الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

التوحـد - قصة



 لاصوت في هيبة الظلام غير أنفاسنا، عزف ثابت الايقاع 
 وكأننا ننبض بقلب واحد : رجل وأمرأة معادلة الحياة الازلية
 فلم الاحتجاج أذن !؟ 
 وعند انبعاث الضوء ، تتغير أطراف المعادلة ، ترتفع أصوات النهار
 يختل نبض القلب مع تغير درجات الحرارة ، تختلط الاصوات
 الصاخبة ،تتداخل لغة الحوار
 ويذوب الرجل في المكتب أو أزرار الماكنة ، 
وتذوب المرأة في الأمومة ويضيع وجه الكائن البشري في
 طيات المدينة ، وتتلون الملامح حسب اتجاهات 
 الشوارع وشارات المرور ، لماذا لايكون الاحتجاج ضد النهار أذن ؟؟
 الصوت المتوحد بالوعي يؤكد أن النهار حالة حضارية
 يحكمها المنطق شارات ضوئية ، اتجاهات للمرور 
مدروسة بحنكة ، مواقف للسيارات محددة ، مكاتب الات ، أزرار
 تنظم حركة البشر ، أتفاق جماعي مطلق الأنظمة ، فالنهار
 وضاء مبدع يوحد الأنا به ، وتعمر المدينة ، ويتدفق 
 الخبز والماء ، وتتزين الارصفة بالحلي . ويتحاور الناس وفق 
محطات لغوية متفق عليها مسبقاً : شكراً ، رجاء، أرجو
 التفضل بالموافقة ، أويد قبولك أو رفضك 
 فلم الاحتجاج ضد النهار أذن ؟؟
 المعادلة مازالت متوازنة في الليل يلجا الرجل الى نفسه ، يستغرق
 في حبها ..والاخلاص لها
 في الليل تلجأ المرأة الى نفسها ، تتحرر .. وتحب الرجل
 دون الخضوع الى مفاهيم مسبقة عن الحب ..... فلم
 الاحتجاج أذن ؟؟ 
 في القبر ينام الرجل وحيداً ، ينهش الدود حلمه ، لكنه
 يراجع تأريخه بدون أنفعال ، قد يندم ، وقد لايأسف على ماكان 
 في القبر تنام المرأة وحيدة .. يمسح الدود معالم
 زينتها ، ويمتنع فارس الاحلام عن أقتحام بوابات
 قصرها ، تراجع تأريخها ، وقد تتمنى لو كانت الأجمل
 فلم الاحتاج أذن ؟؟
 أحبيني أيتها المرأة ..فما زال ليلنا طويلاً .. وفي النهار تذكري
 أن هناك ليلة أخرى قادمة ... توحدنا من جديد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق