السبت، 12 أكتوبر 2019

قصص الازياء وعاداتها


من الخطأ ان نحسب الازياء عادات اجتماعية ، لن هذه  العادات مشدودة بالتقاليد 
الموروثة ، بينما الأزياء تتوكل على تقليد المعاصرين مهي كالحضارة لاتموت 
ولكنها تهاجر من بلد الى بلد ، وتتأثر انماطها باختلاف  الجيوب والبيئأت  ،
فالملابس -  كوليدة مجتمع - ربما تجعل من لابسيها لغزاً يصعب النفاذ الى كنهه
وقيل انها ما استخدمت الا لستر العورة ... ولكني اعتقد ان لا عورة لمن كان 
طاهراً بريئاً من الذنوب  والمعاصي . ومن المؤسف ان تتفاقم هذه الذنوب بعد
خروج الازياء النسائية من باريس تتحكم بالعورات ، وبعد ان اصبحت لندن 
محور الاذواق الرجالية في هذا المضمار . وقد ساد هذا 
المظهر  الفاسد كل مكان
منذ ظهور اولى  محلات الأزياء في باريس عام 1672 م . وخضوعاً لهذا 
التقليد الوافد -  ولو بتعديل طفيف - أصبحت المرأة العراقيه (البطرانة فقط) في
دوائر الدولة ، وفي الوسط التربوي ، وفي الميدان الصناعي كالمرأة اليابانية
المعاصرة ترتدي ثياباً تعبر عن أخر صرخة أزيائية في روما وباريس وبون .
ولكنها بعد ساعات العمل ترتدي في بيتها اوسخ دشداشة او نفنوف .. وأعتادت
المرأة ، حيثما تكون ، أن تتجاوب في أختيار ملابسها مع الألوان  التي تلهب
مشاعر الرجال . وقديماً سئل اعرابي عن الوان الثياب ، فقال   :  الصفرة  اذا
اختلطت بلون اخر ، والحمرة أجمل ، والخضرة  أنبل ، والسواد أهول ، والبياض
أفضل ، وأستقر الأجماع الذوقي عند العرب عن ان اللون الابيض  يرمز الى
النقاء والطهر ، وأن الألوان التي تشعر الناظر بالدفء هي القريبة من  الأحمر
والأصفر ، والتي تشعر بالبرودة هي القريبة من  الاخضر 
والأزرق .
وأمـــتد نفوذ الألوان الى ايام الحداد على الميت ، ففي المشرق العربي اتخذ الناس
الثياب الزرق والسود شعاراً لحدادهم .. بينما أستأثرت الثياب البيض في المغرب 
العربي والاندلس بالمناسبات الفاجعه ... ومن المعروف ان ثياب المرأة ، في جميع
العصور ، لم تقنع بلون واحد ، فقد شوهدت النساء في بغداد خلال القرن الرابع
الهجري  وهن يلبسن الثياب الملونة ، وربما يصعب على المرأة ان تتخلى بسهولة
عن هذه الرغبة الملونة ... فقد حدث في سنة 195 قبل الميلاد ان خرجت حرائر 
النساء في روما الى السوق العامة ونادين بالغاء قانون ابيوس الصادر في عام 215
قبل الميلاد الذي يحرم على النساء الملابس الكثيرة الالوان 
وبالرغم من هذا الترف الطاريء ... لم يسلم الانسان ( رجلاً أو أمرأة ) من ظاهرة
التقشف ، ففي سنة 1300 ميلادية كان طلاب جامعة اوكسفورد يجهلون الزي الموحد
وكان المفروض على كل طالب ان يشد ثوبه الخارجي بازار  وان لايمشي حافي
القدمين الا اذا كان جلبابه يصل الى عقبيه  !!..ومن المأثور عن  الزاهدة ميمونة 
بنت ساقولة المتوفاة سنة  393 هجرية  انها قالت  :  هذا قميصي له اليوم سبع  
واربعون سنة  غزلته امي وألبسه وماتخرق  !.. وفي القرن العاشر الميلادي لم يكن
لأنماط الملابس سلطان قوي على المرأة الصينية .. ولكن المرأة ، على اي حال ،
شاءت ان تناويء هذا التقشف الذي ينغص حياتها ... وقد وجدناها تهتز طرباً لكل 
تقليعة جنونية تنطوي على التبني الأهوج وغير الموفق لنمط الزي دون تحميص
بحيث يصل الذوق بها الى درجة الهوس ، وقد عاضدها الرجال  في هذا الجنون
العاقل .. ففي شريعة مانو القديمة مايشير الى ان المرأة اذا احبت الثياب الجميلة
فمن الحكمة ان نشبع فيها ما احبت لانها اذا حرمت من انيق الثياب فلن تثير في 
صدر  زوجها ميلاً اليها . وفي التاريخ الروماني القديم كان الرجل الثري من اهل
الطبقة الوسطى يتباهى بتزيين زوجته  وبناته بالملابس والجواهر الغالية ويطلقهن
في المدينة دلالة على ثرائه ... وكانت السيدة الرومانية لوليا بولينا  تلبس ثوباً مرصعاً
بالزمرد واللؤلؤ .  وفي بغداد ، أيام الخلافة العباسية ، كانت الوصائف  المسيحيات 
في يوم احد الشعانين يظهرن في قصر الخلافة متزينات في ثياب جميلة غالية .وفي
اعناقهن صلبان من الذهب وبأيديهن اغصان الزيتون . ولاينبغي ، في هذا الصدد، 
ان نهمل نساء الازتيك في المكسيك ، فهن اعتدن ان يلبسن ثياباً فاخرة  مطرزة برسوم
معقدة وظل هذا الترف يحكم المجتمع الانساني بالرغم من نقمة بعض الرجال عليه 
فقد  اشار التاريخ الى ان الامبراطور الصيني منج هوانج - اي (713-756) ميلاديه
حرم نساء قصره ارتداء الملابس المطرزة وتحدياَ لهذا الحرمان  ولأي  حرمان 
مماثل يمكن ان يستهدف حرص المرأة على  مايزين قوامها .. اطلقت مدام هنرييت
ابنة لويس الخامس عشر انفاسها الاخيرة على فراش الموت وهي بأجمل حلية 
وافتن زينة . وكانت ترتدي ثوبا  يتماشى مع اخر صيحات الازياء  حينذاك  كما 
فضلت المرأة التسكانية المودة ( في أيطاليا ) ان تدفن بثياب عرسها "
وكهذه البدعة تجهلها المرأة العراقية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق