الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

الغضب وسلبيات كبته




الغضب كما يعرفه علماء النفس ، حالة شعورية انفعالية
تغشى الفرد ...فهل نمكن انفعالاتنا من التعبير الظاهر عن 
نفسها ام نكتمها لتتولى اجسامنا  التعبير عنها على شكل 
امراض مصدرها نفسي ... كالكأبة وضغط الدم وطائفة اخرى من
 امراض القلب وعلى راسها امراض الشريان اتاجي والذبحة الصدرية 
ينصح الاطباء وعلماء النفس بالتنفيس عن نوبات الغضب 
والغيض التي تنتابنا من حين الى اخر .... مؤكدين ضرورة
معرفة العامل المسبب للغضب ، فليس من العدل ان ننفجر غاضبين
 بوجه اول من يصادفنا ، بعد يوم عمل حافل بالمعوقات والمواقف
 الصعبة ، فنحن بذلك لاننفس عن الضغب بل نفعل كمن يكبته 
داخل نفسه ودماغه ، لان هذا الغضب لم يجد التصريف الملائم 
فالطــفلة ((التي تشعر بالحرمان لاعتقادها بأن اباها يحب أختها 
الاصغر اكثر منها ، ستوجه غضبها نحو اختها  وذلك بشد شعرها 
بقوة ، فيلجأ الوالد الى ضربها .. وهو بذلك يستجيب لغضبها  لا  للحرمان
الذي تشعر به فيتأكد لديها الاحساس بانها غيرمرغوبة وان اباها 
لايحبها ، فهذه الطفلة لم تستطع ان تظهر لابيها حنقها عليه فلجأت 
الى شد شعر أختها ... فالابوان غالبا مايعلمان الطفل ان يكبت تعبيراته
الانفعالية ، ويقابلانه بالاستهجان ان صاح او بدت عليه علائم الغضب
بل يتعلم اخفاء ... انفعالاته وتزيينها امام الاخرين 
تقول العالمة النفسانية ((جيني كوزون )) في مقال لها نشرته مجلة لانست
ان أنفعال الغضب هذا ، سواء كبتناه  ام أطلقنا له العنان ، له نواح ايجابية 
فهو يشحذ الفرد ويعده للدفاع عن نفسه ان حصل اي تدخل في حقوقه 
وممتلكاته ، بل انه قد يجعله يثور على اي شخص يشعره بالاستغلال
والحرمان .. وهو بهذا يرتبط ((بدافع المقاتله )) ..الذي يهيء الفرد للدفاع 
عن نفسه وحمايتها
 
أما عن أضرار الكبت ، فقد دلت البحوث العلمية في ميدان الطب وعلم 
النفس ، على ان الانفعالات التي يطويها الكبت لابد لها من متنفس في 
سلوك خارجي بالقول او بالفعل والا فأنها ستؤدي بالشخص الى الاكتئاب
كان (الابوان كثيراً مايحسان بأن ماتقف عثرة في سبيل سعادتهما ..وما
ان كبرت البنت واصبحت اماً حتى بدأت تولي ابنتها عناية تفوق الوصف 
وتسبغ عليها الكثير من الحب والحنان ... ولكن هذا لم يمنع الكآبة من ان
تتسلل اليها بين الحين والحين ... فصرح لها احد الاطباء النفسانيين بأن 
سر كآبتها هو انها تحسد ابنتها وتحنق عليها لانها تلق من الحب  والرعاية
مالم تلقاه هي من والديها ، فما كان منها الا ان فوجئت ووصفت تفسير 
الطبيب بانه غاية القسوة ولكنها  اقرت بانه قد يكون على شيء من الصحة 
وهي بذلك ازاحت العبء عن كاهلها فتخلصت من اضطرابها النفسي
واصبحا قادرة على منح قدر اكبر من الرعاية لأبنتها ) لذا فجلسات العلاج
النفسي اتاحت لها ان تعبر عن مخزون غضبها الذي سببه لها والدها وليس
ابنتها ... كما ان الكبت يستنفذ قابلية  الفرد على مواجهة الامراض ويستهلك
طاقته ،وفي هذا الخصوص ، توصل البروفسور((ستيفن كريز ))الذي يعمل
في مستشفى الكلية الملكية في لندن -  الى ان جهاز المناعة لدى المرأة -  التي
تكبت انفعالاتها على الدوام - ذو خصائص مميزة  لها علاقة بمراحل تطور
مرض السرطان ، لهذا فمن المجدي للمريض في هذه الحالة ان يلجأ الى التنفيس
لمقاومة المرض بدل الرضوخ والاستسلام  له .... كما انتقد البرفسور (كريز) في
نفس الوقت الاشخاص سريعي الانفعال الذين ينفجرون غاضبين لاتفه الاسباب 
والذين غالباً مانواجه الكثير منهم في حياتنا اليومية اثناء الانتظار الطويل 
في عيادات الاطباء او في طابور للحصول على البضائع ، فهم يتصفون بنفاذ 
الصبر وبجهاز عصبي ضعيف  ويجعلهم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة 
بضغط الدم  وامراض القلب الشائعة ... ويدلنا علماء النفس على طريقة نروح
بها عن نفسنا ونبرد بها غضبنا حيال اشخاص من المحيطين بنا والذين  نكن 
لهم الحب والاحترام . الامر الذي يجعلنا لانستطيع الاعتراف بانفعالاتنا  امامهم
وهي ان نضع كرسياً فارغاً او اية قطعة اثاث اخرى بمثابة الشخص الذي  صدرت 
منه الاساءة ، ومن ثم نكيل له اللوم والعتاب والتأنيب ، أما اذا كان الغضب والاستياء
متراكماً اثر احداث ماضية فبالامكان تبريدها عن طريق التحدث الى جهاز التسجيل
نصف فيه مشاعر الاذى التي اعترتنا انذاك او عن طريق التحدث امام المرآة ليرى 
الشخص الانفعالات التي ترتسم على وجهه بنفسه او بكتابة رسالة طويلة ومن ثم
تمزيقها ... وهي كلها وسائل  تمكن المرء من ان يخفف حدة القلق لديه مما يوفر
له فرصة اكبر للبقاء في عالمنا هذا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق