مظلوم من يد ظالم )كان يردد هذه العبارة بشكل مستمر ويسير ساحب جثة لرجل خلفه
أثار هذا الحال أبن التاجر وتقدم من هذا الرجل وسأله :- لم تسحب هذه الجثة وما قصة ( الظالم والمظلوم ) التي يرددها لسانك كل حين رد عليه الرجل صاحب اللحية
انا يهودي وهذه الجثة لرجل استلف مني قبل شهور ثمانين
ليرة ومات قبل أن يسدد الدين الذي بذمته وسأظل أسحله حتى تتمزق جثته ولن أدعه حتى احصل على ليراتي الثمانين التي استلفها مني . رق قلب أبن التاجر
وتحركت الانسانية بداخله واخرج ثمانين قطعة ذهب( ليرة ) واعطاها لليهودي واخذ الجثه وستأجر شخصا قام بغسلها وتكفينها ثم دفنها في مقبرة قريبة .ورجع للبيت حزينا كئيبا وسأله والده
عن تفاصيل قضاءه ليومه سرد الابن على ابيه ما حصل
معه بالتفصيل
عندها أرتسمت ابتسامة على وجه الاب وقال لابنه :- بارك الله فيك وما أطلبه منك الان هو ان تجهز نفسك للسفر خلال ايام لانني اخترتك بدلا عني للقيام بالمتاجرة . وحاول من غد ان تجد لنفسك رفيقا أو خادما يساعدك بخبرته في سفرك . وجد سفينة أستأجرها فقد سافر التجار قبلك بشهر وعليك اللحاق بهم
هكذا استمع الابن لنصائح والده ووعده ان يقوم بكل شيء وعند فجر اليوم ذهب ابن التاجر للسوق في المدينة يبحث
عمن يريد العمل معه كخادم او مرافق له في رحلته ورغم سؤاله المتكرر لم يجد احد يرغب بالسفر او العمل معه وحين اعياه التعب ذهب الى مقهى التجار ليستريح ويتناول فنجان قهوة وجلس وحيدا حائرا يفكر . ولاحظ صاحب المقهى حالته وسأله عما يشغل فكره فلا شيء يستحق التفكير والعذاب لاجله . شكى له ابن التاجر حاله وانه بحاجة الى خادم او مساعد له ولم يجد لان الغالبيه خرجوا للسفر . حينها قال له صاحب المقهى انا اعرف شخص جدير ان يكون لك خادم ومساعد لكنني لا اظنه يوافق السفر معك فهو يعيش قرب صومعة خارج المدينة ومتفرغ لعباداته . اذهب اليه قد يساعدك وينضم معك
لم يكن لدى ابن التاجر أي خيار غير الذهاب للصومعه ووجد فيها شاب وسيم وجسيم وسلم عليه ليقابله الشاب بالترحيب والتقدير وبعد الكلام والتعارف طرح ابن التاجر فكرة ان يشاركه الشاب بسفره ولكن
الشاب رفض وابن التاجر لم يدع سبيلا الا سلكه حتى يقنعه وظل يتوسل ويحاول اقناعه ويغريه بالفائدة التي سيجنيها من السفر معه وبعد الالحاح قال الشاب لابن التاجر :- سأسافر معك لو قبلت بشرط اشرطه عليك رد عليه ابن التاجر :- قل لي ماهو شرطك
قال الشاب :- شرطي الوحيد هو أي شيء نحصل عليه في سفرنا نقتسمه مناصفة وبالتساوي بيننا عدى اموال وارباح تجارتك الاساسيه
رد أبن التجار عليه :- لقد عدلت وانصفت وانا موافق على شرطك
وهكذا تعاهدا وحلفا باغلظ الايمان ان يلتزما بشرطهما
وتبنى الخادم أو شاب الصومعه كل الامور التي تخص السفر .. واستأجر سفينة بطاقمها وودعوا اهلهم ذاهبين في تجارتهم عبر البحر
وبعد أبحارهم ايام وصلو لجزيرة خالية من السكان وقررطاقم السفينة ان يباتون تلك الليله بالجزيرة
لاكمال بعض الاصلاحات على السفينة
واقترح ابن التاجر على خادمه ان يتقاسما نوبات حراسة على انفسهم لحين انقضاء الليلة على ان يكون هو الباديء بالحراسة في حين يقوم خادمه بالحراسة مابعد منتصف الليل ومر منتصف الليل ومابعده وشعر ابن التاجر ان النعاس يغالبه فايقظ خادمه لاكمال الحراسة . نام ابن التاجر وخادمه اطعم نارهم بعض من الحطب كونها قاربت على الانطفاء وجلس يتلو في داخل نفسه بعض من طقوس عبادته وهو يلتحف أزار. لمح بصره عن بعد شيء ما يتحرك مثل ظل اسود قادما من عمق الجزيرة . أستل سيفه وهو جالس في مكانه تقدم ذلك الظل حاملا رمحا ويعبث ببعض صناديق التاجر التي تحوي ذهبه لم يدعه الخادم يعبث بها بل نهض اليه ولكن الظل او الشبح بدء هروبه باتجاه عمق الغابة بين اشجار ومرتفعات والخادم يلاحقه داخلا خلفه الى كهف او مغارة مضاءة من داخلها بمشاعل فيها دروب وازقة وفتحات حتى وصلا الى كوة ضيقة لامفر منها ليتقاتلا وليجهز الخادم على ذلك الشبح الجني ويقتله
وبدء الخادم تجواله بين تلك الطرق داخل الكهف ليرى ان هنالك مخازن وغرف تحتوي على انواع الاطعمة وصناديق صغيرة للمجوهرات والهدايا النفيسة في حين بدأت تباشير الصباح تظهر. ليجد من ضمن ماوجده بنت شابة في غاية الجمال داخل سجن كبير فيه كل متطلبات الحياة . وسألها من اتى بك الى هنا وسجنك . وأجابته ان في هذه الجزيرة جني سرقها من قافلة بحرية مرت بالجزيرة من سنة والجني يريد الزواج منها وهي ترفضه فحبسها وهو معتاد على سرقة القوافل التي تتوقف وهي لاتعرف خطورة الجزيرة في حين لايقف فيها من يعرف خطورتها طمأنها الخادم وأعلمها بقتله للجني وأنها في أمان تام وبما ان لديها كل شيء تحتاجه فعليها ان تنتظر عودته طالت ام قصرت بعد عودته من تجارته كي ياخذها معه الى الديار .. ووعدته بالانتظار حتى عودته
كل ماحصل لم يعلم به ابن التاجر فما زال في نومته . حتى ايقضه خادمه بان عليه النهوض لغرض مغادرة الجزيرة واكمال رحلتهم . وبعد مسيرة لايام في البحر وصلو الى مملكة يتاجرون معها وتوقفت سفينتهم في ميناءها . وباشروا يعرضون في كل يوم بضائعهم في مدينة مختلفة ويشترو بضائع تناسبهم . وفي احد الامسية حين باعا مالديهم وكانا عائدين الى الخان الذي يسكنان فيه شاهدا رجل يحمل رأس لبشر وبفضول تتبعاه وشاهداه يضع الرأس مع رؤؤس أخرى قطعت سابقا وسأل الخادم الرجل والذي كان جلاد للملك عن سر هذه الرؤوس فاجابه الجلاد انها رؤوس لاطباء وعرافين حالوا شفاء بنت الملك من مرضها وفشلوا وشرط الملك ان من يفشل في شفاء ابنته يقطع راسه. طلب الخادم من الجلاد ان يقدمه للملك كونه وصديقه ابن التاجر اطباء يمكنهم شفاء الاميرة . لكن أبن التاجر أعترض على خادمه رافضا الفكرة واقنعه خادمه بأن عليهما اولا مقابلة الملك ثم يقررا بعد ذلك . حين قابلا الملك سألهم الملك عن بلادهم واخبرهم ان من يشافي أبنته من مرضها سوف يتم تزويجها له ويكون نائبه وان فشل سيتم قطع رأسه . أستغل الخادم كلام الملك وبدء يسأله عن اعراض مرض أبنته والملك لم يخفي عنه شيء من اعراض مرضها وعن علاجات الاطباء الاخرين الذين فشلوا وقطعت رؤسهم لعدم شفائها . اتفق الخادم مع الملك ان يقوم في اليوم التالي بمعالجة الاميرة ابنته . وعاد مع ابن التاجر الى مكان اقامتهما بالخان في حين كان ابن التاجر يلومه على اتفاقه مع الملك وان رئسيهما سيقطعان وانه لايوافق خادمه على اتفاقه . ولكن الخادم قال له ان بعض من امور الحياة تحتاج الى مجازفة محسوبة وان الخوف المستمر يجعل الانسان ضعيفا ويقيده عن بلوغ طموحاته ومادام البشر يخاف من ربه فعليه ان لايخاف مادام في طاعته ويحاول نثر الخير في ارضه واكمل الخادم كلامه ستصبح نائب للملك انت وستتزوج ابنته أتكل على خالقنا اولا وعلي ّ وسننجح بمهمتنا لانني فهمت اعراض مرض الاميرة وعند الصباح سأشتري ما أحتاجه من أعشاب ومواد وصأصنع لها دواء .وأتم فعلا صناعة دواء سائل وضعه في قارورة صغيرة وذهبا الى قصر الملك ودخلاه واعلمهما الملك ان لديهم يوم واحد ان لم تتشافى الاميرة سيقتلهما. عند المساء ادخل ابن التاجر وخادمه على الاميرة وجلسا على الارض في حين كانت تجلس هي على حافة سريرها . وكلما حاولا مكالمتها لاتجيب بل ولا تبالي وتجاوز الليل منتصفه وغفى ابن التاجر في حين تظاهر الخادم بالنوم وبدأت الاميرة تنطق حروفا وكلمات وتردد اصواتا والخادم يجيبها على حوفها بما يعرفه من طقوس عبادته كانت كلماته تزعجها وتثيرها وتجعلها تتحرك مثل مجنون لايسيطر على ذاته واعصابه نهض الخادم اليها يقرأ عليها من ادعيته وهي تصرخ به وتحاول ضربه وابعاده وفي اشد لحظات عنفها ضربها الخادم على راسها وامسكها وسكب بعض مما في قارورته في فمها مجبرها على شربه وصراخها وعويلها وعنفها ايقظ ابن التاجر فهرع يساعد خادمه والخادم يسقيها من شرابه وبدأت تهدء رويدا رويدا وغفت ومازال الخادم يقرأ ويمارس طقوسه .حين انتهى اخبر الخادم ابن التاجر ان جن كان يتلبسها وقد تم طرده منها وحين تستيقظ ستكون بخير .
عند الصباح سأل الملك عن حالها فاعلمته وصيفاتها أنها لاول مرة منذ شهور تطلب الافطار وانها افضل من الامس بكثير ومع مرور الايام تشافت تماما ليعلن الملك للملاْ انه سيزوج ابنته لابن التاجر الذي شافاها من مرضها وهكذا تزوجا ومرت الايام لينجبا طفلة جميلة ومرت سنتان .طلب الخادم من ابن التاجر العودة لبلادهم لانهم غابا كثيرا. وكلم ابن التاجر الملك بذلك
فوافقه الراي واعطاه ذهب ومجوهرات .حُملت سفينتهم بالهدايا والكنوزوفيها زوج الاميرة وابنتها والخادم
راجعين لبلادهم ووصلو للجزيرة اللي بطريقهم وأستئذنهم الخادم بالتوقف هناك
واخبرهم ان لديه هنا سر لا يعرفونه وعليهم الاطلاع عليه فأحضر المرأة التي تنتظره في الجزيرة ومعها الذهب والهدايا والاحجارالثمينة وحكى لهم قصة الجن الذي قتله تفصيلا . حيث اكملوا طريقم عائدين الى ديارهم ووصلوا الى الساحل وبدؤا بتفريغ البضائع والهدايا وكل ماحصلو عليه خلال رحلتهم وهنا طلب
الخادم من ابن التاجر أقتسام كل شيء
حسب الاتفاق اول رحلتهم وابن التاجر أجابه اي صحيح
وتم تقسيم الذهب والفضه والجواهر والبضائع وكل شيء حصلوا عليه خلال رحلتهم وقال الخادم لابن التاجر هذه زوجتك لك وهي حصتك . وانا لي المرأة التي حصلت عليها من جزيرة الجن حصتي
ثم اكمل الخادم لم يبقى شيء لم نقتسمه الا هذه البنت الصغيرة
رد عليه ابن التاجر... لكنها ابنتي
قال الخادم :- اعرف هذا ولكن الاتفاق ينص ان كل شيء مناصفة بيننا وهي مشمولة بالاتفاق
توسل ابن التاجر وزوجته بالخادم يترجيانه ترك ابنتهما لكن ذلك لم يجدي نفعا
أقترح أبن التاجر على الخادم ان يعطيه كل الذهب والاموال والكنوز شرط ان يأخذ ابنته
الخادم رفض الاقتراح وقال لا انا اريد تطبيق الاتفاق والحصول على حقي كما هو
تمسك الخادم بالشرط طالبا تقسيم الفتاة الى نصفين نصف للاب والاخر له
وكل التوسلات والتنازلات والمغريات لاتنفع مع الخادم عندها استسلم ابن التاجر وزوجته الى مطلب الخادم وبدأ الخادم يربط البنت من ارجلها ومن يديها ليسهل عليه ضربها وقطعها نصفين
سحب الخادم سيفه وهوى به على البنت الصغيرة بينما غطى والد البنت وامها وجهيهما بكفيهما لكي لايشاهدا المنظر صارخين باعلى اصواتهم .. وصوت ضربات متتالية اعقبه صمت
ليفتحوا أعينهم والخادم يحمل البنت على صدره ويقدمها لصديقه ابن التاجر قائلا :-
هذه أبنتك لك
والامرأتين لك
وكل الكنوز لك
أتعرف من انا ؟؟؟؟ قال ابن التاجر :- من انت
قال الخادم :-
أنا الجثة التي أنقذتها من يد اليهودي الظالم
قال هذا ورمى نفسه في البحر
القصد من قصتي
الاول :- عليك ان لاتخاف من اي عمل تقوم به شرط ان لايخالف شريعة الله
الثاني :- ماتقدمه من خير ستحصده خيرا مهما كان
الثالث :- حين تعطي ميثاق وعهد عليك الالتزام به وان تدرسه قبل اعطاءه
وهنالك دروس مختلفه يمكنك استنتاجها منها
دمتم برعاية الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق